السبت، 23 مارس 2019

ترمب والمشروع الصهيوني

مرة أخرى يصرح ترمب تصريحا يثير الجدل والتكهنات ،هذه المرة عن حق الكيان الصهيوني ببسط سيادته على الجولان العربي،  دون اية مقدمات ودون سبب واضح. معظم التكهنات تصب في خانة الانتخابات القادمه في الكيان الصهيوني والتي يبدو فيها وضع نتنياهو مهزوزا بسبب قضايا الفساد التي يواجهها، تكهنات أخرى تصب في تعويض الكيان عن الخسائرفي سوريا فكل مشاريعه القاعديه والداعشية قد فشلت ولا بد ان يخرج بكيكه من سوريا . وهناك من يقول انه استفزاز للروس والايرانيين لإثارة الوضع السوري من جديد بعد ان كاد ان ينتهي خاصة بعد عودة بعض السفارات العربيه الى دمشق. وقد يكون خط الغاز من طهران الى البحر الابيض قد اصبح حقيقة واقعه مما يجعل التحالف الصهيوني القبرصي اليوناني والمصري امام حجر عثره حيث سيموت قبل ان يلد اذا ما عرفنا ان ايران تملك ثاني اكبر مخزون للغاز في العالم.
قد تكون كل هذه التكهنات صحيحة كما ان الامريكان قد يعدلون عن قرارهم كما عودونا فهم لا يؤمنون ان كلام الرجل يجمد على الشارب ولكنهم يؤمنون ان هناك غرض معين من التصريح ومتى ما تحققت او فشلت غايتهم عدلوا عن قرارهم تماما كما صرح ترمب بسحب قواته من سوريا ثم تراجع وتماما كما تراجع الامريكان عن موافقتهم على القرار الاممي رقم 497 لسنة 1982 والذي يقضي بأن كل ما يقوم به العدو الصهيوني في مرتفعات الجولان غير قانوني وكان حينها قد صدر هذا القرار بالاجماع 

قد تكون كل هذه التكهنات صحيحة، اذ اراد الامريكان بها ضرب 20 عصفورا بحجر واحد، ولكن قد تفشل جميعها وهم لا يستبعدون ذلك حيث فشل الكثير من هذه الحيل والالاعيب الامريكيه. ولكن كل ما ذكرت ليس هدف المقال !!!! فقد تعبنا من التحليلات والتكهنات. ولكني هنا بمعرض مخاطبة العرب بحقيقة ما يحصل وتذكيرهم بماضيهم القريب والتجارب القاسيه التي مروا بها بسببهذا العدو!!!!

الكيان الصهيوني ليس ارضا ولا دوله ولا مكانا لعودة اليهود ، انه مشروع وعصا يستخدمها الامريكان والمستعمرين لتنفيذ غايتهم وهم يلوحون بها متى ما هدأت العواصف في الشرق الاوسط ليعيدوا بها الازمات والفتن وأقلها اقتحام المسجد الاقصى وقبة الصخرة لاثارة الوضع ولا يكلفهم ذلك ادنى ثمن. فبها يستبيحون الحرمات ويرفعون سعر النفط ويبيعون السلاح وووووو، أنه مشروع متكامل يستطيعون من خلاله تفجير الازمات وصناعة الحروب والسبب في بقاءهم على ارض العرب . لا أعتقد ان ما ذكرت عن العدو الصهيوني بحاجة الى دليل اكبر من ذلك، لذا حديثي موجهه للمطبعين الذين ارتضوا الذل مقابل الكرامه ، ان احلامكم ستصطدم بالواقع، وهو انكم اصبحتم عصا العصا فإذا كان الصهاينه عصا امربكا فأنتم عصا الصهاينه تلوح بها متى شاءت لتطبق الافواه وتمزق القيم وتهرق دماء الابرياء، لقد اصبحتم جزءا من المشروع وحجر اساس لتنفيذ مخططه .

المشروع الجديد يلزمه نتياهو وترمب فالاخيرايضا يبحث عن بطاقة تأهله في انتخابات 2020 وهو يعلم انه اذا ما استمر في هذا الدرب فانه فائز لا محاله رغم جهود الديمقراطيين الحثيثه، هي امريكا كذلك ليست ارض الاحلام التي يعتقدها الجميع ففي الوقت الذي ادان فيه العالم العمل الاجرامي في نيوزلندا رفض ترمب بان ينعت منفذه بالارهابي رغم ادانته على مضض. سيحاول الاثنان رغم فقدان صفقة القرن لروحها ان يبثوا فيها روحا جديده ولكن هذه المرة من خلال العرب المطبعه فهم العصا التي ستسكت كل من يقف يوجه المشروع ، فسلسلة القرارات التي طالت لبنان وايران وسوريا وحتى فنزويلا كلها مؤشرات واسس لما هو قادم ، مشروع اسود قاتم بنبغي لنا الثبات امامه وصده وذلك لن يتحقق بفرقتنا وبيع تاريخنا وتضييع البوصله عن وجهة العدو الحقيقي.