الاثنين، 3 نوفمبر 2014

الحسين بن علي نبراس التضحية

يطل علينا العاشر من المحرم بالاحزان ككل عام في ذكرى استشهاد سيد الشهدء الحسين ابن علي عليه السلام، هذه الشهادة التي نستخلص منها العبر والدروس. ولعل أبرز هذه الدروس هي التضحية ، فلما قدم الى العراق كانت عائلته تقريبا كلها معه (الا اخيه محمد ابن الحنفية وابنته ) وجميع اصحابه،وكان يعلم أنه مقتول وان عائلته ستسبى وسيقتل اخاه العباس وجميع اصحابه ولكن رغما من كل ذلك فلم يثنيه ذلك عن قراره فهو كان قد استلم ما يقارب 12 ألف رسالة استدعاء من أهل الكوفه أن صبرهم قد نفذ مع ابن زياد حاكم الكوفه وان اقدم علينا فبعث ابن عمه مسلم ابن عقيل ابن ابي طالب ليتقصى الوضع وما ان عرفت السلطه بوجوده حتى اعتقلته واعدمته برميه من اعلى المبنى، فنزل ذلك الخبر على الحسين عليه السلام كالصاعقه . ورغم قساوة الرسالة التي وجهها ابن زياد الا ان ذلك ايضا لم يثني من عزم الحسين بالمواجهة بل اعتبرها بداية سلسلة من البلاءات.
فالتضحية بالروح كانت على الحسين عليه السلام قليلة امام الهدف الذي يصبو اليه الا وهو الاصلاح، فرأى احبته يقتلون واحدا بعد الاخر وابناءه عطشى حيث حرمهم جيش عمر ابن سعد من الوصول الى الماء الى ان استشهد على أرض كربلاء.
فأي تضحية هذه ؟
هذه التضحية سبقها العلم والمعرفه العلم بما ستؤول اليه الامور والمعرفة بمعنى الاصلاح ،فالحسين عليه السلام وهو مقابل الجيش يدعوهم للعدول عما يفعلون ففيما يفعلون ستكون نهايتهم جهنم وهو مالا يوده لهم.

ما رأه الحسين عليه السلام أمة ابتعدت عن التعاليم المحمديه وانحرفت عن الطريق القويم بل ان وجود الدين في خطر، وان كانت الامة ستعود الى الرشاد بدمه فلا مانع لديه لانه بعين الله سبحانه ، فالاصلاح يتطلب التضحية ونكران الذات وان ترى الله سبحانه في كل خطواتك.
فالسلام على الحسين نبراس التضحية والفداء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق