الاثنين، 23 فبراير 2015

معركة النفط القذره

يستمر سعر النفط بالتذبذب منذ بداية شهر فبراير ويستمر الضغط على النفط الصخري حيث تشير المعلومات الى انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط.

هذا الانخفاض قدره 23% خلال عام منها 6.7 % خلال اسبوع فقط،فما تأثير ذلك؟ منذ ان تركت اوبك الحبل على الغارب فيما يخص التحكم باسعار النفط للأمريكان وهم يتحكمون بالاسعار عن طريق
  • انخفاض او ارتفاع عدد منصاتهم البتروليه ، فانخفاض العدد يعني انتاجا أقل وبالتالي سعرا اكبر لبرميل النفط
  • تقرير وكالة معلومات الطاقة الامريكيه الاسبوعي وفيه حجم المخزون النفطي والانتاج المحلي
  • أحداث عالميه مثل ليبيا والعراق 
ولكن رغم انخفاض عدد المنصات الا اننا نرى كل اسبوع تزايدا في الانتاج الامريكي للنفط الذي وصل الى 9.3 مليون برميل يومي تقريبا وبالتالي الى زيادة في المخزون مما يضغط على الاسعار ، والتي أقصى ما وصلت اليه هو 55 دولار للبرميل، كيف؟
هذا الجدول يؤكد ما سبق، فالانتاج المحلي خلال اسبوع قد ازداد ب 54 الف برميل خلال اسبوع بتاريخ 13-2-2015 و وبزياده مليون و132 الف برميل خلال عام ونقصان الاستيراد النفطي بمقدار 181 الف برميل يومي.فما الذي يصنع الفارق؟

اته النفط الرملي الكندي والذي يتكون من رمل وطين وماء وبيتومين يصدر الى الولايات المتحده باسعار أرخص من النفط الخام عبر شبكات من الانابيب الممتده بين كندا وامريكا بما يعادل 3 ونصف مليون برميل يوميا ، تقوم امريكا يتصفيته واستخراج النفط الخام منه،ونظرا لكميته الوفيره واسعاره المناسبه حيث ان استخراجه لا يكلف اكثر من 20 الى 30 دولارا للبرميل تعتزم الولايات المتحده انشاء خط انابيب جديد يحمل 800 الف برميل يوميا الى مصافيها. 

هذا في الغرب فماذا يحصل بالشرق؟ روسيا ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم أحبطت خطته لبناء ما يسمى بخط الغاز الجنوبي
(SOUTH STREAM) والذي كان المقرر له ان يغذي هنغاريا ايطاليا بلغاريا وصولا الى النمسا بعد قرار الاتحاد الاوروبي بمنعه من نقطة البدء وهي بلغاريا والتي انصاعت للقرار الاوروبي وسط انزعاج كل من هنغاريا والنمسا وهما في أمس الحاجه لهذا الغاز، ورغم محاولات شركة غازبروم الروسيه ايجاد صيغة مناسبة مع الاتحاد الاوروبي الا ان الاخير تعذر بان هذا الانبوب خطر على البيئه. فما كان من روسيا لمعرفتها بالسبب الحقيقي للقرار الاوروبي وهو سبب سياسي بامتياز الى تغيير وجهة الانبوب الى الحدود التركيه اليونانيه ليصبحا مركزا لتوزيع الغاز الروسي . فمن يريده فليحمله من المركز مما يكلف تلك الدول اموالا ويستغرق وقتا أطول مما أحرج الاتحاد الاوروبي. هذا من جانب الغاز اما من الجانب النفطي فتعمل روسيا بطاقتها القصوى حيث يبلغ انتاجها 10.8 مليون برميل يوميا وقد عقد الرئيس الروسي عدة صفقات هامه مع الهند والصين وكوريا الجنوبيه، وهو في طريقه لاستقبال رئيس كوريا الشماليه لسببين اولهما اقناعه بمد خط انابيب روسيا - كوريا الجنوبيه على اراضيه والثاني ضربة سياسية لامريكا في كسر عزلة رئيس كوريا الشماليه كيم جونغ اون.

الواضح ان العالم بدا يرتبط بشبكة من الانابيب نفطا كانت أم غاز، فدخول روسيا بقوة الى اسيا من الجانب النفطي والى اوروبا بالغاز وامريكا كل اسبوع ينخفض معدل استيرادها من الخارج لتعتمد على النفط الرملي لكندا ، فأين موضعنا من هذا كله؟ وما هو مستقبلنا في ظل هذه المتغيرات خاصة بعد انتهاء فاعلية أوبك التي لن يعيرها العالم اهتماما فأقصى ما تستطيع فعله فعلته في نوقمير الماضي بقرارها الغير حكيم عدم خفض الانتاج وأدى الى هبوط حاد في الاسعار ، فالعالم تكيف دون أوبك وخرجت أمريكا وروسيا فائزتين في صراع الحصول على الاسواق العالميه.
والدليل على ذلك هو انه رغم تصريحات اوبك البائسه بأن هدفها الحفاظ على أسواقها وضرب النفط الصخري ، ولكن ها هي الكويت تشتري 30% من حصة شيفرون في النفط الرملي لكندا بما يعادل 330 الف هكتار منه بقيمه 1.5 بليون دولار وهو ما ساعد شركة شيفرون في تقليص تكلفة الاستخراج ومما سيجعلها تنتج اكثرفي تناقض صريح لتصريحات اوبك التي بات أعضاءها يعملون منفردين وصاروا في مهب الريح بسبب قراراتهم الخاطئه الملبيه للطلب الامريكي منذ عام 2009 كما ذكرت هيلاري كلنتون في مذكراتها وكما صرح بوب اينهورن المنسق الامريكي لمقاطعة ايران في ادارة اوباما لتضييق الخناق على ايران.




السبت، 14 فبراير 2015

كيف يعمل الامريكان من مذكرات هيلاري

أزمة سياسيه تجري الان على الساحه الامريكيه بسبب دعوة رئيس مجلس النواب الامريكي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني لالقاء خطاب يتعلق بالسياسة الخارجية الامريكيه وتحديدا بالموضوع الايراني مما أثار استهجان الديمقراطيين وعلى رأسهم الرئيس اوباما لتدخله الغير مقبول بالشأن الداخلي الامريكي. وراودتني مجموعة من الاسئله لعل أهمها ، هل انتهاك السياده الامريكيه بهذا الشكل أمر مقبول للسياسي الامريكي؟ الواضح نعم اذا كان من اسرائيل ، فالدعم الجمهوري (هم الاغلبيه الان في الكونجرس) الغير محدود  يعني أنه رغم عدم موافقة اوباما الا ان الدعوه مستمره وننتظر يوم 3 مارس موعد الخطاب.
فذهبت أبحث عن كتاب يفيدني بطريقة عمل الامريكان في السياسة ، محظوراتهم وما يسمحون به وأساليب التنفيذ مع وقائع حصلت فعلا فلم اجد افضل من كتاب " الخيارات الصعبه " وهو مذكرات هيلاري كلنتون تبين فيها الاحداث ورسم الخطط وأساليب عملهم مع الحلفاء والاعداءخاصة ان الكتاب مبوب حسب الدول والاحداث مما يسهل البحث والقراءه. وقد اخترت الموضوع الايراني لارتباطه بالسبب الاساس للموضوع  وانتقيت من الفصل 18 ما يفيد الموضوع ابتداء من صفحه 438.

تقول هيلاري ، استغرقت في الاجتماع مع نتنياهو عدة ساعات شارحة له استراتيجيتنا في التعامل مع ايران وهي تتكون من شقين الجانب العسكري حيث ذكرته ان اوباما قال سابقا ان كل الخيارات متاحة على الطاوله ، وجانب الحصار الاقتصادي وهو خيارنا فحاولت جاهدة أقناعه  أن الامر قد ينجح. وبينت له ان اوباما لن يقبل ان تحصل ايران على قنبلة ذريه كما انه لن يقبل سياسة الاحتواء التي نجحت مع الاتحاد السوفيتي سابقا ولكنها لن تنجح مع ايران لعلاقة ايران بالمنظمات الارهابيه والاحداث المتذبذبه في المنطقه.
بعدها تابعت العمل مع حلفاءنا في مجلس التعاون وقمنا بمناورات مشتركه لتكون قواتنا قريبة منهم ، كما اقنعت تركيا بوضع رادارات على اراضيهم ووضع منظومة صواريخ لحماية حلفائنا الاوربيين من الهجمات الصاروخيه الايرانيه.

وتتابع كلنتون صفحه 440 قائلة ، كنا نشطين جدا في انغولا ونيجيريا والخليج حيث شجعنا منافسي ايران ان ينتجوا ويبيعوا المزيد من نفطهم مع المحافظه توازن السوق ومنع اسعار عاليه للنفط كي لا تستفيد ايران . وعندما بدأ نفطنا المحلي بالانتاج الغزير قل استيرادنا للنفط كثيرا مما مكن الدول المستورده الحصول على اي مقدار يريدون من الدول المنتجه مقللين ضغط الطلب على السوق العالمي وسهل ذلك عزل ايران.
الخطوه التاليه هي الدول التي تستورد النفط الايراني وهم الصين والهند واليابان وكوريا وقد اتخذوا قرارهم بالحظر الا الهند التي قالت علانية انها لن تنصاع للغرب بتخفيض اعتمادها على النفط الايراني، فتطور اقتصادهم يجعلهم لا يغامرون بايقاف تدفق النفط اليهم ، ورغم تذكيرنا لهم ان 6 ملايين هندي يعملون في الخليج وان اي خلل في السياسه او الاقتصاد في الخليج  سيجعل وضعهم سيئا، ولكن كلما رفعنا صوتنا اصر الهنود أكثر. فقمت بزيارة الى نيودلهي في مايو 2012 لكي أوصل الرساله شخصيا وهي أن جبهة دولية موحده هي أفضل الطرق لجعل ايران تعود الى طاولة المفاوضات ، وأوضحت لهم فوائد تنويع مصادر النفط كما اوضحت لهم المصادر.واخيرا قلت لهم اذا اتخذتم خطوات ايجابيه سنعلن بوضوح ان القرار كان قراركم. بعدها ذهبت الى المؤتمر الصحفي بمعية وزير الخارجيه السيد كريشنا وكنا نعلم ان الصحافه ستسألنا عن الوضع النفطي مع ايران، وما ان جاء السؤال حتى حولته على الوزير الهندي الذي قال " نظرا لزيادة الطلب على الطاقه فانه من الطبيعي ان ننوع مصادر النفط والغاز لضمان استمراريتها" كانت هذه الاجابة كافية لي.

اكتفي بهذا القدر من الاقتباس لانه أجاب عن تساؤلاتي ، فبعد ان اتفق السياسين الامريكان في البيت الابيض على الخطوات التي سيتبعونها ضد ايران، اتجهوا فورا الى تل أبيب ، والكلمة التي تحتها خط اقناع والجهد كي يقبل الاستراتيجيه الامريكيه كما تم ارضاءه بكل الكلمات التي يريد سماعها وهي ان كل الخيارات متاحه وكذلك عدم اتباع سياسة الاحتواء، وما أن وافق رئيس وزراء الكيان الصهيوني حتى انتقلت الى الخليج وهنا كلمة شجعنا كانت كافية لاداء الغرض واقناع تركيا بسرعه ودون جهد ، ولكن في كل الاحوال لم تناقش استراتيجبة الامريكان الا مع الصهاينه. اما الهنود فقد اوضحوا لهم وذكروهم  وهي لغة تهديد واضحه والا فما معنى الحديث عن الملايين الهنود ال6  العاملين في الخليج واثرهم الاقتصادي، وسياسة الترغيب والترهيب من خلال الكلمات " اذا اتخذتم خطوات ايجابيه"
فلكل من يريد تحليل السياسه الامريكيه له ان يراقب زيارة السياسين الامريكان لتل أبيب والزيارات المكوكيه التي يقومون بها بعد ذلك تعلم أن طبخة ما تنضى على نار هادئه وما سيعقبها هو سلسلة من القرارات بحق احدى الدول. فلا عجب ان تتم دعوة نتنياهو لمجلس النواب الامريكي لالقاء خطابه عن السياسه الخارجيه الامريكيه وان رفض واستنكر اوباما وحزبه ، ففي هذا الامر لم تناقش الاستراتيجية الجديدة لللامريكان مع نتنياهو ولم يوافق عليها مسبقا كما جرت العاده ، فجاء الى عقر دارهم ليقول ويملي عليهم ما يريد.




الخميس، 12 فبراير 2015

بوتين يقلب الطاوله على الغرب

لعل من اليوم الاول للانقلاب في أوكرانيا في فبراير 2014 على رئيسها الشرعي فيكتور يانكوفيتش عرف العالم ان ما هو قادم كبير جدا خاصة وان منذ الساعات الاولى لخروج الرئيس الاوكراني خرجت تصاريح تقريبا فورية من الغرب بتحذير روسيا من مغبة اية تحركات عسكرية والتي من جانبها لم تطيل النظر فدخلت جزيرة القرم بسهولة لاهميتها الاستراتيجية والعسكرية للاسطول الروسي وكانت تلك الشرارة التي ينتظرها الغرب ، فبدأت بالتلويح بالعقوبات وبدأ الناتو باجتماعاته الطارئة لتقييم الوضع، في تحركات لوضع روسيا في موقف يحرجها اذا أذعنت وانسحبت من القرم أو وضع حكومة موالية للغرب كجار لصيق لروسيا.
والان وبعد مرور عام على أحداث اوكرانيا ، ماذا يقول المحللون الامريكان بعد فشل كل المحاولات السياسيه والاقتصاديه ضد روسيا.
كتبت بلومبرغ بيزنيس الامريكيه بتاريخ 9 فبراير الجاري مقالا بعنوان " هل يغير بوتين شكل النظام العالمي" كتبه جيمس نوغر قال فيه ، في الوقت الذي أحكم فيه بوتين قبضته على شرق اوكرانيا ها هو يتجه الى الجبهة التاليه في مواجهة الامريكان وحلفاءها الاوربيين وبالتحديد الى دول البلطيق ، فضغطه على كازخستان وعلاقته الوطيدة مع اليونان هي وسيلة لشق الصف في الاتحاد الاوروبي وهذا ما أكده لامبيرتو زانير الدبلوماسي الايطالي الذي يحضر اجتماعات ميونيخ  للامن قائلا " لقد بدأنا نرى بداية خطوط التقسيم في الاتحاد الاوروربي في الوقت الذي كنا نحاول فيه وقف قتال اوكرانيا واحتواء بوتين".
ما أذهل المسؤولين الاوروبيين والامريكان هو قدرة بوتين على تحويل الصعوبات الاقتصادية لصالحه فما زالت شعبيته تعادل 85% حيث استعمل بوتين صمود بلاده امام النازيين في الحرب العالمية الثانيه في خطاباته كمثال يحتذى به في خطوة لاظهار صراعه لتغيير ما حدث بعد 1989 يوم تفتت الاتحاد السوفيتي وخرجت الولايات المتحده كقوة عظمى وحيدة على الساحة العالميه. ففي خطابه السبت الماضي في مدينة سوشي قال بوتين "ان النفوذ الاوحد للولايات المتحده هو بمثابة احتلال صوري للعالم وهذا شيء لانقبله ولا نصبر عليه".
وعلى هامش اجتماع ميونيخ الامني اجمع الاوربيون والامريكان على نشر الاسواق الحره والديمقراطيه فاعترض الروس بقولهم ان مفاهيمكم بعيدة المنال في جهدكم لاعادة روسيا الى مرحلة ما بعد الحقبة السوفيتيه مباشرة. لذا عمل الروس على شق صف  الاوروبين والامريكان وظهر هذا واضحا عندما قامت المستشارة الالمانيه مع مسؤولين اوربيين الطلب من الولايات المتحده بعدم تسليح القوات الاوكرانيه في الوقت الحالي، كما استطاعت  الدبلوماسية الروسية بوضع هنغاريا واليونان في صفها مما يجعل استمرار العقوبات الاوربيه امرا صعبا لانه يتطلب مواقفة الدول ال 28 الاعضاء  لتمرير قرار العقوبات. وعلى ذات الصعيد مارست روسيا ضغطا اقتصاديا على كل من لاتفيا واستونيا العضوتين في الناتو والاتحاد الاوروبي، بواسطة متحدثي اللغة الروسيه للتعاطف مع الكريملين فكل هذه الدول تتذكر تماما كيف دخل الروس الى جورجيا عام 2008 وجزيرة القرم في 2014.

كل هذه الامور قادت الى رأيين في ادارة اوباما ، الاول يرى عزم بوتين على قلب الطاوله على الغرب ويتطلب حزما عسكريا والرأي الثاني والذي يميل اليه اوباما وهو انتظار ردة فعل بوتين للعقوبات الاقتصاديه مع تحشيد بعض القوات في شرق اوروبا وهذا ما أكده بايدن نائب الرئيس الامريكي حين قال سيكون لهذا الامر صدى جيد ليس في اوكرانيا فحسب وانما العالم أجمع وكذلك الرئيس الليتواني الذي قال ان الفشل في مواجهة الروس في اوكرانيا يعني أننا سنكون لقمة سائغة بعدها. انتهى

الى ماذا تقودنا هذه الاستنتاجات والتحليلات الامريكيه؟ ان تغيير بوتين لشكل النظام العالمي في الشرق الاوسط بالتحديد من خلال وقفته القويه مع سوريا وايران اربك المخطط الصهيواميركي فكان لا بد من تأجيج الاوضاع في اوكرانيا وتخفيض أسعار النفط وتحريك جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في خطوة لكبح جماح الدب الروسي ولكن الامور لم تسير كما ارادو فالتاريخ يعلمنا ان الروس لهم نفس طويل جدا وجلد لتحمل ما يصيبهم ، فلخص الرئيس الفنلندي ساولي نينستو ذلك بقوله " لا أحد منا يعرف ماذا يريد بوتين ولكنه بالتأكيد يريد اوكرانيا غير مستقره وينتظر لعل شيئا جديدا يحدث". وهذا بالضبط ما يحدث الان في منسك من مباحثات مباشرة مع الاوكرانيين والفرنسيين والالمان دون وجود طرف امريكي في المباحثات!!!! 

الخميس، 5 فبراير 2015

اوبك والمغالطه الكبرى الجزء 2

تصريح وزير النفط العماني السيد محمد بن حامد الرمحي في الكويت الشهر المنصرم مهم جدا ويقارب في التفكير الجزء الاول من مقال اوبك والمغالطة الكبرى حين قال " لا افهم كيف تكون الحصة السوقية أهم من الايرادات " وأضاف " ان أوبك كانت تجني ايرادات يوميه ما بين 2.7 و 2.8 مليار دولار وبعد اعلان الحرب النفطيه اصبحت تجني 1.5 مليار دولار ، هذه ليست تجارة هذه ادارة لا نفهمها ، وأن المنتجين اصحاب التكلفه العاليه ربما يزاحون مؤقتا ولكن سرعان ما سيعودون وتكون سياسة اوبك عديمة الجدوى ، وتساءل لقد خلقنا تقلبات فكيف ستخطط لتجارتك في ظل سلعة متقلبة الاسعار؟ الوضع سيء لنا في عمان وهذه سياسة سيئه"

لا أملك الا ان أرفع القبعه للوزير العماني الشجاع الذي قال ما يحس به الاخرين ولكن لا يعبرون عن خوفهم مما يخفيه المستقبل. واستكمالا للمقالة الاولى أضيف الاحداث التي لحقت المقال.
استمرت الاسعار في الهبوط وفي نهاية شهر يناير ولأربعة جلسات متعاقبه لم يستطيع النفط الكويتي تجاوز سعر 41 دولار وكل يوم من هذه الايام تخسر الكويت 25 مليون دينار كويتي ما يعادل 85 مليون و 500 ألف دولار اي خسارة 100 مليون دينار في الايام الاربعه او ما يعادل 342 مليون دولار ، في 4 أيام !! هذه الخسارة بالمقارنة مع سعر البرميل في الميزانيه والبالغ 75 دولار بتسعيرة 286 فلسا للدولار. فكم خسرنا في الفترة ما بين اكتوبر ويناير ؟ العجز في ميزانية 2014-2015 سيكون تقريبا 1.3 مليار دينار ما يعادل 4 مليارات ونصف دولارحسب رئيس لجنة الميزانيات في مجلس الامه، وأما الميزانيه القادمه فيتوقع وزير الماليه انها ستكون بحدود 7.2 مليار دينار أي ما يعادل 24 مليار دولار ونصف.

فماذا فعلت أوبك غير تحطيم ميزانيات دول أعضاءها خاصة بعد ان أعلنت السعوديه عجزا قيمته 39 مليار دولار للعام 2015 وخولت وزير ماليتها بالاقتراض من البنوك أو استخدام احتياطي العام للمملكه؟

تقرير الوكاله الامريكيه لمعلومات الطاقه للاسبوع المنتهي في 23-1-2015 يلخص بالارقام ما تحدثنا عنه في نهاية الجزء الاول من المقال من ان امريكا تتوقع لنفسها زيادة في الانتاج وقدره من 800 ألف الى مليون برميل وأن تصديرها للنفط الخفيف جدا سيزداد تدريجيا
لننظر الى الارقام التي وضعتها داخل المربعات البرتقاليه ان انتاج النفط الامريكي بلغ 9.213 مليون برميل يوميا بعد ان كان 8.044 مليون برميل قبل عام وان التصدير ارتفع ليبلغ 502 ألف برميل يوميا. فأين نجاح سياسة أوبك في كبح جماح النفط الامريكي؟ علما ان امريكا ما زالت لا تسمح بتصدير النفط الا الخفيف جدا منه كما انها لاتحتسب تصدير النفط الكندي وهو عبارة عن نفط رملي عبر شبكة من انابيب النفط الممتده من كندا الى تكساس والتي مؤخرا صادق الكونجرس على زيادتها من خلال مشروع انابيب كيستون اكس ال والذي سينقل لوحده 800 الف برميل يومي غير معالج من كندا الى امريكا حيث تقوم المصافي الامريكية بمعالجته وفصل التربه والشوائب منه.

في بداية شهر فبرايرولمدة 3 أيام ارتفعت أسعار النفط فجأة بمقدار ما يقارب 4 دولارات ليستقر النفط الكويتي عند حاجز 49.91$ وتفاءل البعض ان هذه هي الزيادة المنشودة التي تكلمت عنها أوبك ولكن سرعان ما فقدت الاسعار تلك الدولارات الاربعه،فلماذا يا ترى؟ كما ذكرنا أيضا في الجزء الاول أن من يغير الاسعار ويتحكم بها هي أمريكا الان وهذا ما حصل فالاضرابات التي حصلت في مصافي النفط الامريكيه وتوقعات الزياده في الحاجه لعقود النفط الآجل لشهر مارس هي ما رفعت الاسعار وبغض النظر عن الاسباب الا ان المهم في الموضوع انها أسباب امريكية خالصة جلست أوبك تترقبها بعد أن كانت هي المبادرة والعالم بأجمعه ينتظر قراراتها.
هذه الزيادة في الاسعار في بداية شهر فبراير كانت قد حيرت بعض الخبراء الامريكان في مجال النفط ففي الوقت الذي فيه فائضا يوميا من النفط العالمي انخفضت تصاريح حقوق تنقيب الابار النفطية الامريكيه من اكثر من 100 تصريح في نوفمبر الى ما يقارب 84 تصريحا جديدا في شهر يناير لنرى الاسعار تصعد ثم تنزل بناء على أي من التصاريح يظهر أولا على الاعلام الامريكي ناهيك عن مضاربات أسواق النفط العالميه. وهذا بالضبط ما قاله وزير النفط العماني تذبذب الاسعار لا بعطيك الفرصة لتخطط كما انه ليس من شأنك سوى مراقبة الاسعار وليس التدخل فيها أضف الى ذلك ان أكثر المتفائلين في السوق الامريكي لا يرون زيادة في مزيج برنت نهاية العام بسعر يفوق 60 دولارا علما ان نفط برنت هو الاغلى في الاسواق وهو المؤشر الذي يبنى عليه السعر لمن يتداول في السوق.
فمائا جنت أوبك نتيجة سياستها الفاشله كما أشار وزير النفط العماني؟ الواضح ان أوبك تكابر وهدفها لا يعدو الا أن يكون سياسيا لزيادة الضغط على روسيا وايران بينما دولها تعاني من عجز في الميزانيات ورفع للدعوم التي طالما تمتع بها مواطنوها.