الأربعاء، 3 يناير 2018

لم يتبقى لنا سوى الصمود

اربعة أحداث وقرارات متسارعه حصلت في فترة وجيزة وكلها تتعلق بالقدس الشريف،
- قرار ترمب اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحده اليها
- قرار الكنيست الاخير وما سمي بقانون " القدس الموحده" والذي يحضرعلى اي حكومه صهيونيه التفاوض على أي جزء من القدس الا بعد موافقة ثلثي اعضاء الكنيسيت وجاء التصويت باغلبية 64 صوتا
- محاولة فاشله من المؤتمر البرلماني العربي بعدم ذكر الوصاية الهاشميه على المقدسات في القدس وتجاهلها تماما في البيان الختامي فيما أبدى رئيس البرلمان الاردني عاطف طراونه اعتراضه الشديد على ذلك . ما حصل يعتبر سابقه وذلك للبعد التاريخي والسياسي المعروف بين العائله الهاشميه الحاكمه في الاردن ومقدسات القدس الاسلاميه والمسيحيه.
- تغريدة ترمب بانه ما دامت السلطة الفلسطينيه غير معنيه بالسلام فلماذا ندفع لها المساعدات؟هذه  اشارة واضحه من ترمب بالتهديد لوقف المساعدات وان على السلطه الخضوع لمتطلبات السلام مهما كانت.

هل اجتمعت كل هذه الاحداث المتسلسله مصادفة؟ أم انها ممنهجه؟ لما كل هذا التركيز على القدس الشريف؟ لما هذا التوقيت ؟ ولما هذه السرعه في تسلسل الاحداث فبدلا من عرضها دفعة واحدة لما لم يتم عرضها على دفعات كي يتسنى للمواطن هضمها واحدة تلو الاخرى على الاقل هذه الاخيره هي الطريقة الاستعمارية البريطانيه في تنفيذ خططها ؟

الاحداث المتسلسه ممنهجه وبكل وضوح فكل واحدة من تلك الاحداث تعتمد على الاخرى وكأنه سيناريو لفيلم وضع السيناريو الصهيوني واخرجه الامريكي ومثله بعض الكومبارس العرب، وبعد نجاح المخرج بوضع اللبنة الاولى جاء الجزء الذي كان من الواجب تمثيله من العرب ولكن لقلة خبرة الكومبارس وتسرعهم احيانا وتخبطهم احيانا اخرى وعدم قدرتهم على حفظ الدور واستيعابه ،فشلوا بسبب الاصرار الاردني على ابقاء الوصايه الهاشميه على المقدسات في القدس مما يعني تاخير المخطط.

 فلو فرضنا ان الاردن وافق على رفع يده من الوصايه على المقدسات، فمن تعتقدون انه سيحل محلها؟ بالضبط!!  من يكمل تمثيل هذا الفيلم السقيم ، فالاردن رفضت دور الكومبارس بل رفضت ان يكون لها دور النجم في الفيلم،وهم يعلمون انه منذ عام 1924 كان الهاشميون هم من يقوم بالبناء والترميم والمحافظة على عربية الاقصى بل وجميع المساجد ودور العلم الفقهي هناك وكذلك على المقدسات المسيحية وهو ما اوقف الصهاينه لسنين من ضم القدس علانية خوفا من الجوانب القانونيه والسياسيه والمواقف الدوليه بما فيها الولايات المتحده التي تربطها علاقات وثيقه بالاردن ، ولكن جيىء بترمب نعم جيىء به وهو المعروف برعونته لينفذ ما تحاشاه من سبقوه.

العقدة الان تتلخص في امور ثلاث، اولا صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركه لاجل القدس والتي باتت تحرج الصهاينه امام العالم، الموقف الاردني الثابت من الوصايه على المقدسات والثالث الموقف الدولي الرافض لقرار ترمب ويرى فيما يراه فيلما هابطا من السيناريو والاخراج والتمثيل.

ان مسألة تهويد القدس ليست من نسج خيال بعض العرب الذين يخيفون بها العرب النائمين فهي عنوان الفيلم ونصه وهي حقيقة واقعه وما كل هذه الاحداث المتسارعه لتكون الا لوجود مخرج امريكي أرعن لم يكن موجودا شبيها له سابقا ، ومجموعة من الممثلين العرب الكومبارس الذين ارتضوا هم الاخرين دورا لم يكن لهم شبيها له سابقا، فكل الامور مواتيه لتنفيذ الفيلم فالعجل كل العجل من تغيير قد يحصل للمخرج او الكومبارس يعيق تنفيذ باقي الفيلم.
اما وقد عرفنا ما يدور من احداث للفيلم فانه يتطلب منا دعما قويا للانتفاضه ودعما قويا للموقف الرسمي الاردني فهاتان هما العقدتان اللتان يريد الصهيوني حلهما قبل ان يتابع احداث الفيلم وهما يتعرضان لهجمة اعلاميه وسياسيه قوية ، ونحن في خضم هذه الاحداث المتسارعه لم يتبقى لنا سوى الصمود