السبت، 19 سبتمبر 2020

تطبيع الامارات والخطر الاكبر

ما ان طبعت الامارات مع الكيان الصهيوني رسميا من خلال التوقيع معه في البيت الابيض حتى بدأنا نسمع عن مجموعة من المؤسسات الكبيره في الامارات نيتها في الاستثمار في فلسطين المحتله من بينها موانئ دبي وبنك ابوظبي الاسلامي والصندوق السيادي وغيره من المؤسسات العملاقه. ولنقاش هذا الامر بطريقة علميه ينبغي علي التزام الحياد في التحليل رغم اني من المناهضين لاي شكل من التطبيع مع العدو الصهيوني.

في البداية يجب وضع المعطيات امام القارىء ليعلم حجم الخطر الذي تقدم عليه الامارات المعروفه بسياساتها الاقتصادية الجريئة ولكن الامر هنا مختلف فهو يتعلق بمصير شعب عربي اضطهد لسنوات وهو تحت الاحتلال وان اية حركة تخل بالتوازن ستجلب المزيد من المصاعب لهذا الشعب، فما هي هذه المعطيات التي ستخل بالتوازن؟ 

1 - الاستثمار في الكيان ما هو الا تعزيز لقدرته الاقتصاديه ورفع ناتجه الاجمالي وتخفيض البطاله التي وصلت الان الى مليون عاطل وحتما سيتم الاسنثمار بالقطاعات التكنولوجيه التي سيطبقها الكيان على صناعاته العسكرية مطورا بسرعة كل ما يملك من سلاح. كما انه بالنتيجة سيحقق تفوقا على اقتصاد الامارات نفسها التي تملك ناتجا اجماليا يساوي الكيان الان. 

2 - تعزيز الاقتصاد سيدفع الكثير من مهاجريهم للعودة الى فلسطين المحتله وهذا بالضبط ما يصبو اليه الكيان فقد اضطر في وقت سابق الى استجلاب الكثير من الروس وبعضهم ليس يهوديا لخلق توازن ديمغرافي سكاني مع الفلسطينين. فرغم زيادة سكانهم الا انهم يدركون من خلال الهرم السكاني ان نمو عدد الفلسطينين يفوقهم وبالتالي خلال الخمس سنوات القادمه سيتخطى عدد الفلسطينين اعدادهم.

3 - الزياده في عدد السكان لديهم ستدفعهم بالضرورة الى زيادة الاستيطان والتوسع على حساب الاراضي الفلسطينيه ولهم مبرر وهو زيادة عدد السكان وضيق اراضيهم.

4 - وجود الاستثمار العربي سيشجع المستثمرين الخائفين في اوروبا وامريكا الى الشعور باستقرار الصراع مما يحعلهم يساهمون اكثر في ناتج الكيان الصهيوني

5 - تطوير موانىء الكيان بحرية كانت ام جوية سيجعلها الوجهة الاولى للاوربيين الذين في معظمهم يعارضون سياسات الاستيطان الصهيونيه ولكنهم عتدما يجدون انفسهم وقد انخرطوا في الاعمال داخل فلسطين المحتله سرعان ما سيتراجعون عندما تكون استثماراتهم غير قابلة للنمو

6 - فتح معابر برية وربما مشروع السكك الحديدية الذي تم الحديث عنه لنقل البضائع التي نزلت في موانىء الكيان لكي تكتمل صورة صفقة القرن ويصبح الكيان الرئة التجارية التي يتنفس منها الشرق الاوسط، خاصة وهو متوقع ان يفرض الاوروبيون شرط وصول البضائع الى موانىء الكيان 

 كل ما سبق وغيره اثره على الفلسطيني كارثي فالتوسع الصهيوني على الارض والتضييق الدولي بل والعربي كذلك سيجعله يفعل واحدا من اثنتين اما الجلوس على الطاوله والقبول بكل ما يضعه الصهيوني والدولي واما ان يقرر الكفاح المسلح حتى اخر نفس جاعلا الاستقرار في خبر كان وتصبح المواجهة يومية ومصيرية فتكون صراع وجود او فناء وهذا بالنتيجة يلغي ما يتم تداوله من انها اتفاقية سلام.