الاثنين، 3 أغسطس 2015

كيف سننافس الولايات المتحده ؟؟؟

بهذا الخبر طالعتنا جريدة الجريده ورغم صغرة الا انه يدفعنا الى المجهول فعلا ويجب ان نفهم ما المقصود منه. فمنذ 40 عاما ونيف وبالتجديد أثناء حرب 1973 ضد العدو الصهيوني أغلق العرب حنفية البترول عن العالم ، حينها أصدرالكونجرس الامريكي  أمرا  بعدم تصدير النفط  على ان يحول ما تنتجه أمريكا الى تكرير ومخزون، وعلى أن يسمح بتصدير مشتقات النفط كالبنزين والديزل وغيرها. ولكن الان تغيرت الاوضاع ، فأصبحت امريكا تنتج 9.5 مليون برميل من النفط الخام في اليوم ، وبعد ان اصدرت أوبك قراراها الغير حكيم العام الماضي بوضع أسعار النفط بيد السوق للضغط على النفط الصخري من جهة وايران من جهة أخرى علما ان الامريكان خفظوا تكاليف الانتاج بواسطة التكنلوجيا الحديثه من 55 دولار الى مابين 20 و25 دولارللبرميل وعادت ايران بزيادة الانتاج بعد رفع العقوبات ، فأصبحت امريكا أيضا هي من يتحكم بسعر النفط. هذه الامور مجتمعه تمكن امريكا من التصدير والتحكم بالاسعار خاصة مع معرفتنا ان كل تعاملات النفط تتم بالدولار فتكون أمريكا هي الرابح الاكبر فهي ليست بحاجة الى تغيير العمله للسوق المحلي.
وعودة للخبر، فان موافقة لجنة الطاقة في مجلس الشيوخ هو البدايه للاقرار ، لان النظام الامريكي البرلماني لديه مجلسين فبعد ان يقر مجلس الشيوخ ككل هذا الطرح يحول الى مجلس النواب لاخذ موافقته أيضا ثم يحول الى الرئيس اوباما للمصادقة عليه وله أي الرئيس أوباما الحق لاستعمال الفيتو ان اراد لايقافه ولكن حسب النظام يعود المقترح الى الكونجرس واذا حصل على الثلثين يطبق رغم أنف الرئيس. ولأن الاغلبيه في الكونجرس من الجمهوريين فالموافقة عليه شبه مؤكده.
فلو اقررنا ان هذا القانون سيطبق عام 2015 ما هي نتائجه؟
ما تريده الولايات المتحده هو تخفيض كمية مخزوناتها الهائله والتي بدأت في التزايد منذ 2009 بسبب النفط الصخري وذلك لان تزايد المخزون يؤثر عكسا مع اسعار النفط فكلما ازدادت كمية المخزون والتي تعلن امريكا ذلك اسبوعيا انخفض سعر النفط، نعم هناك تأثيرات أخرى كنمو الاقتصاد العالمي والحروب في مناطق النفط والعرض والطلب ، ولكن ما يسيطر عليه السوق الامريكي هو كمية المخزون النفطي، فتصدير أمريكا للنفط سيخفف كثيرا من المخزون النفطي مما سيدفع الاسعار الى الاعلى ، ومتى ما تم ذلك فان منصات انتاج النفط التي أقفلت ستعود للحياة مرة أخرى بسبب تصاعد أسعار النفط ويصبح الانتاج مجديا، وعدد هذه المنصات المقفله تجاوز ال 600 حتى الان ، ومن المتوقع متى ما حصل ذلك أن يصل انتاج النفط الامريكي الى 11 مليون برميل يومي فتتربع أمريكا على منصة اكبر منتج للنفط الخام.

وهنا يبرز السؤال، ولكن السوق العالمي متخم بالنفط وحجم غرقه هو 2 مليون برميل يومي ، فالنفط الامريكي المصدر والايراني ايضا سيزيدون غرق السوق العالمي ؟ هذا صحيح ، وستزداد المنافسة بين الدول المصدرة للنفط ، وهنا يبرز تعنت اوبك الغير مبرر فانه ورغم مكابرتها وتحمل دولها للخسائر الكبيره وهي تعتمد على النفط تقريبا بشكل كامل ، فانها ستضطر للجلوس مع امريكا وروسيا والمكسيك للتفاوض ، والا ستغرق دول اوبك في نفطها ، فبمجرد العلم ان انتاج امريكا وروسيا للنفط يتم بواسطة شركات وليس الدوله وهذه الشركات لها دور في العالم ككل سيعطيها الافضليه لقيام تلك الدول التي تتعامل معها بتوقيع اتفاقيات مشتركه.
فلذا أعتقد ان منظمة جديده ستبرز ويكون أعضاءها جميع الدول المصدرة للنفط وتكون فيها الحصص موزعه على اساس الانتاج وحجم الدوله ، مما سيجعل امريكا أيضا صاحبة نصيب الاسد ، فانتاجنا لا يزيد عن 23% من الانتاج الامريكي.

فنحن مقبلون على تغيير شامل لهذه اللعبه ويتطلب منا الحكمة في التعامل معها ، وان لا نماطل بزيادة الانتاج وبناء المصافي أكثر مما ماطلنا، وان ندع شراء الود السياسي جانبا وعلى هذه الحكومه ان تفكر في الوطن ولو لمرة واحده بدل ارضاء التجار!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق