الجمعة، 7 أغسطس 2015

خطوات التخطيط المفقوده ... حلقه 1

لعل الحديث عن استراتيجية الحكومه عميق ومتشعب خاصة ان لكل جانب طريقة معينه كانت في التعليم او الصحه او غيرها، ولكن بغض النظر عن تكوينها الا اننا فشلنا في خطة 2010-2014 باعتراف سمو رئيس الوزراء في تطبيقها او كانت عالية السقف على امكانياتنا او الاثنين معا، رغم ان سموه تراجع في افتاحية خطة 2015-2020 حين قال انها اكتملت، وهذا لا يهم فالحقيقه ان حتى الوزيرة المعنيه اعترفت بفشلها حين قالت ان بعض المسؤولين لا يعرفون محتواها وذهبت الى اليابان طلبا للنجده ولكن ذلك ايضا لم ينفع لسبب بسيط وهو ان الخطة الجديده لا تحمل اي جديد ومشابهة الى حد ما للخطة التي فشلت بل انها استقت الكثير منها. فما العمل؟ وما هي الخطة الاستراتيجيه؟
الخطة الاستراتيجيه هي ترجمة لرؤيه الحكومه لما نريد فيه الوضع في المستقبل ان يكون في التعليم او غيره ، وكي تتحقق هذه الخطة نحتاج الى اهداف توصلنا الى المبتغى ثم يعقبها مبادرات وهي وسائل لكيفية تحقيق اهداف الخطه ثم يتبعها النشاط وهو العمل الفعلي وتطبيق للمبادرات ضمن خطة تشغيليه، وسأقرب المعنى بمثال أخذته من الخطة الاماراتيه وهم مشهورون بوضع الخطط وتنفيذها بحذافيرها وهو ما حدى بهم للوصول الى أعلى المراتب في العالم، وهنا سأركز على التعليم كما دائما.
الصورة القادمه هي لهدف استراتيجي واحد فقط لتقريب المفهوم

أكرر ان هذه الصورة مبسطه جدا ليتم فهم العمليه ككل،وهي جزء من الدليل الاستراتيجي لدولة الامارات حيث يتم توزيع هذا الدليل لكل المسؤولين كي يفهموا كيف تم وضع الخطط وهو ما تفتقده الحكومه عندنا فلا يكفي ان تصدر كتيب التنميه دون دليل يشرح المصطلحات وكيفية تحقيق الخطه. كما هو واضح الهدف الارتقاء بمستوى الطلبه واحدى المبادرات هي رفع مستوى المعلم ثم النشاط وتأتي النقطه الاهم وهي مقاييس الاداء التشغيلي وهي مرسومة بحيث يمكن ان تقاس زمنيا  اي كم من الوقت استهلكنا لتحقيق جزء من النشاط وكم المتبقي وتقاس كميا أي كم بالمائه تم تحقيقه وكم المتبقي. كل هذه المقاييس تدار بواسطة برنامج كمبيوتر اسمه أداء 2.0 وكل هذه المؤشرات موجوده على مكتب رئيس وزراء الامارات بل انهم حاليا طوروه ليعمل من خلال الهاتف الذكي.
ففي الامارات الخطة والمبادرة والنشاط وكيفية قياس الاداء كلهم بمنتهى الوضوح للجميع من المدرس الى رئيس الوزراء، فلذا تقوم مدارس الامارات بوضع خطة استراتيجيه خاصة بها لانها تملك الامكانيه وتملك المعرفه .
فما شكل الخطة الكليه التي بمجرد وصلت الامارات الى منتصفها حتى تربعت على المركز 13 على العالم بينما نحن نزلنا الى المرتبه 104( خطة الامارات 2010-2020)
اهدافهم الاستراتيجيه في منتهى الوضوح، ولنركز على النقطة الاولى تطوير المناهج وهوما عجزنا عن تطويرة لسنين فلم تبقى لم نستجديها مناهج مفيده، ولكن في هذه الخطة الامور واضحه، فلماذا نريد التطوير؟ وما هي المواد؟ وهل يتطلب تغيير الهيكل العام لاستيعاب المناهج الحديده؟ كل الاجابات لهذه الاسئله موجوده في الخطة
الواضح انهم يطورون مناهجهم لتواكب المناهج الجامعيه وما يريده سوق العمل ويتم التركيز على مواد معينه كما هو واضح من الصورة ولاتمام العمل فهم يعيدون هيكلة المرحلة الثانويه لاستيعاب الخطه. الان النقاط الحمراء هي مبادرات التنفيذ وهي مقسمة  الى أنشطه متعدده وكل واحده منهم لها قياس ومؤشر يبين الى أين وصلنا في الخطة .وتجدر الاشارة هنا انني ركزت على المناهج فقط لكي لا يطول المقال فالحقيقه ان لهم خطة لبيئة الطالب تتكلم عن دور المنشأت والاسره ودور الطالب في المجتمع وغيره من القضايا التي يطبقونها بحذافيرها وهو سبب نجاحهم

في الحلقة القادمه سأتطرق لخطتنا لتروا بأنفسكم مدى الهوة في التخطيط والمتابعه بين الكويت والامارات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق