الخميس، 30 أكتوبر 2014

الحكومه والغانم والصفقة

العلاقة الغير طبيعية بين الحكومة والمجلس هي حالة فريده في تاريخ مجالس الكويت بل وفي العالم ، فالحكومة تلمع رئيس المجلس والعكس صحيح حتى بتنا لا نرى بارقة معارضة تقوم وتصحح المسار الحكومي كجزء من الديمقراطية السليمه ، حتى جاء
 خطاب مرزوق الغانم في افتتاح دور الانعقاد الجديد الغير موفق مطلقا فعدا ما تكلم به بغير حصافة عن صراع الاسرة امام صاحب السمو وخاض في أمر حذر منه النائب العام قال "ان المجلس تصدى للمشكلة الاسكانية بكل أبعادها فسوف يتم توزيع 12 عشر ألف وحدة بدل 4 الاف"!!! المجلس تصدى للمشكلة لوحده؟؟ وبكل أبعادها ، فقام بتخطيط وانجاز الوحدات السكنية !! وماذا عن فريق الهيئة العامة للاسكان ووزيرها ياسر أبل حينذاك؟ امام صمت حكومي لا يفسر الا بتقديم الفضل له لتلمعه زيادة على ذلك، وأضاف  " ان المشكله الاسكانية ليست مشكلة اراض وأموال انما مشكلة بنية تحتيه وجيولوجية وهندسية"!!! لما يخوض مرزوق في أمور تخص الوزارة ومن صميم اهتمامها ، وبعض اعضاء الحكومه يهزون برؤوسهم طربا وإعجابا لسماع كلامه!!!
فلماذا تريد الحكومه ان يظهر مرزوق بهذا الوجه المشرق ؟؟؟
منذ ان استلم الغانم الرئاسة في مجلس 2013 والسخط الشعبي على هذه الحكومه يزداد يوما بعد يوم، ولم تكن الحكومة قادرة على الرد فبدأت بالضغط على المجلس ، وكان هذا دور مرزوق الغانم أن يقبل الضغط الحكومي نتيجة فشل الحكومه في التنمية فشلا ذريعا ألحقته ببرنامج عمل أفشل فكانت في موقف لا تحسد عليه، وتلقى الغانم هذا الضغط بتحويله الى الاعضاء ، الا ان هناك خمسة  أعضاء لم يقبلواهذا الاسلوب ولم يهادنوا الغانم بل على العكس كانوا في مواجهة مستمرة معه ، ولم يكن للغانم أداة الا واستخدمها ضد النواب الخمسه ، الى ان طفح بهم الكيل وقدموا استقالاتهم تعبيرا عن احتجاجهم لاسلوب الغانم من جهة ومن جهة أخرى الا يكونوا في وسط قرارات خطيرة تمرر كما تشاء الحكومة ويكون لها عواقب وخيمة.

فتنفس الغانم والحكومة الصعداء باستقالة النواب الخمسه ، جرى بعدها انتخابات وجاءت اجازة الصيف. وقبل بدء الفصل التشريعي الاخير بدأ الغانم يجتمع بالاعضاء في مزارع مختلفة واضعا مزيدا من الضغوط عليهم بأن يتفقوا على اللجان كي يفوز من يفوز بالتزكية وقد نجح نوعا ما ، الا اللهم منصب المراقب اللذي كان عليه التصويت وكاد ان يصاب بنوبة قلبية عندما رفع النائب كامل العوضي يده مرشحا نفسه كامين السر مع عادل الخرافي الا ان النائب كامل العوضي كان يمازحه ولكن ردة فعله كانت واضحة المعالم وهي تؤكد القبول من الجميع على التزكية لهذا المنصب الهام مسبقا في احدى المزارع.
ولكن ما زال السؤال قائما لماذا تريد الحكومة تلميع صورة الغانم وابرازه بهذا الشكل؟
الحكومة لديها ملفات ساخنة جدا وهي

  • الاتفاقية الامنية
  • خطة التنمية
  • تنويع مصادر الدخل
  • البديل الاستراتيجي
  • تعديلات قانون السوق المالي
  • تعديلات قانون مكافحة الفساد   
كل هذه الملفات تريد الحكومة تمريرها في دور الانعقاد هذا ، ولا  تريد التأخير كأن يستجوب النواب او يطرحوا أسئلة كثيرة  ولكي  يحسب لها انجاز ما،  فالوقت قصير وسعر النفط في انخفاض والدولار في ارتفاع . فالمطلوب من رئيس المجلس تمرير ما يمكن تمريره دون مناقشة وستثبت لنا الايام القادمة ذلك.

وأخيرا من يقول مالنا ومال الغانم يكون مخطئا فهو يلعب دورا خطيرا تمهد له الحكومه وتقدم كل التسهيلات الممكنه حتى وان خاض في امور محظورة وحتى وان تكلم عن صراع الاسرة وحتى وان كانت على حساب النائب والمواطن،،، فهو حتما سيجني شيئا ما من الضغط على النواب وتمرير ما تريده الحكومه، ولكن ما عسى ان تكون هذه الصفقه؟ أخشى ما أخشاه أن تكون هذه الصفقة لها علاقة بالموضوع الذي لا يجب الخوض به!!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق