الاثنين، 11 مايو 2015

الحريات المنتهكة في الكويت

أحزنني جدا تصنيف شبكة مراسلين بلا حدود لحرية الصحافة في الكويت، فقد هبط مؤشر الدوله 14 مركزا لتبلغ المركز 91 على 180 دوله في العام 2014. ان الحريات التي ضمنها الدستور والتي تعد علامة فارقة للكويت في المنطقه ومن أهم مرتكزاتها أصبحت تتدحرج الى الاسفل بسرعة متناهية، فمن المسؤول عن هذا التدهور ؟ ومن المسؤول عن الحفاظ على مستوى الحريات بما يتناسب مع قوانين الجزاء؟ ومن سيعيد لنا ما كنا نتمتع به من حريات سلبت وفقدت؟ أسئلة عديده تهم المواطن الخائف على بلده ومستقبلها بل وعلى تقاليدها وأسسها، فكيف أخفقنا هكذا إخفاق؟ لنناقش حق الاعتصام وحرية الصحافه.

في الستينيات كان الكويتيون يخرجون في مسيرات مؤيدة أو مستنكرة لاحداث عربيه ومحليه ، كمسيرة تأييد الوحدة بين سوريا ومصر ومسيرة أخرى لاسقاط وزير التربيه أنذاك، فهذه المسيرات ليست دخيلة علينا ولكن نعم كانت ضمن حدود القانون والعرف الاجتماعي العام. لذا يجب أن نناقش أحداث مثل الاربعاء الاسود في نوفمبر 2011 عند اقتحام مجلس الامه كحدث فردي مخالف للقانون بمعزل عن ما يتيحه الدستور وقانون الجزاء لحرية التعبير والمسيرات او الاعتصامات السلمية كتلك التي حصلت عامي 2005 لمساواة المرأة والرجل و 2006 فيما بات يعرف بنبيها خمس وجاءت بنتائج ايجابية.  في عام 2012 ومع صدور مرسوم قانون الصوت الواحد وأنا من مؤيديه ، خرجت مجموعه أخلت بالقانون فتم التصدي لها من قبل الشرطة ، ثم أصدرت الداخليه قرارابمنع التجمع لاكثر من 20 شخصا وهذا يحدث حتى في الدول المتقدمه ديمقراطيا بأن تعتقل المخالفين بل وتفرض قانون منع التجول كما حدث في بالتيمور وفيرجسون في الولايات المتحده، ولكن ما أن يستتب الامن حتى تعود الحريه لمن يريد التظاهر بالطريقة التي يكفلها القانون. هذا ما يجب ان يحصل ، ولكننا شهدنا الشهر المنصرم حدثا غير مبرر عندما استخدمت الشرطة العنف في تفريق المعتصمين في ساحة الاراده بل لم تبالي باصدار بيان يشرح الاسباب التي دعت الى ذلك، ويبقى السؤال ، لماذا كانت ساحة الارادة مكانا مسموحا به للاعتصام والان العكس؟ ما هي معايير وزارة الداخليه؟ الحقيقة ان المواطن في هذا الموضوع فقد حقا كان له بامتياز.

هناك من لا يريد لحرية الصحافة ان تستمر فتهدد مصالحه، كما أن هناك من لا يريد أحد أن يقول له انك ترتكب الخطأ تلو الخطأ وتخرج في اعتصام في ساحة الارادة الذي كان مقبولا قبل فترة بل ويتم تشجيعه مقابل المسيرات. هناك سببان رئيسيان الفساد  وعدم المحاسبة، فالفساد يتم بالخفاء ولا نعلم عنه الا من شيئين فقط اولهما تحقيق صحفي والاخر محاكمه علنيه، ولما كان الثاني بالامكان السيطرة عليه كحفظ القضية أو رشوة هذا أو ذاك الا ان التحقيق الصحفي عند نشره يصل الى الاف من الناس فلا يسعهم التغطية عليه ويجعل الوضع معقدا للغاية لانك ان لم تتخذ موقفا صارما فقدت المصداقية يتبعها الكثير من الكلام بل واعتصامات واحتجاجات. اما عدم المحاسبة فتتطلب أولا السيطرة على مجلس الامه وهذا حاصل حتى أصبحنا لا نميز ما بين الوزير والنائب فكليهما يمتدح الحكومه ‘ وثانيا عن طريق الصحافه والاعلام مرة أخرى، فتقصير الحكومه والاهمال وهدر المال العام عندما يكون رهن المحاسبة فانت مضطر أن تجيب على هذه الاشئلة، وعندما لا تملك الحكومة القدرة على ذلك يكون لها اما اغلاق الصحف وقنوات التلفزيون التي تعنى بالمحاسبة أو شراء الصحيفه عن طريق مهادنة التجار الذين يملكونها وهي نجحت في ذلك أيضا.

ان انتهاك الحريات المتعاقب يعد جزءا من انتهاك الدستور وتسترا على الفساد وعدم المحاسبة ويضع الكويت في مراتب متأخرة في التصنيف العالمي للالتزام بالحريات مما يفقدها موقعها الاصيل في صيانة حرية التعبير والرأي كما ان الحكومه فقدت مصداقيتها فأصبحت كل ما تقوله في موضع شك عند المواطن، ........لنعود الى الزمن الجميل وتعود الاصالة الكويتية كما كانت.

الخميس، 7 مايو 2015

الوطنية المفقودة من الحكومة والمجلس

الوطنيه كلمة كبيرة ولها معاني عميقة في نفوس مواطنيها ويختلف تعريفها من مجموعة لآخرى ولكن مهما اختلفت التعريفات بين الافراد والفئات الا انها تتلاقى في نقاط لا بد من وجودها. وبعد أن حاولت البحث عن التعريف الامثل وصلت لهذا التعريف:
'الوطنيه عموما تعرف بأنها الحب والولاء للوطن ومبادئه ، والولاء لمصالح الدوله وتشير ايضا الى روح الوحدة بين مواطنيها.'
اكتفي بهذا القدر من التعريف بما أريد أن أتطرق أليه في هذا المقال وهي 3 نقاط مهمة ،
أولا الولاء لمبادىء الوطن بمعنى دستوره وكلمة ولاء تعني الطاعة والدفاع عنه؛ فالدفاع عن الدستور جزء اساسي من الوطنيه ولعلنا قبل أن ندافع عنه ينبغي لنا أن تقرأه ونفهمه ونقيس ما يتداول من تصاريح السياسين به حينها فقط نستطيع ان نحدد بدل ان يحدد لنا ما يريد السياسيين تأويله بما يناسبهم ويتفق مع آراءهم . والدفاع عن الدستور لا يكون بالكلمات الانشائيه ولكن بالممارسه الحقيقيه للوقوف سدا منيعا ضد من يحاول التقليل من أهميته وسلوك طرق مخالفه له.
ثانيا: الولاء لمصالح الدوله محلية كانت ام دوليه، فالدفاع عن مصالح الدولة قد تكون بمحاربة الفساد وعدم السماح بمساس مقدراتها والعمل على ما هو أفضل لها ولأبناءها ومستقبلها
ثالثا:روح الوحده بين مواطنيها ، فمن يدافع عن الوحدة الوطنيه وعن جميع الافراد بغض النظر عن اصولهم ولونهم ومذهبهم يكون قد أرسى قواعد اهم عمل وطني .
ان الوطنيه هي صيانة البنود الثلاثة مجتمعه وليس تطبيق احداها دون الاخرى وهي اعلى وسام وارفع شرف للمواطن عندما يتحلى بها وهي كما تنطبق على الافراد فانها تنطبق أيضا على التجمعات والكتل السياسيه وكذلك مجلس الامه والحكومه. فان تكاملت هذه الحلقات بوطنيتها من الفرد الى المجلس والحكومه ، يحظى الوطن بمستقبل باهر ويتخطى الازمات بسهولة بالغة فالجميع يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصيه الفئويه او القبليه.

 بعد هذه المقدمة والتعاريف المختلفه لمعنى الوطنية ، فهل لدينا حكومة وطنيه؟
لا بد من تطبيق التعريف السابق تماما كالرياضيات فعلم الرياضيات نابع من المنطق وعليه بالحساب والمنطق ودون ادخال للعواطف بالموضوع يجب الاجابة على هذه الاسئلة:
هل ترعى الحكومه مصالح الدولة المحلية والخارجية؟ إذا كان الشباب وهم عماد المستقبل هدف أي حكومة ترعى مصالح الدولة بدأ من التعليم الى وظائف العمل فهل نجحت حكومتنا؟ بالطبع لا ، فكل عمل يجب ان يكون ضمن خطة مدروسة اضمان المستقبل فإن كنت لا تملك خطة ولا اسلوب التنفيذ ومراقبة الاداء تكون قد فشلت تماما. فهل قامت الحكومه برعاية مصالح الدولة ماليا؟ بالطبع لا ، فالمناقصات التي ترسي على شخص او اثنين وتجاوز الميزانية التقدريه لكافة المشاريع يظهر بوضوح مدى الاهمال الحكومي وعدم رعاية مصالح الدوله. ودون الخوض في المزيد من مآسي الحكومه وأفعالها الغير مسؤوله نستيطيع وبقلب ثابت أن نقول أن حكومتنا غير وطنية .

هل يرعى مجلس الامه مصالح الدولة المحلية والخارجيه؟ في الوقت الذي تأكدنا فيه من وجود حكومة غير وطنية كان لا بد للمجلس أن يعمل بجهد مضاعف للحد من الاهمال والمحسوبيات عن طريق المراقبة ، ولكن للأسف الشديد ، فعند النظر الى الاستجوابات الصورية تراها لأسباب شخصية ولمصلحة بعض الاقطاب وعند نقاش خطة التنمية يصرح النواب انها انشائية وغير قابلة للتطبيق ولكن بالنتيجة يصوت المجلس بالاغلبيه ، وعندما يغلق رئيس المجلس الميكرفون عن بعض النواب مما أدى الى استقالات جماعية دون الالتفات الى أهمية ذلك وكأن شيئا لم يكن . لا يمكن الاستنتاج ان هذا المجلس يولي اهتماما لمستقبل حرية الكلمة وتطور الديمقراطيه بل تمرر المناقصات من أمام أنفه كما حدث بنقاش المطار لنعود الى نقطة البداية. ان هذا المجلس وبكل ثقة نستطيع أن نقول أنه مجلس الأمهغير وطني.

إنني هنا لست بمعرض توزيع صكوك الوطنية وإنما كما في الرياضيات والمنطق نأخذ القانون ونعوض عنه بالحقائق لنصل الى النتائج بإسلوب علمي بحت ولم ألجأ الى النقاط الباقية لعدم الاطالة ، وللأسف كانت النتائج سيئة.


الجمعة، 1 مايو 2015

غزة ونقاش مع يهودي

في الوقت الذي نسي العرب فيه فلسطين يعاني سكان غزة الامرين لمحاولة الحياة بأدنى أشكالها ، فالحصار البحري والجوي البري يدعهم في موقف صعب جدا ومن دون حتى تغطية اعلاميه. لقد أساء الربيع العربي اساءة بالغة للفلسطينين حين ذهب العرب لصرف ملايينهم على هذا الفريق او ذاك وبات العرب يقاتلون انفسهم في سورية والعراق وليبيا والان اليمن ، اربعة حروب استنفذت دون طائل موارد العرب وطاقاتهم وأنفسهم. وفي خضم  هذه الحروب نسيت مأساة الفلسطينين والتي ساهمت فيها حتى قياداتهم، فمن أجل التحرير والكلام  التعبوي الفارغ ، والتلاسن المؤسف بين الفصائل المختلفه، يقتل شاب هنا ولا يستطيع ان يسافر كهل هناك وتبقى المستشفيات بحاجة لمواد والاسمنت في نقص فتوقف البناء،وحتى اموال المساهمين لم تدخل الاراضي الفلسطينيه لتعمل اي شيء.

 هنا نشأت لدي الفكرة والتي كتبتها في مقال في مدونتي الانجليزيه بعنوان جسور الثقة بين العرب واسرائيل، وفيها باختصار ان فشل المفاوضات لعقود مضت يعود الى انعدام الثقة بين الفريقين وسقف المطالب العالي جدا ، فلماذا لا نبدأ من القاعدة أساسها اعادة الثقة  بتشكيل لجنة عربية اسرائيليه غير سياسية  وانما محترفة بامتياز تحوي على مهندسين واطباء ومحامين وغيرهم بحيث يكون هدفهم الرئيسي وضع الخطوات لاعادة اعمار غزة والمساهمة برفع المعاناة عن اهل غزة، وبتفصيل كامل عن شكل اللجنة وصلاحياتها، كما أني تطرقت أن هذه اللجنة والتي تحوي عددا متساوي بين الطرفين لا يجوز فيها مناقشة الامور السياسيه وانما التركيز على اعادة تشغيل ميناء غزة البحري للتمكن من ايصال كميات مناسبة للغرض ، وأن يقوم الجانب الاسرائيلي بتسهيل مهمة العابرين الفلسطينين للمرات وغيرها من التفاصيل. لاقى المقال نجاحا معقولا ليس بالسيء ولكن الاجابات لم ترضيني ، فذهبت للبحث عن من يناقشها ويفندها ان استطاع. وبالصدفه بدا الحوار مع صحفي أمريكي أسمه جوش ماركس يعمل في صحيفة امريكية اسمها " اسبوع يهود واشنطن " وابدى نوعا من الموافقة عن الفكرة ولكن تطرق الى موضوع كراهية العرب لليهود وتأثير قناة الجزيرة في اثارة الفتن والتي بالنتيجة لن تفضي الى اي تقدم بمساعي السلام. هنا شرحت له ان الجزيرة لا تمثل الرأي العام العربي مطلقا بل ان العرب يحملون الجزيرة مأساة الربيع العربي، وهنا بادرته بالسؤال لو قدر لك ان تتحدث للرأي العام العربي ماذا كنت ستقول؟ فأرسل لي كلمات قصيرة أنقلها حرفيا:

" ان الاسرائيليين يبحثون عن السلام أكثر من الجميع وبكل بساطة يريدون العيش بسلام مع جيرانهم، ان اليهود لا يكرهون العرب وانما يريدون ان يعيش الشرق الاوسط في ازدهار وسلام. نحن بحاجة لبناء جسور بين اليهود والعرب لنحيا بسلام وامان في العالم، وان اليهود القاطنين في العالمين العربي والاسلامي يستحقون بعض الحقوق كالعيش بسلام وأمان مع العالم ، فبالنهايه نحن بشر ."

هذه الكلمات تبحث عن سلام حقيقي ولو تم استغلالها لمصلحة الفرد الفلسطيني العادي الذي يقف بالساعات على المعابر اما ليسافر او ليعمل ، المواطن العادي الذي يبحث عن قوت يومه بصعوبة ودواء لوالديه ويسكن في مكان مؤقت لاصابة منزله بصاروخ وما شابه.
فإلى متى ننساهم ونكابر على جراحنا ، لقد حان الوقت بأن نبدي بعض التعاطف معهم والمساعدة. فالسلام هو الحل ولكن كيف ؟ قد تكون فكرتي هي البدايه ، فأرجو التفاعل معها من اجل الفرد الفلسطيني.
لمن يريد قراءة المقال بالانجليزية اليكم الرابط
http://nhnoaman1.blogspot.com/2015/04/the-arab-israeli-bridge-of-trust.html