الجمعة، 27 ديسمبر 2019

أصلحوا مؤسساتكم تصلح أموركم

التجنيس،القروض، الغلاء، الفساد هذه تشمل أحاديثنا اليومية والتي غالبا ما تنعكس كنقاشات في مجلس الامه، اما الميزانية والانفاق العام والصناديق فهي أحاديثنا الموسميه وعادة ماتكون  قبل موعد الحساب الختامي وقليلا بعده، ونغفل في أحديثنا عن اقتصادنا المستدام او شبه المستدام وناتجنا المحلي الاجمالي، فهذه الامور تحدثك كيف سيكون وضعنا الاقتصادي هذا العام والاعوام التي تليها، ولكن من المؤسف ان قليلا ما يتم تداولها في الشارع فبالتالي نادرا ما تسمعها في المجلس. اما الحكومة فلا تتحدث عنها مطلقا، فبدل ان تتحدث الحكومه عن انجازاتها وما انفقت كنسبه من الناتج المحلي على التعليم مثلا او الصحة تراها صامته وكأنها تريد اخفاء الامر عنا متناسية ان المستثمر الدولي يريد سماع كل هذه الارقام قبل الشروع باستثماراته، وهذه نبذه صغيرة وهناك الكثير الكثير مما لا تتحدث عنه الحكومه لانها تعتقد ان الحديث بهذه الارقام سيولد وعيا عند المواطن يسعه عندها ان يقارن نفسه بالدول الاخرى التي تعلن عن انجازاتها من خلال انفاقها على الخدمات كنسبة من الناتج الاجمالي وليس من الميزانية.
فأين الخلل؟ ومن أين نبدأ؟   
الخلل يقع في المؤسسات الحكومية التي من واجبها متابعة أوضاع الاقتصاد وبالتالي الدفع بقوة لاستنهاض الحكومة للقيام بدورها بسن مشاريع قوانين تقدم للمجلس ليتم المصادقة عليها ، فهل حكومتنا تقوم بذلك؟ وان قامت هل سيقابلها مجلس الامة بذات الحماس دون ان يأخذ شيئا بالمقابل؟ اذن هو خلل مؤسساتي بامتياز. ولكي أوضح الصورة للقارىء يجب اولا ان نعرف  بماذا نقصد بالمؤسسات؟ وهل الاقتصاد والسياسه متلازمان؟
المؤسسات التي يعنى بها الاقتصاد هي:
1 - الحكومة الصادقة التي لا ينخرها الفساد ولها مؤشرات أداء تبين حقيقة الاوضاع الخدميه، فمن خلال مراقبتها تتحرك لتصحح الامر الذي قد يتطلب تشريعا، تغييرا او محاسبة
2 - نظام قضائي موثوق وعادل يحمي المستثمر وأصوله بعيدا عن الضغوط السياسيه ودون تأخير
3 - الاستقرار السياسي والامني وثباته وذلك لا يأتي بإقصاء أحد بل على العكس يجب ان تعمل السياسه لاهداف معينة من خلال مشاركة الجميع والاستفادة من كل الكفاءات. 
4 - أسواق مفتوحه وتنافسيه ونظام تجاري دقيق لا يحابي احدا ويعتمد على تكافؤ الفرص للجميع ومسخرا كل الامكانات لتسهيل عمل المستثمر وهو ايضا يقوم بمراجعة القوانين دوريا لدراسة جدواها والعمل على سن مشاريع بقانون تخدم الغرض.
5 - يجب ان يسود في كل ما ذكرت روح التعاون والثقة والامانه.

اذن هي حلقات مترابطة ,ولتقريب المفهوم اعطي هذا المثال: ترتيب الكويت في مؤشر ممارسة الاعمال الدولي يقع ترتيبها 83 بين 190 دوله بسببين الاول حل مشاكل الافلاس والتسديد في وقته ويعود ذلك الى القضاء وتأخيره في الحسم وترتينا في هذا المجال 115 وكذلك التجارة عبر الحدود جاء ترتيبنا 162 بسبب الاجراءات الجمركية المعقدة مما يعني ان مؤسستين وهما القضاء والتجاره بحاجة الى مراجعه وتشريعات تسهل معاملات المستثمر وترفع ترتيب الكويت لتستعيد ثقة المستثمر، وذلك يعني بالضروره أننا في السياسه والتشريعات كل هدفنا الحفاظ على الحقوق والممتلكات وخلق بيئة جيده للاقتصاد، فالسياسه يجب ان تعمل لخدمة الاقتصاد ورفاه المواطن.

لذا فنحن نريد من اصحاب الكفاءات ليصلوا الى المجلس ويكون لهم ثقل بالضغط على الحكومه لمناقشة وجود المؤسسات اولا وثانيا بمراقبة أداءها وكل ما سبق من جهود ستظهر في ارتفاع الناتج المحلي الاجالي للكويت التي تعتبر مرآة للتشريعات الصحيحة وتصاعد فرص العمل ورفع حصة الفرد من الناتج الاجمالي مما سيصاحبه من ارتفاع في الانتاج وذلك لان المنتج بدأ ياخذ ما يستحق.

فيا حكومتنا ومجلسنا الموقرين ركزوا على اصلاح مؤسسات الدوله اولا ولا تضيعوا الوقت في نقاشات تبحث عن اصلاحات مبعثرة هنا وهناك ولا تتركوا الفرصة لجركم الى احداث جانبية لا تحدث فرقا في راحة المواطن ورفاهه والاحتياط للمستفبل وتذكروا ان النظام هو من يسير الاشخاص وليس العكس، فليأتي من يأتي من خلال الانتخابات او التعيين ولكن النظام سيحكمه وليس هو من يغير النظام كما يريد ويشتهي وهو الجزء الاساس في الاستقرار السياسي.

الجمعة، 20 ديسمبر 2019

الحراك الشعبي بين العنف والسلميه

يؤلمنا ما نراه يحصل في العراق ولبنان من عنف في الحراك الشعبي ، هذا الحراك الذي تراه تارة سلميا يرفع فيها شعارات الغلاء وسوء المعيشه ومكافحة الفساد وتارة أخرى يصبح شعاره اسقاط الحكومه وخلق الفوضى والمواجهة مع القوات والاجهزة الامنيه. قد يبدو لنا لوهلة ان هناك حراكين منفصلين ، الاول يبحث عن معيشته والثاني يبحث عن العنف والتخريب واسقاط الحكومه، فكيف يحصل هذا التناقض في منتصف الطريق ؟ الاهداف التي يسعى لها كل طرف لا تعنيني في هذا المقال الذي يبحث بصورة علمية عن نجاح او فشل أي حراك نسبة الى النهج الذي يتبناه كان عنيفا ام سلميا، وكيف أنه لو قدر للحراكين اللبناني والعراقي ان يستمرا سلميين لانتصرا في النهاية. 
هذه دراسة للدكتورة أريكا شينويذ أستاذة الدراسات الدولية في جامعة دنفر الامريكيه تقول في كتابها " لماذا المقاومة المدنية فعاله؟" حيث تعرف المقاومة المدنية بأنها"نوع من الصراع ما بين المدنيين والسلطة تتم دون رفع السلاح ودون جلب أية أذى للمقابل وهي طريقة اكثر فاعلية من المواجهات العنيفة". هذه الدراسه تستكشف تاريخ المواجهات ما بين المدنيين والسلطه في السنوات ما بين 1900 و 2006 حيث خرجت بهذه الحقائق المذهلة:
1 - المواجهات السلمية حققت نجاحا بلغ 53% في حين ان المواجهات العنيفة لم تحرز الا 26% من النجاح.
2 - الانظمة القمعية قد تعطي المواجهات السلمية ما مقدارة 12 ضعفا من تلبية المطالب قياسا بالمواجهات التي تعتمد العنف
3 - إنحياز الاجهزة الامنيه للحراك السلمي 3 أضعاف انحيازها للحراك العنيف.
4 - الحراك السلمي يكون 4 اضعاف حجم الحراك العنيف لتواجد صغار وكبار السن فيه.
5 - الحراك السلمي قد يلقى دعما من بعض المؤسسات مما يحرج النظام السياسي ويبدأ تفهمه للمطالب.

ونقاط أخرى كلها تصب في خانة نجاح فرص التحرك السلمي قياسا بالمواجهات العنيفه ، وتسلط الدراسة على أهمية النفس الطويل، الصادق والقيادة لاي تحرك وكيف ان الالتزام بالسلمية رغم تدخل الاجهزة الامنيه سيؤتي ثماره في النهايه.  ولا دروس أفضل من الحراكات التي قادها غاندي ومارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا اللذين نجحوا نجاحا باهرا نتيجة التزامهم بالسلمية في حراكهم والمثال الذي يحتذى هنا هو مسيرة الملح الهندية التي قادها غاندي تلك المسيرة التي سارت 241 ميلا احتجاجا على رفع السلطات البريطانية المستعمرة لثمن الملح ، فرغم القاء القبض على 60 ألف من المتظاهرين السلميين الا ان المسيرة كانت تزداد في العدد كل يوم مما اجبر المستعمر البريطاني للرضوخ في النهاية لمطالب المسيرة. هذه الامثلة تعلمنا التالي:
1 - التمسك بسلمية الحراك أضاف شرعية محلية ودولية لها وشجع أخرين للانضمام اليها مما زاد الضغط على الحكومات التي باتت تفكر جديا بالعواقب الاقتصادية والامنية
2 - في المواجهات العنيفة يكون تبرير الاجهزة الامنية لاستخدام العنف المضاد يسيرا اما في الحراك السلمي يكون استخدام الاجهزة للعنف مستهجنا.
3 - الحراك السلمي يبقي على باب المفاوضات مفتوحا كما حصل في الامثلة التي ذكرت فتكون فرصة نجاحها مرتفعة.

بعد هذا العرض الوجيز لهذه الدراسة يتضح لنا سبب تعثر الحراكين اللبناني والعراقي اللذان اعتمدا في نهاية الامر على العنف والتخريب وقطع الشوارع، فتصدى حراك على حراك وتدخلت أهداف سياسية وقوى اعتمدت الفوضى والتخريب فالكل اصبح قائدا وتصرف كما يريد اوكما يراد منه، لتتدخل قوى الامن مستخدمة السلاح مما أسقط الكثيرين بين جريح وقتيل دون تغيير يذكر ولا اصلاحات فاعله فضاعت المطالب المعيشية بين قنابل الغاز والرصاص الحي. وفي المقابل يظهر الحراك السوداني والجزائري كقصة نجاح رغم العنف الذي استخدم في الحالة السودانيه الا ان سلمية الحراك أجبرت انحياز القوات الامنيه لها وكان ذلك سببا رئيسيا لنجاحها ناهيك عن رفض الحراك للتدخل الخارجي مما اكسبها شرعية محلية ودولية. 


السبت، 14 ديسمبر 2019

أركان مكافحة الفساد المفقودة !!!

تسعى الدول جاهدة لتحسين ترتيبها العالمي في مؤشر الفساد، فتطور مؤسساتها وتعزل من تراهم عقبة في التقدم وتعمل على تفعيل دور الرقابة والتشريع لما يخدم الغرض، ونحن ايضا بدورنا في الكويت نراقب هذا المؤشر الذي يظهر ترتيبنا وهو في نزول دائم دون ان نعلم كبف يتم حسابه ؟ وما هي الاركان التي تعتمد عليها المؤسسات المخوله بالبحث في وضع كل دوله؟ولما نحن في تراجع دائم؟ لذا هذا المقال معني بالتوضيح والاجابه على هذه التساؤلات.

 منذ العام 1995 والشفافية الدولية تقوم بإصدارتقرير سنوي لمؤشر دولي لملاحظة الفساد يرمز له اختصارًا CPI
            corruption perception index تقوم بترتيب الدول حول العالم حسب درجة مدى ملاحظة وجود الفساد في الموظفين والسياسيين في القطاع العام، وعلى القارىء الكريم ملاحظة اني استخدمت كلمة "ملاحظه" ولم استخدم كلمة "مدركات" وهي الترجمة الخاطئة المعتمده، فرغم ان معنى perception في بعض الاحيان يكوم ادراكا ولكن في احيان اخرى يكون معناها ملاحظه، فأنت لا يمكنك ادراك الفساد لانه يتم في الخفاء ومن تحت الطاوله كما يقال وانما ملاحظته بواسطة أدوات عدة سنأتي على ذكرها، فتكون الترجمة الصحية "مؤشر ملاحظة الفساد."
 تقوم 13 منظمة مختارة بتقييم الدول بناء المخطط التالي



كما هو واضح من الصورة ان الاركان الاساسيه لنظام مكافحة الفساد وهو منقول عن اسس تقييم المنظمه، هي الشرطه،الاعلام،التشريع،المجتمع المدني وأخيرا القضاء.
يكون التقييم فرديا في الاساس بمعنى تقييم جهود (البرلمان) مجلس الامه في التشريع لقوانين مكافحة الفساد، والقضاء بتقييم جهوده من خلال حساب مجموع الاحكام الصادرة بحق المفسدين ، ثم جهود الشرطه في الضبط والاحضار دون قيود وبحربة كاملة ، ثم الاعلام بفضح المفسدين، توعية الناس وأخيرا حثهم على المساهمة في الابلاغ، وهنا نقصد الاعلام الرسمي الحكومي وليس وسائل التواصل الاجتماعي وأخيرا جهود المجتمع المدني في المساهمة بالتوعية والابلاغ .

بعد تقييم العناصر الخمسة الرئيسية منفردة، يتم تقييم الجهود الجماعية لهذه الاركان الخمسه، وللتوضيح سأستعمل هذا المثال: فلو قدم المجتمع المدني(العنصر الاول) مجموعة من التجاوزات لمتنفذين في الحكومه حين استغلوا مناصبهم لتعيينات القصد منها المنفعة الشخصية الى مجلس الامه(العنصر الثاني) الذي قام بدوره باصدار تشريع سريع يقضي بالقاء القبض على من يثبت عليه استخدام نفوذه بآلية دقيقة ومحكمة تضاف لقانون الجزاء ويتم الايعاز للقضاة(العنصر الثالث) باستخدام أشد العقوبة في التطبيق حيث يمتثل لطلبهم القضاة وبدعم منهم تقوم الشرطة(العنصر الرابع) بدورها بغض النظر عن منصب الشخص الفاسد او نفوذه الاجتماعي،وأخيرا يقوم الاعلام الرسمي(العنصر الخامس) بنقل الخبر واستغلاله بتوعية المواطن ودوره الاصيل في مكافحة الفساد، وبهذا تكون الدورة مكتملة بتظافر جهود كل أركان مكافحة الفساد.  

بعد كل هذا التقييم وهو من 100 نقطة يتم ادخال البيانات في الكمبيوتر للمقارنة مع الدول الاخرى،
 فيا ترى ماذا لاحظ الشخص الذي قيم الكويت ليعطيها 40 نقطة من 100 وليكون ترتيبها 85 من اصل 180 دوله ؟

سيلاحظ التالي:
1 - عدم وجود لجنة مكافحة الفساد في مجلس الامه فلجنة حماية المال العام تعنى بمفهوم واحد فقط من مفاهيم مكافحة الفساد المتعددة
2 - مجلس الامه لم بقم بدورة بملء الفراغ في قانون الجزاء الكويتي الذي لم يغطي جميع الحالات المذكورة في الاتفاقية الامميه التي صادقت عليها الكويت عام 2012 وقد يعود هذا لعدم وجود لجنة مختصة في المجلس كما ذكرت انفا. 
3 - ضعف الرابط ما بين المجتمع المدني ، مجلس الامه والقضاء، فالمجلس لا يقف دوره عند التشريع وانما جزء من واجبه متابعة تنفيذ الاحكام كما تم نصها دون تقصير.
4 - الاعلام الحكومي الرسمي الصامت عن التوعيه ونقل الخير وفضح المفسدين.
5 - عدد الاحكام التي نفذها القضاء على المفسدين ونوعية الاحكام من ناحية الشده بمعنى اسقاط اعلى حكم على اية مادة جزائية
6 - عدد البيانات التي اصدرتها الداخلية بحق المفسدين والتي تم القاء القبض عليهم
7 - عدم وجود دور للمجتمع المدني ونقاباته  لاستقبال البلاغات وذلك لتقييد دورهم بالتشريعات 

ونقاط اخرى متعدده كلها تساهم في هبوط ترتيب الكويت عام بعد آخر، ولن يحصل أي تغيير الا اذا بدأ المواطن فعليا بالتفكير بوطنه فاختار ممثليه بعناية دون "أمعية" طائفية ، قبليه او فئوية ، وممن سيقف في المجلس ليشرع ويراقب "فعليا" كما هو مطلوب منه ، ليجبر الحكومه ان تاخذ مكافحة الفساد على محمل الجد وان يقوم النائب الذي في رأيي المتواضع هو حجر الاساس في المكافحة ، بالمطالبة مع زملاءه بوضح حد لتفشي هذه الظاهرة السيئة وان يحرصوا على متابعة الاحكام وألا يكفوا حنى يوضع المفسد خلف القضبان.

اننا نرى عهدا حديدا ونشهد تغييرات جديه ربما ليست كافبة ولكنها في الاتجاه الصحيح فلنأمل ان تعود الكويت الى مصاف الدول المتقدمه في مكافحة الفساد  


السبت، 7 ديسمبر 2019

النفط والضريبة ..ومسؤلية الحكومه!!

طالعتنا صحف الخميس بخبرين صغيري الحجم في الصفحات الاقتصاديه ولكن أثرهما كبير على الاقتصاد المحلي. أولهما تصريح وزير النفط بإلتزام الكويت في تخفيض الانتاج النفطي نتيجة لاتفاق أوبك بسبب الخوف من الاغراق النفطي للاسواق في يناير المقبل ونزول الاسعار نتيجة ضعف الاقتصاد العالمي. ورغم معارضة الروس له بحجة موسم الشتاء الذي يرتفع فيه الاستهلاك الروسي ، وهو أمر معروف مسبقا الا ان الروس وافقوا امس الجمعه على المشاركه بعد الاتفاق ان النفط المصاحب للانتاج الغازي لا يحتسب من التخفيض.
 المحللون من جانبهم شككوا بامكانية اوبك تقليص حجم الاغراق بالنفط خاصة اذا علمنا ان الامريكان يرتفع انتاجهم شهرا عن شهر ليبلغ 12.5 مليون برميل يومي مما يؤثر ايجابا على المخزون الامريكي وبالتالي سلبا على الاسعار، ناهيك عن رفض ايران تخفيض الانتاج مما سيعني ان دول الخليج ستتحمل العبء الاكبر في التخفيض المنتظر في يناير. 
اذا صح تحليل الخبراء النفطيين انه رغم التخفيض في الانتاج وهو الثاني من شهر سبتمبر فان الميزانيه والمتبقي منها 3 أشهر ستشهدا عجزا كبيرا ، فما يجري هو مقامرة فإن ارتفعت الاسعار وكان ارتفاعها هامشيا لا يتناسب مع تخفيض الانتاج نكون قد خسرنا واذا راوحت الاسعار مكانها نكون قد خسرنا ايضا ولكن ربما تكون السعوديه هي المستفيد الاوحد نتيجة ارتفاع تقييم شركة ارامكومن 1.7 الى ما يطمحون اليه وهو 2 تريليون دولار وقد يكون هذا أحد أسباب تخفيض الانتاج.
وللتأكيد على على حجم الشك فان اوبك قد قررت الاجتماع في مارس المقبل لبحث التغييرات وهي فترة قصيرة لمشاهدة تغييرات جذرية . ورغم الاتفاق فان الاسعار اليوم السبت شهدت ارتفاعا طفيفا قدره 0.3% وهو ما نخشاه. 

الخبر الثاني هو تصريح مسؤول الخدمات الاستشاريه الضريبيه في الشرق الاوسط الشريك في أرنست أند يونغ "ان الكويت لديها خطط طموحه لتطوير نظامها الضريبي وأنها بدأت تتخذ خطوات سريعه نحو التحول الرقمي وللوزارة العديد من المشاريع التي تدعم هذا الجانب على الشركات المعنيه "، ويضيف في نهاية تصريحه "ان عملية الرقمنه ستغطي جميع المهام في قطاع الضريبه بدءا من تسجيل الخاضعين للقانون سواء كيانات او أفراد وصولا الى عمليات المتابعه وتحليل المخاطر." 

الواضح من التصريح ان الشركة الشهيره ارنست اند يونغ لديها من المعلومات ما يجعلها تصرح بل انها تفوقت على وزارة الماليه التي لم أجد في موقعها الرسمي الى ما بشير الى هذا التحول الرقمي والسريع نحو الرقمنه الضريبيه، كما أنه من الواضح ان الشركة في شراكة مع الوزارة بخصوص النظام الضريبي.


كلنا نعلم أهمية الضريبة في القادم من الايام في ظل تخبط سعري لاسواق النفط وانها جزء اساسي من تنويع مصادر الدخل خاصة وان مساهمة القطاع الغير نفطي محدود في ظل فشل الحكومات السابقة في تنمية الاعمال الحره الصغيرة والمتوسطه وكبح التضخم وزيادة الاسعار مما ساهم في فشل ذريع في توسيع القاعدة الاقتصادية والتخطيط الاقتصادي الصحيح فأستمرينا في الاعتماد على النفط ككل. المهم هو أننا نعلم ان الضريبة قادمة سواء على الافراد او الكيانات كما التصريح ولكن يجب ان تعلم الحكومة:
1 - انه من غير المقبول زيادة الاسعارمقابل فرض الضرائب على الشركات وان تقصير الحكومه في السنوات الماضية لن يخرج من جيب المواطن وان عليها حساب التضخم بشكل دقيق ومحاسبة المقصرين بقوة
2- مساهمة الافراد في الضريبة يعني ان على الحكومة ان تقدم خدمات أفضل تتناسب مع ما يدفعه الفرد او الشركة
3 - بما ان الفرد اصيح شريكا في الايراد فهو معني بمعرفة الى اين تذهب الاموال التي تدفع فعلى الحكومة ان تظهر حسابات دقيقه وشفافه لماهية المصروفات لانها في النهاية هي اموال دافعي الضرائب 
وغيرها من النقاط المهمة التي تتجاوز هذا المقال لان الحكومة ان لم تعمل على هذا النحو فهوليس سرقة للمال العام وانما سرقة لاموال دافعي الضرائب.