الجمعة، 19 أبريل 2019

الجولان العربي يعوم على بحيرة نفط !!

منذ أن أقدم ترمب على قراره المثير للجدل بخصوص الموافقه على  اعطاء الكيان الصهيوني السيادة على مرتفعات الجولان من طرف واحد وأنا أبحث يمينا وشمالا عن تبعات هذا القرار المفاجىء ولم أجد أوأسمع من التحليلات ما يشفي غليلي فتابعت البحث وهذه المرة عن الطاقة فوجدت ما ينهي بحثي وما يجعل ما أقدم عليه ترمب أمرا منطقيا في عقلية المستعمر والامبريالي، إنه النفط وبكميات كبيرة. فما قصة نفط الجولان ؟ وما دخل الامريكان في شؤون الطاقة للكيان الصهيوني ؟ وغيرها من الاسئلة....

تبدا القصة في ابريل عام 2013 حين أعطت حكومة الكيان الصهيوني حقوق التنقيب عن النفط في الجولان السوري لشركة أفاك وهي شركة مسجلة لدى الكيان بأنها شركة طاقة أسستها شركة جيني الامريكيه للطاقه، وكانت مدة التصريح لمدة 3 سنوات وتغطي مساحة قدرها 396.5 كم مربع في الجزء الجنوبي من الجولان. وبدأت فعلا عمليات المسح الجيولوجي الاولي في نفس العام وقد استعانت بخبرات خارجية لتحليل الارقام والخرائط. في بداية 2014 طلبت شركة افاك تصريحا للتنقيب في 10 حقول مختلفة وقد اجيزت للبدء بالتنقيب ، ولكن ما ان بدا العمل حتى اعترضت مجموعة من اصدقاء البيئة على العمل فاضطرت المحكمة لايقاف العمل في اكتوبر2014، ولكن ذلك لم يدم طويلا فقد رفضت المحكمة الاعتراض وعاد العمل بعد شهرين في ديسمبر 2014.
في عامي 2015 و 2016 بدأ التنقيب البحثي الاولي وبدأت النتائج تؤكد البحوث الجيولوجيه بان كميات كبيرة من النفط والغاز موجودة فعلا في هذه المنطقه. ونظرا للنتائج المشجعه قامت شركة جيني الامريكية بتأسيس شركة جديدة اسمها أتد للحفرولكن هذه الشركة بدأت بالحفر على سواحل فلسطين المحتلة وقد بلغ استثمار شركة جيني ما يعادل 20 مليون دولار في الفترة من 2014-2016 وما زالت الاعمال جارية حتى الان وهو ما تؤكده التقارير من الوصول الى نتائج بين الحين والاخر، واخرها ان ما وجد حتى الان يغطي حاجة الكيان وهي 270,000 برميل يوميا وما سيزيد سيكون قابلا للتصدير.

فمن هي شركة جيني الامريكيه ؟ وكيف حظيت بكل هذا الدعم؟ أو باختصار من هم في مجلس ادارة هذه الشركه؟
1 -   هاورد جوناس رئيس مجلس الاداره وهو ليس بجديد على عالم النفط فهو يملك شركات تنقيب في الولايات المتحده ويقال انه يجلس على مليار برميل من مخزون النفط الامريكي
2- ريتشارد(ديك) شيني كان نائبا للرئيس الامريكي ووزيرا للدفاع من عام 1989 وحتى 1993 وكان رئيسا لمجلس ادارة شركة هاليبرتون الامريكية الشهيرة
3 - جاكوب روتشايلد: رئيس مجموعة شركات روتشايلد ورئيس مؤسسة روتشايلد وحفيد البارون روتشايلد
4 - جيمس ووسلي: رئيس السي اي اي من 1977 وحتى عام 1979 وهو مؤسس الجمعية الامريكيه لأمان الطاقة الامريكية وهو من يطالب الحكومات الامريكيه المتعاقبة في كل تصريحاته  بضرورة قصف ايران والقضاء على الحكم هناك. 
5 - ماري لودرو وهي سينتور لولاية لويزيانا وهي من تقدمت بقانون التعاون والشراكه بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مجال الطاقه
6 - مايكل ستايندهارت : مستثمر كبير في البورصة الامريكيه يملك مليار دولار والاهم انه مؤسس جمعية حق اسرائيل في الولاده ويقوم برحلات مجانيه كل عام بين الولايات المتحده والكيان الصهيوني للتعريف بأهمية الكيان وظروفه للشعب الامريكي .
7 - روبرت مردوخ صهيوني امريكي يملك قنوات اعلاميه في ستة قارات اهمها فوكس

(المصدر التقارير السنويه لشركة جيني للاعوام من 2014 وحتى 2016 حيث تقرير 2017 محجوب، وبحث عن الشخصيات من مواقعهم)
واضح جدا ان رئيس مجلس الادارة استطاع ان يجمع مجموعة من الشخصيات ذات الادوات المتعدده ، فمنهم من هو مسيطر على الاعلام واخر على البنوك والتمويل والسياسه وصهاينة حتى النخاع، فبات قادرا وبسهولة تامه التأثير على الرأي العام الامريكي وأروقة السياسة في واشنطن بل وحتى على المسيحيين الصهاينه.  سيستخدم الكيان الصهيوني لوبي شركة جيني لاقناع العالم بأحقيته في هذا النفط والغاز مما يعني ان الخطوة القادمه ستكون التأثير على الاورويين لانتزاع نفس اعلان السياده الذي قدمه ترمب بل وستضغط الولايات المتحده على المطبعين العرب لاخذ الموافقة منهم وكل من تطال يدها عليه وهم كثر.

حاول الكيان كل جهده ابقاء الموضوع سريا قدر المستطاع لأنه على علم مسبق حتما بوجود كميات من النفط ولكنه انتظر حتى تفاقم الازمة في سوريا عام 2013 ليبدأ بالفحص الجيولوجي ليكون بعيدا ان اي ردة فعل سوريه واستمر في عمله ليعلن ترمب سيادة العدو الصهيوني عام 2019 عند قرب انتهاء الازمة السوريه، ولعل المتتبع للحرب السورية يستذكر الدفاع المستميت من العدو الصهيوني عن كل الفصائل المسلحة الموجودة في القنيطرة وريفها وجنوبها في تلك الفتره حيث تعتبر هذه المواقع مقابله لمواقع التنقيب، كما نستذكر بداية سبتمبر 2014 عندما اعلن اوباما صراحة تخصيص 500 مليون دولار للمقاتلين المعارضين وبعدها بقليل بدأ الامريكان علنا تدخلهم المباشر في سوريا من قصف واعلان حرب على داعش ومساندة الاكراد بقوات خاصة وغيرها 

وأخيرا، فمع اعلان ترمب ووجود النفط فإن الكيان الصهيوني لن يتخلى عن الجولان مطلقا الا بالقوة، فاحلام السلام تبددت وفرص الحل ذهبت الى غير رجعة لتبقى المنطقه في حالة فتنة وغليان مستدام وهو لب وهدف المشروع الصهيوني، فيا عرب اما تشمروا للحرب او لتنسوا الجولان.




الجمعة، 12 أبريل 2019

هل يدوم غزل مسقط وتل ابيب؟؟؟؟

استغرب العديد من حديث وزير الخارجية العماني على هامش مشاركته في المندى الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالاردن حين قال " أعتقد علينا نحن العرب ان نسعى الى تبديد مخاوف اسرائيل بإجراءات واتفاقات حقيقيه " وأضاف " على الفلسطينين ان يساعدوا الاسرئلبيين على الخروج من هذا الخوف الذي يهددهم"
(حرصا على دقة التواريخ فلقد استعنت بتقرير مجلة فورين بوليسي بتاريخ 7/11/2018 وتقرير معهد الشرق الاوسط-- واشنطن بتاريخ 10/12/2018)
من يعرف العلاقه ما بين الكيان الصهيوني وسلطنة عمان لن يستغرب كثيرا، هذه العلاقة بدأت عام 1970 حين كان خطر الثوارفي ظفار حقيقيا ولولا دعم الايرانيين والمرتزقه البريطانيين لكان اندماج بقعة من عمان مع جمهورية اليمن الشعبيه أمرا واقعا خاصة ان الاتحاد السوفيتي كان يدعم الاثنين. أما الدور الصهيوني فاقتصر على الدعم الفني وتوريد السلاح، كانت هذه هي البدايه في كسر الجليد ما بين مسقط وتل أبيب ولم تتوقف العلاقة حتى يومنا هذا.وتواصلت هذه العلاقة في المرحلة الحرجة عند اتفاقية السلام الموقعه بين السادات والكيان الصهيوني عام 1978 والتي لم تحظى بدعم عربي الا من المغرب والسودان وطبعا سلطنة عمان، وليؤكد الصهاينة اهتمامهم بهذه العلاقة اوفدوا بانتظام عضو الموساد ناشك نافوت منذ مطلع الثمانينات وتركزت محادثاتهم على الاهتمامات المشتركه خاصة الدور السوفيتي في المنطقه والثورة الايرانيه وعملية السلام.
في فبراير 1994 اجتمع يوسي بيلين وكيل وزارة الخارجية في الكيان الصهيوني سرا مع المسؤولين العمانيين تتركز على توثيق العلاقات بينهما واستمرت هذه المشاورات حتى 27 ديسمبر 1994 حين التقى اسحاق رابين مع السلطان قابوس وتحديدا بعد شهرين من معاهدة وادي عربه او معاهدة السلام بين الراحل الملك حسين واسحاق رابين في خطوة اراد بها الصهاينه تعزيز اتفاقيات ومعاهدات السلام مع العرب.
استمر مسلسل اللقاءات بين الطرفين وهذه المرة بين رئيس الوزراء الصهيوني شمعون بيريز والسلطان قابوس  في ابريل عام 1996 والاخيرة اي اللقاء الثالث للسلطان قابوس مع رؤوساء وزراء العدو كان مع بنيامين نتنياهوفي اكتوبر عام 2018. فلما يركز العدو الصهيوني على علاقات متميزه مع سلطنة عمان يا ترى؟؟؟؟؟
سلطنة عمان تختلف عن سائر الدول العربيه في نهجها السياسي فهي عضو في مجلس التعاون وتخالف الكثير من قراراته ولا تؤيدها بل ونادرا ما يحضر السلطان الى القمم الخليجية، وهي أيضا تتمتع بعلاقات متميزه سياسية وتجارية مع ايران فالعمانيون لن ينسوا وقوف الايرانيين بحانبهم في حربهم الطويلة مع ثوار ظفار لذا ساهم العمانيون بدور الوساطه بقوة بين الايرانيين والامريكان في اتفاقية الملف النووي. واخيرا موقفهم من  سياسات اوبك خاصة عام 2014 عندما قررت اوبك اغراق الاسواق بالنفط لتحطيم الاسعار مما اعتبره العمانيون غباء وصرحوا بذلك دون اهتمام لردة فعل اي من دول اوبك العربية وغيرها، كما تتميز السلطنه بعلاقات متميزة ايضا مع بريطانيا والولايات المتحده، أضف الى ذلك موقعها الجغرافي. بالمجمل يرى الصهاينة في السياسة العمانيه مأربهم وبهذه العلاقه يكونون قد وصلوا الى عمق العالم العربي جنوبا وأصبحوا يطلون على مضيق هرمز وبحر العرب ,والمحيط الهندي . الكيان الصهيوني يرى في العمانيين ايضا وسيطا رائعا للتهدئه مع ايران في حال اشتدت الاوضاع بينهما، ولا ننسى مشروع تحلية المياه الضخم بينهما وفكرة سكة الحديد التي يفكرفيها الطرفان جديا مع بعض دول الخليج منذ مده بينهم.
الصورة توضح بجلاء ان لا شيء يمكن له ان يتم الا بمباركة سعوديه ورضا امريكي عارم والاخير هو ما عبر عنه وزير الخارجيه العماني بقوله " ان عمان لا تطرح حلا للسلام بنفسها ولكن بالاحرى تعتمد على الولايات المتحده وجهود الرئيس الامريكي لتطبيق صفقة القرن".فالهدف العماني هو تعزيز العلاقات مع الولايات المتحده الى حد كبير بحيث لا يتم اقتطاعهم خارج صفقة القرن وذلك عن طريق ارضاءهم بالعلاقة مع الصهاينه وهو يطابق ما صرح به وزير التخطيط المصري في عهد السادات الوزير اسماعيل صبري عبدالله  حين قال " اذا أردنا علاقات ممتازه مع واشنطن ينبغي علينا المبيت في تل أبيب".

الواضح مما مضى ان العدو الصهيوني هو المستفيد الاكبر من هذا الموضوع، فلو وضعنا الفائدة الاقتصادية جانبا وهي ضخمة جدا وركزنا على ما سيجنيه الكيان الغاصب لوجدنا التالي:
1 - الصهاينه اصبح لهم امتداد جبوسياسي من البحر الابيض الى الاحمر الى المحيط الهندي وهو فك كامل لعزلتهم
2 - وضع العرب في مشاريع مشتركه يقوي من وضعهم الدولي وخاصة الامم المتحده
3 - مضاعفة اعمالهم الاستيطانيه دون احتجاجات عربيه الا ما ندر
4 - وضع السلطة الفلسطينية في موقف قد يقبلون فيه ما يقدم لهم حيث لا نية للصهاينه للسلام او حتى للمهادنه
5 - ضغط العرب المطبعه على العرب الغير مطبعه وبذلك اصبح لهم محامين بالمجان
6 - التاثير الصهيوني المباشر على القرار العربي بل والقطري كذلك
7 - الامريكان لا يحتاجون قواعد عسكريه بعد اليوم فهناك من يدافع عن مصالحهم وسيمدوهم بأفضل ما لديهم من سلاح فهم لا يخشون من هجوم هؤلاء على العدو الصهيوني
8- بعد ان اصبح انتاج النفط الامريكي يتجاوز انتاج الكويت والعراق وايران مجتمعين وتجاوز الانتاج السعودي والروسي، هو ينوع من مصدر دخله بادخال الشركات الامريكيه لهذه المشاريع العملاقه

هذه وغيرها من الامور التي ستساهم في تصفية الحق العربي في فلسطين بل ستوسع رقعة النفوذ الصهيوني ، وهذا واضح لذا أصبح من الازم اكثر من اي وقت مضى ان تنطلق حناجر الاحرار واقلامهم لكيلا تقع هذه الكارثة العرببه. فهل سيدوم الغزل بين مسقط وتل أبيب ؟ نعم ....وعلى دماء الشهداء وعلى حق الارض والعوده ونعم سيعود الاستعمار بقوة ولكن هذا لن يمنعني والالاف من العرب ان يعلموا أبناءهم ان الصهيوني عدو فاتخذوه عدوا وان نعلمهم ان العزة والكرامة والحريه هي امل الشعوب وليست البنايات العملاقه والمحلات الفخمه والسياسات والافكارالغربيه الغريبة المستورده.











السبت، 6 أبريل 2019

مأساة العرب

لا بد للمواطن العربي عندما ينظر حوله أن يشعر بالاسى على حال أمته وهو يراها على هامش ما يجري في العالم ،فالدول الكبرى والكيانات الاقتصاديه الكبرى ترسم خططها الجيو سياسيه والجيو اقتصاديه بما يخدمها لسنوات عديدة قادمه بينما نبقى نحن في فراغ من كل هذا ولا نعدو كوننا مستهلكين فقط لا نملك الطموح ولا المبادرة لان نكون جزءا فعالا يفيد جميع العرب ويحفظ لهم دورهم في اللعبة العالميه، فماذا ينقصنا لكي نكون قوة يحسب لها حساب؟ الحقيقة باختصار،ينقصنا القليل من الخبرة والكثير من الاستقلالية، حيث تكمن مشكلتنا في نهج التفكير الذي لا يعير الامه أبة أهمية (علما ان دولة لوحدها من الدول ال 22 العربيه  لا تستطيع ان تكون لاعبا متميزا)، ويكمن سوء نهجنا الفكري اننا نفكر ضمن صندوق اسود لا يتيح لنا الرؤية من خلال أضلاعه الا بما يريد لنا الغرب ان نراه بغض النظر ان كان بصبغة سياسيه تخدم مصالحه او ذو صبغة اقتصاديه كصندوق النقد الدولي او البنك العالمي اللذان يداران من قبل الاستخبارات الغربيه، لا يرى الا بما يخدم مصالح الدول الكبرى وسأعطي مثالا ليتضح الموضوع.

يقول جون بيركنز في كتابه اعترافات قاتل اقتصادي(confessions of an economic hitman) كنت موظفا لامعا فتم تدريبي في اروقة ال CIA لاكون قاتلا اقتصاديا وأثناء تدريبي شرحوا لي قصة محمد مصدق رئيس وزراء ايران عام 1953 والذي كان يؤمن ان نفط ايران للايرانيين فسعى لتحييد الشركات النفطيه وهو ما لم يعجبنا فأرسلنا له كيرمت روزفلت وهو من أقرباء الرئيس الامريكي روزفلت استطاع في فترة وجيزه مع بضعة دولارات من خلق مؤامرة اطاحت بمصدق وجيىء بالشاه من الخارج.حينها قيل لي ان ما فعلناه كان خطر جدا ان فشل، فتبعيته على الحكومه واثره سيكون كبيرا ، لذا فمن الان وصاعدا ستكون وحدك انت ومن معك نعطيكم الاهداف ونسندكم من بعيد.

اما في غواتيمالا فقد حكمها جاكوبوا جوزمان عام 1954 الذي اراد اعطاء الاراضي للفلاحين لكن ذلك لم يعجب اتحاد الفاكهة الامريكي فأرسلواا له قاتلا اقتصاديا اشاع ان الرئيس لا يعدوا كونه دمية سوفيتيه فشحن الاعلام والكونغرس والشعب الامريكي حتى تمت ازالته من منصبه . وهو تماما ما حصل في الاكوادور عام 1981 حيث اسقطوا طائرة الرئيس الاكوادوري أجيليوا ولم يسمح لاحد بالاقتراب منها عدا القوات الامريكيه وكل ما اراده الرئيس الاكوادوري ان يتم احترام شعبه من الامريكان وان توزع عائدات الاقتصاد على الشعب فقط. أما أومار توميهوز حاكم بنما فيتحدث عنه الكاتب بالتفصيل، الى ان قال له " بامكانك ان تكون غنيا جدا لو تستمع الينا " فأجابه الرئيس البنمي " لا ترشيني يا جون لقد جئت لخدمة شعبي واريد اعادة كل الاموال التي تدين بها امريكا لشعبي بما فيها اموال القناة, وقد أبلغت عائلتي ان هذا قدري " حتى تم اغتياله عام 1981 من قبل فرقة اغتيالات ال CIA.
ويختم بيركنز بقوله " نحن نتحرك عندما نرى مصالحنا في خطر فنبدأ برشوة الرئيس واذا فشل هذا أغرقنا البلد بالديون بحيث انه يستحيل الخروج منها وهذا دور صندوق النقد الدولي وان فشلت الخطه اغتلنا الرئيس وان فشلت هذه ايضا يتم الغزو العسكري وهو ما حصل تماما في العراق، ولو ان صدام وهو ولدنا الذي ربيناه أطاعنا لكان يحكم العراق الى يومنا هذا.

لا يهم الامريكان ان كان الرئيس صادقا ام كاذبا، مخلصا لشعبه ام طاغية، المهم ان ينصاع للاوامر وهم ينظرون بحذر شديد فاذا كانت الدوله في حلف قوي فذلك يصعب من مهمتهم كثيرا ويكلفهم مبالغه هائله لذلك هم اعتمدوا في الفترة الاخيرة من حكم ترمب الى النظر لا على الدوله او الحلف المعني فحسب وانما الى من سيمول هذه المؤامره؟؟

لننظر الى صفقة القرن وهو تعبير اول من استخدمه كان جون بيركنز مؤلف الكتاب عند وصفه للصفقة التي تمت بين الولايات المتحده والسعوديه والتي كان نتاجها البترودولار الذي بمقتضاه يتم بيع السندات الاميركيه بكميات ضخمة على ان تكون عائدات هذه السندات للشركات الامريكيه تبني فيها المصافي والمنشات الضخمه ومن خلالها استطاع الامريكان ان يجعلوا اقتصادهم يناطح السماء وعززوا قيمة الدولار ووووو....كما استطاعوا ان يفرضوا بيع كل نفوط العالم بالدولار مساندين عملتهم بذلك بدل الذهب على ان تعاقب الدول حسب حجمها بالمقاطعه الاقتصاديه او غيرها ان رفضت ذلك.

في صفقة القرن الاخيره تمكن الامريكي والصهيوني من الحصول على التمويل اللازم كما اعترف رئيس وزراء قطر السابق بذلك في مقابلنه الشهيره، هذه الصفقه تقضي بأن يكون الكيان الصهيوني اللاعب الثالث في المنطقه مع الايراني والتركي ولما كانت فكرة العدو الصهيوني تتركز في أمرين باختصار، الاول عدم القيام باتفاقات مع دول ولكن مع كيانات يسهل التعامل معها والسيطرة عليها والثاني ايجاد عمق لاراضيهم تتيح لهم حرية الحركه وايجاد بدائل توطين للفلسطينين كما يمنع اي انبوب نفطي او غازي يمر عبر الاراضي العراقية والسورية الى البحر الابيض المتوسط . فالهدف الاول يكمن في تمزيق العراق تحديدا غربه وشماله وسوريا تحديدا جنوبه وشماله الى كيانات كرديه ودرزيه وغيرها ليتمكنوا من التعامل معهم بسهولة ويسر من خلال الضغط الامريكي وهذا بالنتيجة يعني دورا كبيرا للاردن في ايجاد مايسمى بالاردن الكبير ليكون ممرا آمنا للصهاينه الى الكيانات المتفرقه، ولكن !!!!! سقط هذا المشروع بقوة بفضل تضحيات العراقيين والسوريين والفلسطينيين ففشلت صفقة القرن،،، الحقيقة انها فشلت في الجانب الشمالي فقط لذا اتجهت الانظار جنوبا وتحديدا خليج العقبة، حيث سيبدأ بشق قناة من خليج العقبة الى البحر الابيض المتوسط وربطه بالبحر الاحمر.

كان لا بد في البدايه من تغيير وضع جزيرتي تيران وصنافير والتي كانت بحوزة المصريين ونقلها للسعوديه لانهما تطلان على مدخل البحر الاحمر من خليج العقبه فالمصريين لا يحكمهم جمال عبدالناصر ولكن من يدري غدا؟؟ فكان لا بد من ازالة القبضة المصريه عن الجزيرتين ثم البدء بالتحضير في السيطرة على موانىء البحر الاحمر واستطاعت موانىء دبي من عقد اتفاقات مع كل من الصومال ومصر وجيبوتي والسنغال ولم يتبقى الا اليمن بميناء الحديده وغيره وباب المندب لذا نرى الصراع العسكري المرير على هذه الموانىء بالاضافة الى جزيرة سقطرى .كل هذه الاتفاقيات تسهل حركة مرور السفن لصالح الدول الموقعة على صفقة القرن وتجعل هذه الموانىء أقرب ما تكون الى شركة الهند الشرقيه التي كانت تسيطر لا على المنافذ البحرية فحسب وانما على الدول عن طريق خلق مليشيات مواليه في هذه المناطق وتسليحها جيدا ثم قليلا فقليلا دمجها في العملية السياسيه لتلك الدول واخيرا انتزاع كل الاتفاقات التي تريدها الدول المموله.

صفقة القرن حقيقة وواقع وهي نوع من الاستعمار الجديد بمشاركة بعض العرب لصالح الامريكي والصهيوني حيث سيتمكن الاخيرين في النهايه من الهيمنة وشركاءهم العرب لن يكونوا الا تابعين لهم ومتى ما اختلفوا ارسلوا لهم قاتلا اقتصاديا لينهي الموضوع. ان الاهتمام بالجانب الجبوسياسي والاقتصادي امر مهم جدا فعجلة المستعمر لا تتوقف وهي تسحق كل من يقف امامها الا اذا كان صلبا عنيدا وقويا من خلال تحالف كبير يجعل الوقوف امامه كالند للند ليضمن حقوق الشعوب الحرة ويشعرها بالعزة والكرامه ، ولكم في فنزويلا وما يفعله الامريكان هناك مثالا واقعيا ولم تصمد فنزويلا الا عندما شمر حليفاه الروسي والصيني عن ساعديهما ووقفوا مع مادوروا الذي صمد فترة سمحت لهم بالتدخل ولم يسقط فجأة كما حصل في اوكرانيا. وهنا لا بد ان اشير بأن الروسي أيضا يعمل جاهدا في خططه ايضا فالاستلاء على جزر القرم ضمن سيطرته على البحر الاسود بالاضافة الى بحر قزوين وانتهاء بوجوده في اللاذقية ضمن سيطرته على جنوب البحر المتوسط ونحن نعلم ان من يسيطر على البحار يسيطر على العالم ، فالصراع مستمر، ويبقى السؤال اين نحن من كل ذلك؟؟؟؟

 ان الشعوب العربيه لها الحق ان تعيش بكرامة وعزة وان تكون جزءا فاعلا ومؤثرا على الميدان الدولي وهي تملك كل المقومات الطبيعية والجغرافية والبشرية لذلك، واذا كان العرب قد وصلوا الى القاع في الدورة الطبيعية للحضارات والقوى الفاعله فاننا لا بد ان ننهض لتعود الدورة الطبيعية الى الصعود ونعود لدورنا الريادي في نشر الحضارة.