الأربعاء، 25 مايو 2022

25 أيار هو بداية النهاية

 يصادف اليوم ذكرى تحرير لبنان من العدو الصهيوني بتاريخ 25-5-2000 وهو يوم كما لن ينساه اللبنانيون ولن ينساه الصهاينة أيضا لان هذا اليوم يمثل صفعة مدوية للاحتلال ولكل من وقف معه وكل من سانده من الغرب ومن العرب المتصهينين حيث وصلوا الى النتيجة النهائية للمغامرة في الشرق الاوسط وللمشروع الاستعماري ككل،وهي ان كل ما تم التخطيط له قد أسقط وأن ما تبقى هو مسألة وقت بما فيه كيان العدو الصهيوني. وقبل ان نبدأ بالمقال يجب ان نستعرض ذلك التاريخ والذي اقتبسته من ويكيبيدبا:

بداية الاقتباس :"احتلت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ضمن سلسلة أمنية بعيدة المدى. وفي عام 1982 دخلت إسرائيل إلى بيروت ثم انسحبت وبقيت في الجنوب حتى عام 2000. لكنها اضطرت للانسحاب من معظم هذه الأراضي تحت ضغط هجمات المقاومة اللبنانية الناجحة. وبدأت المقاومة من قبل القوات الوطنية اللبنانية مثل الحزب الشيوعي وحركة أمل إلا أن نهايات الثمانينات أظهرت المقاومة الإسلامية المتمثلة بحزب الله وجود فاعل وقوي بعد قيامه بعمليات فعالة وموجعة ضد الجيش الإسرائيلي وقوات جيش لبنان الجنوبي.
بدأت عملية التحرير يوم 21 أيار/ مايو 2000 حيث أعلنت كتيبتان تابعتان لميليشيا جيش لحد العميل لإسرائيل في القطاع الأوسط استسلامهما. ثم قام الأهالي باجتياح بشري مدعوم من قبل ما يصطلح عليها بمجموعات المقاومة الإسلامية لتحرير القرى، ولم تمنعهم الاعتداءات والقصف التي قام بها الجيش الإسرائيلي.
بدأ التحرير من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة حيث دخل اللبنانيون عبر مسيرة ضمت حوالي مائتي شخص يتقدمها عضوا كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائبان عبد الله قصير ونزيه منصور، ودخلوا إليها للمرة الأولى منذ سنة 1978. في وقت كانت ميليشيا جيش لحد قد انسحبت من مواقعها المتاخمة للبلدة. وكان ذلك مدخلاً لعودة الأهالي إلى البلدات الأخرى كالطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت.
وفي 22 ايار/ مايو 2000 تم تحرير القرى التالية حولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين ورشاف ورب ثلاثين. وفي 23 ايار/ مايو 2000 تحررت بلدات بنت جبيل وعيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة. وفي هذا اليوم اقتحم الأهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الأسرى مع رحيل الاحتلال وعملائه. وفي 24 ايار 2000 تقدم الأهالي والمقاومون إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها،[4] اما في ليل 24 ايار 2000 فكان الاندحار لآخر جندي إسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي حيث اعلن 25 ايار 2000 عيدا للمقاومة والتحرير على لسان رئيس مجلس الوزراء الأسبق اللبناني الأسبق سليم الحص. وتخليداً لهذا العيد قام أحد المهندسين بدراسة مشروع المجمع الفكري الثقافي المقاوم في منطقة اللويزة الذي نفذ وأصبح اسمه معلم مليتا للسياحة الجهادية." نهاية الاقتباس

هذا التحرير جاء نتيجة تحضيرات لعمليات عسكرية ضد العدو الصهيوني ومن معه أعقبها مجموعة من الضربات المتلاحقة للعدو لم يستطع معها الاستمرار باحتلاله فقد شعر بالكلفة الكبيرة في الارواح والاموال مما اضطره للانسحاب بكل ذل وهزيمة. في ذلك اليوم كتبت تريسي ويلكنسون مراسلة لوس انجلوس تايمز للشؤون الخارجية " تحت جنح الظلام وغارات سلاح الطيران انسحب ارتال دبابات ومدرعات الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان وكان جيش لبنان الجنوبي(العميل) قد ترك مواقعه ودباباته واسلحته الثقيلة يوم الثلاثاء التي تناثرت على بقعة كبيرة تبلغ 9 أميال وقد هرب هذا الجيش والذي يقدر تعداده ب 5000 مع عوائلهم الى فلسطين المحتلة". عباراتان استوقفتاني في مقال الكاتبة، الاولى حين كتبت " عند شروق الشمس سمعت الراديو الاسرائيلي يقول : لقد أفقنا اليوم على فجر جديد وحقيقة جديدة" والثانية حين كتبت " لقد كانت الفرحة تغمر الجنود الاسرائيلين المغادرين رغم عدم الانتصار لقد كان الارتياح واضحا عليهم فقد خلعوا دروعهم وهنؤا وعانقوا بعضهم بعضا بل ان احدهم قد تمكن من هاتف محمول وسمعته يصرخ " أمي انا قادم الى المنزل" "

ما قاله راديو العدو هو ادراك للموقف ، فبعيدا عما قاله السياسيون الصهاينة ذلك اليوم الا ان كل واحد منهم أدرك حينها ما يحصل تماما       " انها بداية النهاية" للكيان المحتل فتحرير لبنان كان الفجر، والمقاومة هي الحقيقة الجديدة القادمة، انه فجر التحرير الكلي  الذي أشرقت شمسه على كل أرضنا المحتلة بعد طول ظلام ومع شروقها نشرت أجنحة المقاومة وهي الحقيقة الجديدة أجنحتها في كل مكان لتعيد الارض والكرامة والعزة. وما فرحة الجنود الصهاينة بالانسحاب الا بداية ايمانهم بعدم جدوى مقارعة المقاومة، فالنتيجة حتمية بهزيمتهم فهم لم يتمالكوا أنفسهم فرحا  بالخروج من المستنقع اللبناني أحياء وذلك يعتبر نصرا لهم.  

على كل العرب المتشوقين للتحرر من براثن العدو الصهيوني ان يحتفلوا اليوم بهذه الذكرى العطرة التي ستذكرنا دوما ان القدس باتت أقرب.