الثلاثاء، 19 يونيو 2018

ما سيعقب صفقة القرن؟؟؟

لا يكاد يمضي يوم دون سماع ما يقال عن صفقة القرن او كما يحلوا لبعض العرب تسميتها بخطة السلام الامريكيه، وقد تسرب الكثير منها للاعلام ولوسائل التواصل،الا ان هناك من يقول انه مبالغ فيها بل لا وجود لها ، ولكن الاحداث كلها بنوعيتها وتسارعها وجولات كوشنر وبومبيو المكوكيتين تؤكد ان خطة جهنمية تحاك في الخفاء لفرض الطرف الصهيوني على العرب رضوا ام أبوا.

انا لست هنا في وضع الحديث عن بنود هذا الاتفاق والذي تسرب منه للاعلام ويقضي بصنع دولة فلسطينية جديده ما بين رفح والعريش في سيناء، واقتطاع جزء من الضفة الغربيه والقدس وربما غزة أيضا وأخيرا إلغاء بند حق العوده من أي اتفاق سلام مقبل، بالمجمل هذا ما تتحدث عنه صفقة القرن وتم الحديث كثيرا عن الموضوع،،، ولكنني لم اسمع من ناقش كيف سيتم ذلك؟ اولا من هي القياده الفلسطينية الجديده التي ستقبل أمرا كهذا؟ ثانيا كيف ستخرج بعض الفلسطينين من الضفه وغزه عندما تضم مساحات جديدة للاستيطان؟ كيف سيتعامل العرب مع الموضوع؟

أمرا كهذا يبدو غاية في التعقيد ولعله اقرب الى الخيال ولكن لنجاحه يتطلب امورا
1 - تمويلا هائلا لبناء الصحراء بل وترغيب الفلسطينين عن طريق وعود ودعم مادي
2 - اعادة تأهيل مطار العريش وبناء ميناء بحري سيزيد من كلفة البند الاول
3 - تهجير قسري للفلسطينين في المناطق الواقعه ضمن المخطط
4 -  دعم اعلامي كامل وترويج غير مسبوق
5 - قيام حكم دكتاتوري في دولة فلسطين الفتيه وذلك للزخم الفلسطيني المناهض للمؤامره
6 - تحجيم بالقوة لفتح وحماس والجهاد الاسلامي والجبهه الشعبيه وغيرها من الفصائل المسلحه
7 - تحجيم عسكري لمحور المقاومه المتمثل بايران والعراق وسوريا وحزب الله واليمن

كيف سينجح الصهيوني والامريكي والمتخاذلين العرب بتحقيق هذه الامور مجتمعه؟ وكيف سيتم تحييد الروس؟ يبدو الامر مستحيلا لابسط الناس ولكن الامريكان استطاعوا ان يقنعوا بعض العرب بجدواها وقد كلفتهم مبالغ هائله، ويبقى السؤال كيف استطاع الصهيوني اقناعهم وما هي الفائده العائده عليهم اذا ما تمت؟

أسئلة يصعب الاجابة عليها لان امرا كهذا لا يمكن حصوله  

1 - الا اذا أشغلت امريكا وحلفاؤها المقاومه في حرب كبيره تستنزفهم وهذه تتطلب تدخلا مباشرا من الامريكان وحلفاؤهم الذين لم يستطيعوا اي انجاز في ما مضى  
2 - الا اذا أقنعت امريكا الروس بان يغادروا المنطقه
3 - الا اذا اخرست امريكا الصين وباقي دول العالم
4 - الا اذا بقي ترمب في الحكم واصبح لا يكترث بمنابع الطاقه لان حربا كهذه ستحرق الاخضر واليابس

كل هذه الامور مجتمعه بالنسبة لي ليست سوى أسطوره ونظرية مستحيلة الحدوث والتنفيذ ولكن لا يزل من العرب من يصدقها ويهرول باتجاهها !!!!!

فإن لم تكن الصفقة بهذا الشكل والمضمون، فكيف عساها ان تكون؟

الغرب كان دوما يتخذ سياسة النفس الطويل، فهو دائما يخطط للبعيد، فلربما سيأخذها تدريجيا حيث يراقب ومن ثم يعدل تماما كما حصل حين نقل ترمب سفارة الولايات المتحده للقدس والتي تعد الخطوة التمهيدية لكل ذلك، فالامريكان سمعوا الكثير من الصراخ فقيموا الوضع ولم يحسوا بضرورة التراجع فتقدموا، فالخطة حتما ستقتضي البدء يقيادة فلسطينية جديده ولعلها جاهزة لتسلم زمام الامر منذ الان، بل لوقت مضى، تحرك خيوط اللعبة بالداخل  لتكون دمية بيد المتخاذلين العرب والصهاينة حيث ستتخذ أبشع الوسائل لتنفيذ الخطة . وهذا ليس بمستبعد، فان شاهدتم كيف يضرب فلسطينيي الضفة على يد الامن الفلسطيني فقط لانهم تظاهروا من اجل اخوتهم في غزه تعرف كيف سيكون الوضع لاحقا. اذن فالامر مربوط تماما بالقيادة الفلسطينية المرتقبه والتي ستتخذ من شرعيتها الدوليه وسيلة لضرب جميع الفصائل المسلحة بالقوة ولن تتورع من أن تطلب العون حتى من الغرب ليبقى الغربي قابعا في ديارنا المقدسه لتنفيذ المخطط

ما يجعل الوضع سهلا للصهيوني هي حالة التشرذم بين القوى الفلسطينيه فلو كانت كل الفصائل موحده لما تمكن الصهيوني من اختراق جبهتهم الداخليه هذه اولا وثانيا الاحاطه الجغرافيه بالفلسطينيين من كل جانب وتنفيذ عقوبات اقتصاديه على محور المقاومه بل والتشديد عليها في هذا الوقت لكي لا يتسنى للمقاومه تقديم الدعم المادي او بالسلاح للمقاومة الفلسطينيه، بل وتهديدها بالحرب بين الفينة والاخرى وما محاولة تطويع كورياالشماليه الا في هذا المضمار لما هو معروف عن الكوريين من تقديم دعم عسكري للمقاومه بالاسلحة الصاروخية وغيرها. بل تعدى الموضوع ذلك حين فرض ترمب عقوبات اضافية على روسيا وباشر حلفاءه الاوربيين برسوم تجاريه اضافيه ولم تستثنى الصين من ذلك ، فالمشهد الدولي يراقب خطوات قد تبدو مجنونة من جانب الادارة الامريكيه الا انها في رأيي الخاص محسوبة لتضييق الخناق على العالم كي تظهر بالشكل القوي ومن ثم يكون التراجع مقابل ثمن، فنظام ترمب الجديد لا يريد حلفاء ولكن مأجورين ينفذون ما يؤمرون والا!!!!! ، ومن هتا قد نتعرف كيف ستقوم الادارة الامريكيه بتنفيذ البنود السبعه الذين وضعتهم في بداية المقال، هي امبراطوريه ولكن بشكل جديد.   

أقول في نهاية حديثي ان الفلسطيني هو الوحيد القادران يواجه هذا المخطط ، فما ان يسمع عن تغيير جذري للسلطة الفلسطينيه يجب ان يعرف انها الخطوة الاولى وعليه مواجهتها ومنعها فهي العصا الغليظة التي سيستخدمها الغرب والصهاينة، ومتى ما تمت هذه الخطوة ستتبعها خطوات من الامريكان لتحقيق نظام ترمب العالمي الجديد.  










الجمعة، 8 يونيو 2018

لا يوجد شيء اسمه اسرائيل

اليوم انظر بعين الحسره الى ما وصل اليه المواطن العربي من ضعف في المعلومات والثقافه حتى بات العدو الصهيوني في نظرهم له الحق في الاحتفاظ بفلسطين وان اليهود لهم الحق بالاحتفاظ بالقدس من باب انها مقدسة لهم فاخذوا تاريخهم واسقطوا تاريخنا ودافعوا عن حقوقهم ونسوا حقوقنا ولا بد لنا من وقفة في وجه هؤلاء مدعين العروبه.
كتبت الكثير من المقالات بخصوص التطبيع، خطره واثاره حيث زادت وتيرة الاعلام الداعم للتطبيع الذي بدأ يميز بين أنواع التطبيع فشملها بنوع اقتصادي واخر اجتماعي وغيره من الكلام الفارغ الذي يصب في بوتقة اعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني. فعلى الباحث الا ينظر الى الظروف الراهنه ليبني عليها رأيه لانها عادة لا تنصف الموضوع لذا لا بد من نظرة تاريخيه واخرى سياسيه لكي يكتمل البحث وان نثبت لهم ان تاريخ فلسطين ثابت رغم ادعاءاتهم.

يفضل الصهاينه التاريخ الروماني الذي استخدم كلمة فلسطين رسميا بعد طرد اليهود عنها بسبب ثورة بار كوشبا والتي فشلت فشلا ذريعا ولكن الحقيقه ان اسم فلسطين يعود لابعد من ذلك بكثيروهذه مجموعه  مجموعة من التوثيقات
1 - عام 1150ق.م وأثناء المملكه 20 لملوك مصر جاء اسم فلسطو او فيلسطو أثناء حكم رمسيس الثالث
2 - عام 800 ق.م ذكر الاشوريون الاسم فلسطو أثناء حكم أداد نيراي الثالث
ورغم ان الاثنين لم يذكروا الحدود الطبيعه لارض الفلاسطو الى ان جاء
3 - هيروديتوس في القرن الخامس قبل الميلاد وهو المؤرخ اليوناني الشهير وذكر الاسم فيلسطينا هي ارض ما بين سوريا ومصر
4 - وثق الرومان الاسم سوريا-فلسطينا عام 134 واصبح اسما رسميا لتلك الارض بناء على الاسم التاريخي لتلك الارض

هذه المعلومات التي يتجاهلها الاعلام العربي ليظهر من يشكك بتاريخ الارض والشعب الفلسطيني لحساب الصهاينة الاعداء، فمن يسكن مصر مثلا يسمى مصري ومن يسكن فلسطينا يسمى فلسطيني وهذا دليل لا يقبل التغيير لا من جانب الهدلق الذي خرج على تلفزيون الراي وهو ينكر اسم فلسطين ولا من غيره

من الجانب السياسي ينبغي ان نسال من اقام الكيان؟ ومن سانده ؟ ولما؟ التاريخ الذي نتحدث عنه قريب جدا فالمستعمر البريطاني هو الذي اوجد الصهاينه وساندهم بل وادخلهم الى فلسطين بالزي العسكري البريطاني ومنهم بن غوريون والبريطانيون لا يخفون خوفهم من 3 دول عربيه وهي العراق سوريا ومصر وهكذا كان، ففي سايكس - بيكو وضعوا سوريا تحت الاحتلال الفرنسي والعراق تحت الاحتلال البريطاني فعزلهما بمستعمرين مختلفين وعزل الاثنين عن مصر بفلسطين حيث قال رئيس وزراء بريطانيا حينها انه يجب ان نزرع جسما غريبا فهؤلاء يملكون كل مقومات الدوله القويه وهنا يقصد العرب ابان سقوط الامبراطوريه العثمانيه.

اذن الغرض من الكيان الصهيوني هو استمرار للدور الاستعماري الغربي ومن يعتقد ان الاستعمار قد انتهى بالاستقلال للدول فهو واهم فقط انظر من حولك وحاول ان تفهم بعمق بحقيقة ما يجري بالمنطقه ترى ان المستعمر ما زال يعمل وبقوة.وهنا اقول لمن لا ينشد التطبيع ولكن يعتقد ان اذا ما قام الصهاينه بتنازلات فلا باس من القيام بالتطبيع مع الصهاينه، اقول ان التطبيع مهما بلغ بالكيان من تنازلات هو عقد ما بين الطرف الصهيوني والطرف الثاني هو العربي الذي ما ان يوقع يكون قد اعترف بالكيان الصهيوني كدولة .حتى وان كان لا يملك سفارة او قنصليه فحتى لو تنازل الصهيوني ولم يبقى له سوى عدة كيلومترات مربعه لن يحيد عن اهدافه التي رسمت له

في النهاية اقول للمواطن العربي ان "السلام العادل والشامل" هذه العبارة التي طالما استخدمناها تخص ذلك اللاجىء في لبنان او الاردن والذي ما زال معلقا مفتاح بيته في اريحا او يافا كي يعود وياخذ حقه كاملا وان السلام الشامل يعني القدس كل القدس وليس جانبها الشرقي فقط ، فهل تعتقد ان الصهاينه سيقبلون ولو بجزء من هذا؟؟؟؟؟

وأخيرا هذه خريطه للناشينال جيوغرافيك عام 1947 فيها " لا يوجد شيء اسمه اسرائيل"




الخميس، 7 يونيو 2018

مكافحة الفساد بين الحقيقة والخيال

من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ اجماع الجمهور الكويتي على تفشي الفساد والمطالبه المستمره بالحلول، وهذا لا يغيب عن نواب الامة كذلك وتصريحاتهم التي تجتمع على تفشي الفساد في الدوله رغم ان الكويت موقعه ومصادقه على المشروع الاممي لمكافحة الفساد عام 2012 وتم انشاء الهيئة ومن ثم اوقفت ثم ..... لا شيء.

لنطرح مجموعة من الاسئله لعلنا من خلالها نستطيع تسليط الضوء على هذا الوحش الكاسر الذي يفتك باقتصادنا ومستقبلنا
1 - هل الحكومه جاده في مكافحة الفساد؟
2 - هل يقوم النواب بالجهد الكافي لمكافحة الفساد؟
3 - هل هيكلة هيئة مكافحة الفساد والصلاحيات الممنوحة لها تؤهلها للوقوف سدا منيعا امامه؟

ان اجبنا على السؤال الاول ان الحكومة غير جاده ينبغي لنا ان نقدم الادلة على ذلك
أ- لم يزج أي مفسد في السجن تحت قانون المكافحه
ب - لا يوجد اعلان دوري من الهيئة لعدد الشكاوى وعدد التحقيقات
ج - عدوم وجود ضغط اعلامي يوضح العواقب كما هو منصوص في المرسوم
د - عدم الاعلان عن اي اموال مسترجعه
وغيرها الكثير من الادله التي تكفينا بأن نقول ان الحكومه غير جاده.
 اما عن السؤال الثاني فلا يوجد الكثير بيد النواب فعله ان كانت الحكومه غير جاده ذلك ان قانون الهيئه قد وضعها تحت وزارة العدل التي هي جزء من الاداة التنفيذيه ومع ذلك تصر الحكومه انها مؤسسه مستقله وهذا غير واضح . نعم هناك بعض النواب واعيد بعضهم من يتابع ويفضح الفساد ولو ان هؤلاء شكلوا كتلة نيابيه تبحث دون مصالح خاصة عمليات الفساد لوصلنا الى مكان لا بأس به
اما عن السؤال الثالث فكما اسلفنا وجود الهيئه تحت مضلة وزارة العدل لن يخدم المشروع مطلقا فلا بد من اسنادها الى الديوان الاميري تحت سلطة سموه حفظه الله والا ستببقى الهيئة مهلهلة وضعيفة.

نرى مما سبق انه بغض النظر عن حجم الصراخ وحجم الوثائق فان شيئا لن يحصل يجنب البلد هذه الافة الا اذا كانت الحكومة جادة ولم تستثني أحدا من العقاب وان تقوم كتل نيابيه بالتصدي للفساد واستخدام مواد القانون والمطالية بالتطبيق

(اضافة جديده مايو ٢٠١٩)

كل ما ذكرت حقائق ولكن لنطرح سؤلا جديدا، كم يكلفنا هذا الفساد؟؟؟؟  بمعنى ما حجم الهدر وماذا يشمل؟ وكيف نحسب مقدار الخسائر المالية نتيجة الفساد؟


لذا فان مكافحة الفساد هو ما بين الخيال والحلم !!!!!