الأحد، 8 يوليو 2018

النظام الدراسي والايلتس، بين العدل والظلم

     أثير الكثير من اللغط بخصوص قرار وزارة التربيه والذي ينص على وجوب اجتياز امتحان الايلتس للمبتعثين الى الخارج كاساس للقبول ، وواجه هذا القرار ردة فعل قويه من البعض لسبب او حتى بدون سبب ولكن لمجرد الفزعه كالكثير من احداثنا المحليه. أولا ما هو الايلتس؟ وثانيا لماذا شعرت التربيه انه ضروري؟ وأخيرا لماذا اشعر ان فيه جزء من الظلم مع اني من أشد مؤيديه؟

الايلتس(IELTS International English Language Testing System) هو نظام تتبعه معظم جامعات العالم للتحقق من قدرة الطالب او حتى المهاجر من اتقان اللغه الانجليزيه ويتكون من قراءة، كتابه وفهم، وعادة تكون درجة قبول الجامعات ما بين 5 و 6 نقاط. كمدرب طيران عانيت ما عانيته مع طلبتنا لضعفهم الشديد في اللغه حيث ان الدراسه كلها بالانجليزي علما ان قبول الكليه لا يقل عن 5.5 نقطه ولمن لا يستطيع اجتياز الامتحان يخضع لبرنامج تأهيل للغه الانجليزيه لعام دراسي كامل ، ورغم سنة التأهيل الا انهم كانوا يعانون الامرين في فهم بعض المصطلحات العاديه. لذا وصلت الى نتيجه وهي:
1 - مناهج اللغه في الثانويه يجب ان تكون من النوع المثالي لونغمان او اكسفورد
2 - يتم فحص الطالب خلال سنوات الدراسه عن طريق الاونلاين لنظام اكسفورد والذي فيه علامات تعادل الايلتس
3 - يتم تقييم الطالب على مستويات حسب القدره ويشدد على الطلبه الضعاف عن طريق تدريس معين وامتحانات مكثفه
4 - يمتحن الطالب الايلتس في بداية الفصل الثاني من الصف 12 لان مده الشهاده محدودة
5 - الخبره في هذا النوع من الامتحانات  مفيده جدا لذا يجب تكرارها حتى الحصول على النقطه المطلوبه

فلا فائده من تقديم امتحان دون اعطاء الطالب الفرصه للتعديل عن طريق تدريسه حسب مستواه ثم الارتقاء به كما انه من الظلم اعتماد هكذا امتحان دون تطوير منهج اللغه وأخيرا امهاله لفترة على سنوات لكي يحصل على الخبرة المطلوبه اولا ثم النتيجه التي تطلبها التربيه.

وهنا لي اضافتن الاولى، الطله الراغبين بالابتعاث بل وحنى المنح الداخليه للدراسات العلميه كالهندسه والطب وغيرها ، يجب ان يتعلموا المصطلحات العلميه الاساسيه على الاقل فلا فائده من تعليمه كلمة "القوة" وهو لن يدرس سوى كلمة "Force" لاحقا لذا على التربيه تدريب مدرسي الثانويه على استخدام المصطلحات بالانجليزي طوال تواجدهم بالثانويه العامه وخاصة مواد الرياضيات والفيزياء لانه اعتقد من الظلم مطالبة الطالب بأن يعرف كل هذه الامور مسبقا. وهذا الامر يتطلب وضع خطة استراتيجيه محكمه فيها اهداف واضحة وخطط تشغيليه على مستوى الطالب والمدرس.

الاضافه الثانيه ، رفع مستوى الانضباط الايجابي فمعظم طلبتنا ان لم يكن جلهم يعانون من سؤ الانضباط في الفصل والدراسه معا، وهذا يترك ضعفا في العمل الجماعي والتخطيط للدراسه، طبعا انا لا اعمم ولكن نسبه كبيره منهم كذلك ، فمثلا نحن نتعمد على وضع مجموعات يتم اختيارها عشوائيا لكي يتعلمون التأقلم مع المجموعه ، ولكن بسبب عدم تحضير الثانويه لهم في هذا المجال ، تراهم يحاولون اختيار المجموعه والذي يتناقض تماما مع العالم الحقيقي بعد التخرج. قلة الانضياط هي ايضا مدعاة لتجنب المشاريع وتبعث على الكسل وعدم المبادره ويالتالي عدم الابداع. الانضباط يولد الشعور بالمسؤوليه وبالتالي سيؤثر ايجابا على السلوك ليس فقط مع المدرس والزملاء وانما السلوك كتنظيم ذاتي وبدوره يساعد الطالب على تلقي المعلومه بشكل صحيح ومنه قد يؤدي الى الابداع.

ان التحصيل العلمي يجب ان يكون بطرق علميه تبرز شخصية الطالب وتهيأة للابداع وبالتالي البحث العلمي ، والحقيقه ان نظامنا الدراسي يفتقد لكل هذه المقومات بسبب
1 - البيئه المدرسيه
2 - عدم تأهيل المدرسين للخطط الحديثه لا اثناء الجامعه ولا اثناء التدريس
3 - الاعتماد على نظام الحشو بدل المشاريع والعمل الجماعي

وغيرها كثير يتطلب من الحكومه والقائمين على النظام الدراسي تغييرا جذريا ينسف الوضع الحالي بالكامل.

الاثنين، 2 يوليو 2018

المجتمع المدني ومكافحة الفساد

انتشرت في الاونة لاخيره موظة فضح الفساد في تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي، فلا يكاد يمضي يوم دون ان يهدد فلان اخرين انه سيفضحهم او يفضح فساد احد الاشخاص ويأتي بذكر أسماء أشخاص وأحداث قضية الفساد بالتفصيل، وينطيق هذا الكلام على النواب وكأنهم يعيدين عن معرفة أصول التبليغ عن هكذا فضائح ماليه او غيرها. ولعلهم لا يلا مون لانهم يرون السرقات وظواهر الفساد ولا يستطيعون شيئا سوى التغريد وشعورهم هذا لخوفهم على بلدهم وغيرتهم عليها في خضم هذا الفساد الكبير ولكن في نفس الوقت قد يعرضهم الى مساءلة قانونيه لعدم وعيهم بالطريقة الصحيحة للتبليغ

قلت في مقالتي السابقه ان الحكومه غير جديه بالموضوع تماما فلذلك سيكون من الصعب الوصول الى المبتغى وهو ثقافة وآلية مكافحة الفساد فهي ثقافة مستمرة يجب فيها ان يكون للمجتمع المدني دور، وسآتي لذكره في نهاية المقال، ولكن عموما آلية مكافحة الفساد لها أدوات 4 لا يمكن العمل الصحيح دونهم

1 - قضاء مستقل ومدعين عامين مستقلين استقلالا كاملا
2 - تدريب المدعين العامين بما يخص مكافحة الفساد مع منحهم كل الموارد المطلوبه
3 -  اعلام حر لا يمكن شراؤه او ان يكون بيد بعض الفاسدين
4 - موظفي الدوله يبلغون عن الفساد دون تعرضهم لاي خطر كان بما فيه العزل عن العمل

ورغم ان الاعلام الثقافي هو مطلب في وثيقة الامم المتحده لمكافحة الفساد كما هو مطلوب بالاعلام المحلي كجزء من مرسوم انشاء الهيئة الا ان هذا الجانب ليس له وجود ولا تأبه له الحكومه. فهذا الاعلام مطلوب منه
1 - توعية الناس باهمية التبليغ والتي هي واجب وطني
2 - فضح الفاسدين على رؤوس الاشهاد
3 - توعية المواطنين بمواد قانون المكافحه لكي يطمئنوا على حقوقهم
كل هذه الامور وغيرها موجوده ضمن المرسوم والتي يجب على الحكومه الالتزام ببنودها ، ولكن الظاهر ان الحكومه هي التي بحاجه الى تثقيف بموضوع مكافحة الفساد فالثقافه تنور طريق المواطن كي يعرف ما هو تعريف الفساد مثلا وهو"أداء العمل أو عدم أداء العمل خلافا للقانون من قبل الفرد (البشري أو الكيان القانوني) المخول القيام بمهام الدولة على نحو يهدف بصورةغير قانونية إلى منحه شخصيا أو منح طرف ثالث أي أفضلية أو فائدة أو نفوذ أو ميزة مادية أو غير مادية". فالفساد لا يقتصر على الفساد المالي فحسب وانما يتعداه الى العداله الاجتماعيه والاقتصاد. فلا يمكن ان تجد اقتصادا ناجحا ينقصه جهدا جماعيا لمكافحة الفساد ، ولاعطيكم مثالا بسيطا جدا.
تخيلوا ان ترتيب الكويت في مدركات الفساد العالمي تبلغ الرتبة ال70 وتخيلوا ان الحكومه لم تحيل احدا الى القضاء بتهمة الفساد او احالته ولم تقاضيه ولكن في المقابل سعت 10 دول الى تحسين ترتيبها عن طريق التوعية والتبليغ والاحاله ثم التقاضي ، فما يحصل تلقائيا ان نرتيب الكويت في العام الذي يليه يصبح 80 في مدركات الفساد وهذا له تأثير فوري على رؤوس الاموال الاجنبيه التي بمجرد تهاوي الترتيب ينسحب نماما من الاستثمار لان هبوط الترتيب في مكافحة الفساد لحقه هيوط في ترتيب اقامة عمل (doing business) لذا فان عصب الاقتصاد هو مكافحة الفساد .

لذا اذا اردنا صدقا حكومة وشعبا اتخاذ الخطوة الاولى، فيجب ان نبدأ من محموعات الضغط المدنيه عن طريق التأثير على الحكومه لتقوم بواجبها كما هو مدرج في المرسوم يحيث يكون الاعلام هو نقطة التحرك لتثقيف الناس بعواقب الفساد، وأنواعه وطرق التبليغ وحقوق المبلغ وغيرها على ان تتخذ الحكومه كل الخطوات وتعقد العزم والا فلا فائدة تترجى.

وفي النهايه لا بد لنا من تفعيل دور المجتمع المدني ، فحسب الاتفاقيه الامميه يجب على الحكومه:

1 – تعزيز الشفافيه وتسهيل حصول الافراد على المعلومات

2- تعزيز المشاركه الشعبيه

فعلى المجتمع المدني ان:

- يبني توليفه من المنظمات المختلفه تسعى للمساءلة ضد الفساد

- ان تكون عضوا في UNCAC وهوائتلاف المجتمعات المدنيه لدعم اتفاقية الامم المتحده لمكافحة الفساد ومن خلال تسجيل العضويه تقوم الامم المتحده بارسال خطط التدريب والحالات المشابهه في الدول الاخرى وفي الصوره اعلان منهم

لقد آن الاوان ان تنفذ الحكومه بنود المرسوم والاتفاقية الامميه المصادق عليها وان تشجع المجتمع المدني لاداء واجباته