الجمعة، 28 يناير 2022

لنكون شركاء مع الشرق ونبطل تبعية الغرب

 لفت انتباهي خبر زيارة وزير الخارجية للولايات المتحده في اطار الحوار الاستراتيجي الامريكي - الكويتي في دورته الخامسة ويشمل كافة القطاعات كالتعليمية والامنية والتجارية والاقتصادية وغيرها مع اننا لم نسمع عن الدورات الاربعة الماضية بل اننا لم نشهد لها واقعا على الارض. سؤالين طرحتهما في عقلي فورا وهما لماذا تريد الولايات المتحده تعاونا استراتيجيا مع دولة نفطية صغيرة لا يتعدى تبادلها التجاري مع الولايات المتحده 0.02% من الناتج الامريكي السنوي وتملك علاقات متميزة معها كما انها تملك قاعدة عسكرية ضخمة فيها ؟ وهل مازلنا في الكويت حقا نعتقد ان الامريكي هو القطب الاوحد في العالم والافضل للقيام بحوار استراتيجي معه؟ 

رغم النوقيع على اتفاقية الحوار الاستراتيجي مع الامريكيين عام 2016 الا ان حوارا لم يحصل عام 2018 وهو العام الذي ذهب فيه الامير الراحل صباح الاحمد رحمه الله مع وفد كبير ورفيع المستوى الى الصين لابرام اتفاقيات موسعه في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والمال ضمن مشروع الحزام والطريق لتحويل الكويت لمركز مالي واقتصادي. بعدها لم يتأخر الامريكان للجولة الثالثة من الحوار والتي عقدت في الكويت في مطلع يناير 2019 والتي ترأس فيها الوفد الامريكي مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي حينها ليذكرنا بالدور الامريكي في تحرير الكويت ثم اختتم بالملفات السورية واليمنية والايرانية والتي وصفها بتبادل الاراء. يسعى الامريكان بقوة لنقض الشراكة الاستراتيجية الكويتية الصينية التي قال عنها السقير الصيني في الكويت لي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، إن الصين والكويت تتمتعان بالصداقة التقليدية، مشيرا الى أن "الكويت هى أول دولة خليجية عربية ارتبطت بعلاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا توقع على الاتفاقيات المعنية بمبادرة الحزام والطريق مع الصين!! فأين أصبحت تلك المبادرة التي كنا اول من وقعها مع علمنا الان ان مبادرة الحزام والطريق اصبحت تمر في ايران ثم العراق فسوريا ؟؟؟ نعم لقد نجح الامريكي في فرملة الاتفاقية الكويتية الصينية وفيها خسرت الكويت فرصة ثمينة للتنمية بل وذهبت فكرة تحويل الكويت لمركز مالي ادراج الرياح. فالصينيون ليسوا كالامريكان فبمجرد ان فعل الايرانيون اتفاقيتهم الاستراتيجية مع الصين حتى بدأ 22 ألف صيني من مهندسين وعمال يستعدون للسفر الى ايران للبدء بتأهيل مصافي النفط والبنى التحيتية لايران وبناء المصانع وغيرها ،،، فلماذا راهنا على الامريكان وهم الان الحصان الخاسر ؟؟؟؟

يقول الاسكتلندي المولد الامريكي الجنسية نيال فرجسون في كتابه كولوسوس: صعود وهبوط الامبراطورية الامريكية والذي أصدره عام 2004 :" ان علامات الافول والتراجع للامبراطورية الامريكية تشبه تماما تلك التي حصلت لبريطانيا فضمور النفوذ والقوة يتمثل بأمور 4 وهي:

1 - الديون الهائلة ،فبريطانيا كانت قد بلغت ديونها عام 1934 200% من ناتجها الاجمالي واليوم الولايات المتحدة ترزح تحت ثقل الديون التي بلغت 134% من ناتجها الاجمالي.

2 - تراجع القوة النسبية ، فبريطانيا في القرن 19 لم يضاهيها احد في جبروتها الاقتصادي حتى تجاوزتها الولايات المتحده عام 1870 ثم المانيا واخيرا الاتحاد السوفيتي والان الامريكان يعانون من ذات الشيء فالصين قد  تجاوزت الولايات المتحد بالقوة الشرائية بالنسبة للناتج الاجمالي للدولة منذ عام 2017 (   based on GDP , Purchasing power parity أو PPP

3- عدم الرغبة في مواجهة خصومها: فبريطانيا رغم رؤيتها الواضحة لبزوغ النجم الالماني قبل الحرب العالمية الاولى بل والثانية كذلك الا انها كانت لفترة طويلة تغض النظر عنها لتثاقلها بالديون الكبيرة  وكذلك الامريكان فبعد انسحابهم المذل من فيتنام وافغانستان وقريبا العراق فهم يتغاضون عما يحصل هناك بل انهم بعد اغتيالهم للجنرال سليماني امطرتهم ايران بالصواريخ على قاعدتهم في العراق فما كان من الرئيس الامريكي حينها دونالد ترمب سوى ان قال " الحمد لله لا خسائر بشرية" واكتفى بالصمت ولم يفكر مطلقا بأية ردة فعل بل أمعن الايرانيون باهانتهم  للامريكان بابعادهم عن المفاوضات النووية المباشرة فالامريكان لم يجلسوا في غرفة أخرى من ذات الفندق بل أصر الايرانيون ان يجلس الوفد الامريكي في فندق آخر، ومع ذلك لم ينسحبوا من المفاوضات. وما يحصل بين اوكرانيا وروسيا لعله مثال آخر وجلي، فالامريكان رغم جعجعتهم الاعلامية لن يرسلوا جنديا مقاتلا واحدا لاوكرانيا واكتفوا بارسال السلاح بل لم يجرؤ الامريكان بإدخال اوكرانيا في حلف الناتو رغم رغبة الاوكرانيين بذلك.

4 - الامريكان ينقسمون على أنفسهم: أكثر من 40% من الامريكيين يعتقدون جازمين ان بايدن ليس الرئيس الشرعي للولايات المتحده وان الانتخابات قد تم تزويرها وبالتالي فالكثير منهم لا يبالون بقرارات بايدن بل ويستهزؤن به وبقراراته وهذا العدد الكبير ما زال يلتف حول ترمب ولا أبلغ من هذا الالتفاف حين اقتحمت مجموعة كبيرة منهم مبنى الكونغرس وعاثوا فيه فسادا بل مازال الامريكيون يتباحثون الامر مما دعا النيويورك تايمز الشهيرة لدعوة مجموعة كبيرة من السياسيين والاكاديميين والكتاب لبحث نفطة مهمة جدا وهي " ما هوية امريكا ؟ هل هي دولة ديمقراطية حرة أم بلد عنصري قائم على العبودية؟، هذه الاسئلة العميقة تظهر مدى الانقسام في المجتمع الامريكي.

كخلاصة ، الولايات المتحدة لم تعد الدولة العظمى التي ما زلنا في الكويت نريد ان نعتقدها كذلك، ولا هي الدولة التي يجب وضع مقدراتنا ومستقبلنا فيها، فهي نجم آفل ذاهب للضمور والانتهاء كقطب واحد فعلينا الالتفات للشرق وإعادة التعاون مع الصين ولا نخشى مما سيفعله الامريكان ولا نلتزم بمواقفهم ولا قراراتهم التي غالبا ما تصب في مصلحتهم فقط فهم لا يستطيعون سوى الجعجعة ، فقد مضت 5 دورات على الحوار مع الامريكي فهل تهيىئت عودة الكويت لتكون مركزا ماليا او معلما تعليميا أو.... ؟ فالعالم تغير ونحن بدورنا يجب ان نتماشى معه

 لقد حان الوقت لنكون شركاء مع الشرق لا تبعاء للغرب.

 

الاثنين، 24 يناير 2022

فشل جديد للدبلوماسية الكويتية

 كنت قد كتبت مقالا في اكتوبر الماضي عن تراجع الدبلوماسية الكويتية الى الصفر استعرضت فيه فشل الدبلوماسية الكويتية المعهودة لحل الصراعات العربيه-العربية وكيف نأت بنفسها خاصة عن الصراع الجزائري المغربي وحرب اليمن وغيرها وهو ابتعاد كبير عن الخط الذي رسمه مؤسس الدبلوماسية الكويتية الشيخ صباح الاحمد رحمه الله. ليعود تارة أخرى وزير الخارجية الشيخ احمد ناصر الصباح ليغرس رمحا جديدا في قلب الدبلوماسية الكويتية برحلته الاخيرة الى لبنان عندما قدم ورقة الى الحكومة اللبنانية تمثل افكارا كما قال لاعادة الثقة بين لبنان والخليج، وتمثلت كلماته ب 3 مواضيع

1 - التضامن مع الشعب اللبناني

2 - وقف الاعتداءات اللفظية والفعلية على دول الخليج

3 - الامتثال للشرعية الدولية

لا أعرف كيف تضامن وزيرنا مع الشعب اللبناني الذي يعاني في كل أموره المعيشية ولن ألتفت لهذه النقطة لانها لم تمثل شيئا يذكر على أرض الواقع ولا تعدو كلاما انشائيا لا يخفف من معاناة اللبنانيين اليومية سوى انها تعني اننا نراقب الوضع ولن نفعل شيئا حتى ترضخ لبنان للافكار المقدمة وهو أمر غير معهود بتاتا من الدبلوماسية الكويتية التي عادة تقدم حلولا قبل الاقدام على المبادرات السياسية فلذا كنت أتمنى من وزيرنا الشاب الا ينطق بتلك العبارة لانها تسيء لأي جهد دبلوماسي.

النقطة الثانية كانت مستغربة اكثر من الاولى حيث اني كمتابع للأخبار والمقابلات التلفزيونية والتغريدات اللبنانية لم أسمع أحدا منهم يقول كلمة سوء بحق الكويت وشعبها بل على العكس تماما فان اللبنانيين يكنون كل الاحترام والتقدير للكويت قيادة وشعبا ، فاذا كان اللبنانيون قد أساؤا لدولة خليجية ما، كان الاجدر بتلك الدولة ان تحمل الرسالة وليست الكويت وهذا أيضا أمر يبين الانحراف الكبير بالدبلوماسية عن المسار الذي عهدناه !!! لقد ارتضى الوزير الشاب ان تكون الكويت بوزا للمدفع في أمر ليس للكويت فيها ناقة ولا جمل ووضعنا في خانة لا نريد ان نكون فيها وهي خانة المواجهة مع اللبنانيين!!! فاللبنانيون أنفسهم قد تباحثوا بينهم لسنين حول الجدل ما بين الاساءة لدول عربية وحرية التعبير ولم يتوصلوا الى حل وسط بينهم ، ثم يأتي وزيرنا من الخارج ليفرض عليهم هذا الشرط؟؟؟ أقل ما يقال عن تصرف الوزير أنه إما لا يعرف بخبايا السياسة اللبنانية ولا يعرف تلك القواعد الداخلية التي تنضم العلاقات والتصريحات بين الاحزاب المختلفة، وإما كان يعرف جزءا بسيطا عنه فهو مرة أخرى انحراف عن مسار السياسة الخارجية لدولة الكويت كما عهدناها وهو أمر يجب ان يتناوله نواب مجلس الامة بمسائلته عن الانحراف بسياسات الدولة الخارجية وان يكون النواب على قدر المسؤولية لتصويب هذا الانحراف وإعادة الدور الكويتي القومي لسابق عهده. 

اما النقطة الثالثة فقد كانت الاغرب!! فقد دعا لبنان الى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وهو يقصد بوضوح تام القرارين الاممين 1559 و 1701 ولعل الوزير الشاب لا يعرف تلك القرارت جيدا ولا يعرف ان طائرات العدو الصهيوني تنتهك الاجواء اللبنانية كل يوم وان الصهاينة لولا معرفتهم بصمود الشعب اللبناني لغزا لبنان منذ أمد. وما لا يعرفه الوزير او تجاهله عن عمد هو القرارات الدولية التي تجاهلها العدو الصهيوني بحق لبنان العربي وهي :  

 القرار 279 لسنة 1970 والقرار 285 لسنة 1970 والقرار 313 لسنة 1972 والقرار 316 لسنة 1972 والقرار 332 لسنة 1973 والقرار 374 لسنة 1974  وكل هذه القرارات تطالب بالانسحاب الفوري للقوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية والتوقف الفوري عن أي عمليات عسكرية ضد لبنان وإدانة انتهاك إسرائيل لوحدة وسيادة الأراضي اللبنانية، لكن إسرائيل لم تذعن لأي منها. فالوزير لم يكن فظا فحسب ولكنه لم يكن منصفا كذلك وعرض مستقبل العلاقات الكويتية - اللبنانية الى فجوة لا يريدها الشعب الكويتي الذي اعتاد على حكمة سمو الامير الراحل الشيخ صباح الاحمد والى التقارب مع كل العرب دون استثناء كما أنه نسي المطالبات الكويتية المتكررة لاذعان كيان العدو الصهيوني في المحافل الدولية لقرارات مجلس الامن المتعلقة بكل الاراضي العربية السليبة فكان الاجدر به مطالبة العدو الصهيوني بالالتزام بتلك القرارات بدل لبنان.

ان رحلة وزير الخارجية محكوم عليها بالفشل الحتمي فهو لم يعالج الامور بحكمة وبصمت كما اعتدنا ولكنه فرض شروطا تعجيزية لن يقبلها كل اللبنانيين فكانت رحلته فيها من الضرر ما يفوق كثيرا فوائدها والمستغرب انه يتوقع اجابة ايجابية من لبنان في نهاية الشهر الجاري ويكون بذلك قد أعطى مهلة 10 أيام للبنانيين للأتيان باجابات عجزوا عن حلها بأنفسهم لسنين. 


الجمعة، 21 يناير 2022

مستقبل منظومة مجلس التعاون

مضى أكثر من اربعين عاما على تأسيس منظومة مجلس التعاون الخليجي وتحديدا في 25/5/1981 حيث جاء في مقدمة النظام الاساسي لها مجموعة من الاهداف الثانوية والرئيسية وهنا أنقل بتصرف تلك الاهداف " تحقيق التنسيق والتكامل والترابط ما بين الدول الاعضاء في جميع الميادين " وتضيف المقدمة " واستكمالا لما بدأته من جهود في مختلف المجالات الحيوية التي تهم شعوبها وتحقق طموحاتها وصولا الى وحدة دولها"  هذه كانت الاهداف الثانوية للمنظمة اما الاهداف الرئيسية التي تاتي نتيجة لتحقق الاهداف الثانوية فهي " انما يخدم الاهداف السامية للأمة العربية" ثم تضيف" وتوجيها لجهودها الى ما فيه دعم وخدمة القضايا العربية". فهل نجحت منظومة مجلس التعاون في تحقيق أهدافها الثانوية او الرئيسية ؟ وان لم نحقق ذلك فهل غربلت هيكلها لتخرج بأهداف جديدة ومعاصرة للاوضاع الحالية؟

قبل الاجابة على تلك الاسئلة يحب ان نضع السياق التاريخي للمنظمة والتحديات التي مرت بها وكيف تعاملت مع تلك التحديات.أولى تلك التحديات كانت منذ اليوم الاول للتأسيس وذلك لان الحرب العراقية=الايرانيه كان قد مضى عليها 8 أشهر حيث بدأت الحرب في 22-9-1980 ولم تلتزم المنظومة الحياد بل وقفت بقوة خلف نظام صدام حسين وسخرت له أموالها ومرافئها وكل الدعم المعنوي من خلال الاعلام وغيره طوال السنوات الثمانية للحرب الضروس وما كادت المعارك تضع أوزارها حتى بدأ نظام صدام حسين يتوعد المنظومة حتى نفذ وعيده بغزو الكويت في 2-8-1990 وكان التحدي الثاني للمنظومة التي دخلت الحرب فعليا مسخرة لها كل قدراتها المالية والمعنوية حيث كان الخطر وجوديا بعد دخول القوات العراقية لمدينة الخفجي السعودية ودخلت حينها القوات الغربية لتنقذ الموقف وانتهت المعارك بهزيمة صدام هزيمة نكراء عاش بعدها العراق بسنوات من العزلة والعقوبات.

هذين التحديين في بداية حياة المنظومة خلفا هواجس لديها من بعض الدول العربية حتى كفر البعض بالعروبة ومفهوم العروبة فوجدت المنظومة نفسها لا تثق بمن حولها فنظام صدام حسين كان لا يزال في السلطة وقد بدأ التعاطف العربي معه ومع الشعب العراقي . كل هذه الامور ولدت عزلة لمنظومة مجلس التعاون بين أشقاءها العرب مما حدا بها لتوقيع اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة الامريكية.

بعد سقوط نظام صدام حسين والفوضى العارمة التي حصلت في العراق بعدها لم يشأ مجلس التعاون الخليجي في تحديه الثالث التدخل، وترك العراق في برك من الدماء والتي ساهم الامريكي في معظمها حيث ترك الحبل على الغارب ليصول ويجول من يشاء وبيده السلاح لينتقم ممن أراد دون رادع ، فعاش العراق فترة عصيبة فيها الكثير من الصراعات بل وتعدى الامر لحياة الناس فاستشرى الفقر ونقصت الخدمات ورغم كل ذلك أبى مجلس التعاون التدخل سياسيا او دبلوماسيا لحل الاوضاع الداخلية.

نقطة التحول جاءت في التحدي الرابع وهو اندلاع الربيع العربي ابتداءا من تونس في 17/12/2010  هذا الربيع الذي أضحى خريفا على الامة فسقطت أنظمة وحلت فوضى كما هو مبين في الصورة


  التتدخل لبعض دول الخليج في ازمات الربيع العربي لبعض الدول كان ملفتا حيث دعمت ماديا ومعنويا واعلاميا بعض الفرقاء المختارين وأخذت تمارس دورا غير معهود بالتدخل في شؤون المنطقة وأصبحت هذه الدول في سباق مع التركي الذي يحلم باعادة السطوة العثمانية والايراني الذي شكل حلفا عريضا في سوريا والعراق.وجدت بعض هذه الدول الخليجية نفسها امام تخارج امريكي من المنطقة وامام عملاقين هما التركي والايراني فلجأت بعض تلك الدول الى كيان العدو الصهيوني لتخلق توازنا للقوى وبتشجبع من الامريكي الذي كان يرى كيان العدو يتهاوى اقتصاديا ويزداد عزلة امام عينيه. 

كخلاصة فقد فشلت منظومة مجلس التعاون الخليجي في المحافظة على أهدافها الرئيسية كما فشلت في اهدافها الثانوية ايضا عندما اتخذت 3 دول أعضاء موقفا عدائيا من احد الاعضاء  وهي قطرعام 2017 فضربت بذلك لب الاهداف وهو تحقيق الترابط والتكامل بين الاعضاء، كما فشلت المنظومة في تحدياتها السالفة الذكر عندما جنحت بالاختيارات الخاطئة نظرا لسوء التحليل تارة وتارة اخرى بسبب الضغط الامريكي.

 المنظمة الان بحاجة الى اعادة لهيكلها عن طريق
 1- التراجع عن مواقفها المتقاربة مع كيان العدو الصهيوني
 2- العودة لاهدافها الثانوية باعادة الروح للتنسق والترابط بين الاعضاء والاهداف الرئيسية بدعم القضايا العربية واولها فلسطين
3 - التعاون اكثر مع القطبين الصاعدين الصين وروسيا وهكذا تكون قد خلقت توازنا مع الضغط الامريكي
4 - قراءة دقيقة ومتأنية في كيفية التعامل مع جيرانها وتحالفاتهم الاقتصادية الصاعدة فالتعاون الاقتصادي الايراني العراقي السوري هو نجم صاعد يملك من المقومات ما يمكنه من ان يكون قوة اقتصادية معتد بها وذلك بعدم خلق الخصومة معها وجعلها نقطة للتحدي وانما بكيفية المساهمة في هذه الفرصة المتميزة 
5 - وقف حرب اليمن التي تمثل استنزافا للدم والموارد العربية



الجمعة، 14 يناير 2022

الحرب الاعلامية... سلب لمنطق العقول

 لا يختلف اثنان من المتابعين للمشهد الاقليمي والدولي ان حلقة الصراعات في أوجها وكأنه مخاض عسيرلما سيلحق وما ستسفر عنه هذه الصراعات وماذا سيتشكل بعد كل هذا العناء والمعاناة التي يعيشها العالم بدأ من اليمن فالعراق وسوريا والارض المحتلة والاتفاق النووي ووووو..... كما لا يختلف اثنان ان المحركات الاعلامية تعمل بشكل دؤوب لتبث الانتصارات وهو أمر مفهوم، ولكن الغير مفهوم هو عندما تتواجد الهزائم على الارض مصحوبة بالصور والافلام يبقى أكثر الناس رهينة وأسرى لتلك المادة الاعلامية الكاذبة!!!فماذا تأمل من عملها الغير مهني هذا؟ وعلى ماذا راهنت هذه الوسائل الاعلامية رغم الفضاء المفتوح لللانترنت الذي نادرا ما يستطيع حجب كل شيء؟ 

هذه المحركات الاعلامية لها من التمويل ما لها تقدر بالمليارات مسخرة لفريق اعداد يعمل ضمن اطار محدود لا يتجاوزه يهدف من خلال عمله وأحيانا يأمل الى أن يصل الى النتائج التالية:

1 - الهيمنة على الرأي العام

2 - ترسيخ بعض الصور في الذاكرة وذلك بتكرارها كل يوم

3 - ترسيخ مفاهيم جديدة وذلك بتكرارها

4 - استخدام مصطلحات معروفة ومتواترة ثم يفرغها من معناها ليسبغ عليها مفهوما جديدا

يتم كل هذا بعدة وسائل  منها:

1 - التعبئة والتوجيه لبعض الاعلاميين والمحللين المغمورين الذين لا يستخدمون الحجة والمنطق وفتح كل القنوات لهم

2 - الاعتماد على الذاكرة القصيرة للناس

3 - عدم تغطية الاحداث التي تناقض تصريحاتهم والتعتيم عليها 

4- قلب الحقائق ان كشف المستور عن تعتيمهم

5 - الاستهزاء بتصريحات خصومهم دون تحليل تلك التصريحات ثم ان صحت يتم تحويلها من نسقها الى نسق جديد بعيد كل البعد عن هدفها الاصلي

6 - الانقلاب 180 درجة على المبادىء دون خجل واعادة توجيه الاعلاميين على النمط الجديد.

7 - اثارة النعرات العصبية لمكونات البلد الواحد

  رغم وضوح معظم هذه النقاط للمتابع البسيط الا ان الملايين من العرب يقعون فريسة هذه القنوات الاخبارية ووسائل التواصل المسمومة وهو امر غير مستغرب فهذه القنوات ووسائل التواصل تعتمد على

1 -  العصبيات القبلية والعرقية والطائفية والمذهبية ، فتلك القنوات تردد ما يود سماعه البعض فتدس سمومها بين ثنيات خبر ما وتكون بذلك قد حققت عددا من أهدافها الذي من أهمها أبعاد متابعيها من الولوج الى قنوات الخصم والاستماع لها وتكريس التباعد العصبي بين مكونات البلد الواحد

2 - عدم تحقق المتلقي للخبر اما لضيق الوقت والاعتماد على النشرات المعلبة واما لحهله واستسلامه لكل ما ينقل له على تلك القنوات

في هذا المقال لا نريد من المواطن العربي ان يكون محللا سياسيا او خبيرا في الشؤون الاستراتيجية ولكن فقط ان يغلب صوت العقل والمنطق الذي تم سلبه من قبل هذه القنوات وان يكون مطلعا ومنفنحا للاستماع الى الطرف الاخر وفي مرحلة اخرى ربما الحوار معه ولكن بعقل منفتح يتقبل الحقائق كما هي قبل ان تبدي رايك بتغريدة تكون بها عونا للمضلل الذي يريد بامتنا الهزيمة والتخلف.كما لا بد الى الالتفات للسموم التي تدس في الحوارات فحسن الخبر لا يعني حسن ناشره لانه يعد العدة لكي يصطحب عقلك الى كل ما هو يضعف العزائم ويجدد الروح في عزة أمتنا، فتلقى الخبر بعقل منفتح يحلل تلك الكلمات والعبارات وتمعن في هدفه الذي يريد ان يصل اليه والحقيقة ان لا عناء في ذلك لان كلما اراد المتحدث قول الحقيقة سيقاطعه المقدم ولن يسمح له بالاستمرار لاكمال الفكرة لان هناك من يهمس في اذن المقدم يذكره بالاطار الذي يجب الا يخرج منه.

ان ما اثارني لكتابة هذا المقال هو خطرالتطبيع على أمتنا الذي يفوق كل وصف وهو أكبر مما يتصور البعض حيث تعمد هذه المحركات الاعلامية لاظهاره بثوب الحمل الوديع الذي سيضفى على مجتمعاتنا الرخاء والتقدم والسلام معتمين بذلك على كنه هذا المشروع الاستعماري البغيض وعنصريته البالغة ومحولين مصطلح العزة الى الاستسلام والكرامة بقبول الامر الواقع بل انهم ذهبوا الى أبعد من ذلك يتحويل مفاهيم دينية مسلم بها الى مفاهيم دين ابراهيمي جديد وسيدنا ابراهيم عليه السلام منه يراء، يكتبون فيه ما يشاؤون ويسطرون فيه ما يريدون من أهداف خبيثة. انهم يريدون سلبنا عزتنا وكرامتنا وعقولنا لنكون روبوتات يفعلون بنا ما يخدم أسيادهم.