الاثنين، 21 ديسمبر 2015

حكومتنا وسوء الادارة

في مقابلة بمقر المسار المستقل مع الاستاذ جاسم السعدون مؤسس شركة الشال واحد عمالقة التحليل الاقتصادي في الكويت، سالته " الا تعتقد ان استقطاع 15% من الايراد في السنوات الثلاث الماضيه بقرار من مجلس الوزراء إضافة ل 10% المستقطعه لصندوق الاجيال فيصبح مجموع الاستقطاع 25% أو ربع الايراد كان خطأ جسيما فهو ساهم في استثمارات في الغرب فخلق فرص عمل هناك ورفع ناتجهم المحلي بينما الكويت تعاني؟" أجاب الاستاذ جاسم السعدون "لا يوجد فرق بين استقطاع 25 او 35 او 5% فإذا كنت لا تحسن ادارة هذه الاموال كانت هنا او هناك فالحكومه لا تمتلك مقومات الادارة والعمل الصحيح فما الفرق في حجم الاستقطاع ؟ فالقياده غير مؤهلة والهوة بينها وبين العاملين شاسعه فهي لا تسمع لهم ولا تصغي وهي ماضية لديمومتها ليس الا من خلال شراء الود السياسي"

إذن فلا فائدة من الحديث عن اهمال هنا أو فساد هناك فكل هذه الامور التي نتحدث عنها كل يوم تعود الى مصب واحد وهو سوء ادارة الحكومه، فماذا نعني بسوء ادارة الحكومه؟ لعله من الصعب ايجاد تعريف لسوء الادارة ولكن بإمكاننا الحصول على تعريف حسن الادارة ونأخذ عكسه لنعطي القارىء فكرة عما أعني .
في البدايه الدوله لها مجموعة من الموارد وهي

- موارد ماليه تتحصل عليها الدوله من النفط والضرائب
- موارد بشريه وهي مجموعة الموظفين والفنيين والمهندسين والاطباء والعاملين
- موارد ماديه وهي المعدات المختلفه
- موارد طبيعيه كالنفط والغاز
فحسن الادارة كنتيجة يؤدي الى تنمية كل هذه المصادر ورفع كفاءتها وتحسين انتاجها وبالطبع فان سوء الادارة يؤدي الى ضعفها والتقليل من كفاءتها.
نتجه الان الى ادوات حسن الادارة لتحقيق ما أشرت اليه من تنمية وفضلت ان أضعها في صورة فهي تغني عن ألف كلمة
فأول ما تحتاج لمعرفته هو ما هي مهمتك ؟ فإن كانت مهمتك خدمة الدوله والمواطنين وتنمية موارد الدوله لرفعتها بين الامم وان تكون تنافسيه مع الاوضاع العالميه وان تكون خططك لحماية مستقبل الدوله تكون رؤيتك مطابقه لذلك أي رؤية تفيد الدوله والمواطنين فتضع اهدافك المستقبليه ثم باقي التدرج الهرمي طبقا لذلك وإن كانت مهمتك خدمة وجودك فرؤيتك ستكون مطابقه لذلك وخطتك وكل التدرج الهرمي سيخدم وجودك فقط ولا هدف اخر.وإذا قيل لي كيف تحاسب النوايا؟ اقول ان هذا الهرم التسلسلي لا يختلف عليه اثنان من المعنيين بالادارة والباحثين فيها والمخططين الاستراتيجين ، ومن هنا نستطيع ان نأخذ أي من المستطيلات ونردها للمستطيل الاول لنكتشف ما هي المهمه الاساسيه التي أدت الى المستطيل الذي اخترناه وساستخدم صور من وثائق خطط التنميه

في عام 2010 صدر كتيب التنميه 2010-2014 وكانت فيه هذه الاهداف الاستراتيجيه لسياسات الحكومه الاداريه
 في 2015 كانت النتيجه ل 5 سنوات من العمل


  ضمن التحديات وفي السطر الاخير تحديدا، كتبوا غياب الرؤية الاستراتيجيه، ولو نظرنا الى الهرم وشاهدنا موقع الرؤيه نراه يأتي مباشرة بعد المهمه وكلمة غياب يعني عدم وجود الرؤيه بالاصل مما يجعل كل الادوات أسفل الرؤيه في الهرم ليست سوى هراء لا وجود لها سوى في كتيب التنميه، وحبرا على ورق وذلك لا يترك مجالا للشك ان مهمة الحكومه لم تكن لخدمة المواطن ولم تكن جادة في تعديل السياسات الاداريه والمسائلة ، فهي من وضعت الخطة وكان عليها التطبيق وفشلت، كما كتبت هي، في تحقيق اي منها ، وهذا جزء من بحر الاخطاء وتلاطم الفشل.وبامكان الجميع التحقق من الاهداف الاخرى حيث سنجد هذه الكلمه غياب الرؤيه في اعلب تحليلات اسباب الفشل. وفي نفس الوقت رغم الفشل الا انها باقيه فقد نجحت في شراء الود من كل الاطراف وخاصة الصحافة لتمجدها وتعزز بقاءها، وتلك هي المهمة الحقيقيه للحكومه.

لو جمعنا تعريفي الامم المتحده وصندوق النقد للحكم الرشيد يكون كالتالي" ان تعزيز الحكم الرشيد للحكومه من خلال التنمية البشريه واصلاح المؤسسة السياسيه يكون بتطبيق جميع عناصره بما فيها حكم القانون ، المسائله، الشفافيه، تحقيق المساواة، التجاوب مع المطالب، اللامركزيه، الكفاءة والتأثير ومعالجة الفساد وكلها عناصر أساسية والتي من خلالها يستطيع الاقتصاد ان يزدهر وإن الحكم الغير رشيد هو السبب الاساس للفساد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق