الجمعة، 11 ديسمبر 2015

تحديات النفط المستقبليه

ان التحديات التي تواجه سوق الطاقه لا يقتصر على أسعار النفط فقط رغم ان هذا ما نركز عليه ويشاطرنا الاعلام في ذلك للاسف، ولكنه عالم كبير يتقدم يوميا بالحاجه والتكنلوجيا والتنوع. وفي الوقت الذي لا نناقش فيه سوى النفط يناقش العالم انواع الطاقه المختلفه وذلك بناء على بيان كويوتو عام 1997 حين بدأ العالم فعليا البحث عن الطاقه النظيفه او الصديقه للبيئه كالغاز الطبيعي والطاقه الشمسيه والمائيه وغيرها، كما بدأ بتطبيق غرامات او زياده الضرائب على الطاقه التي لها انبعاثات كربونيه اكثر من غيرها في خطوة لتشجيع مصادر الطاقة المتنوعه. ورغم ان الكويت تملك من أشعة الشمس والصحاري الغير مأهوله مما يؤهلها لان تكون رائده في هذا المجال الا انها اخفقت تحقيق مشروع ضخم كذلك الموجود في المملكة المغربيه تحت اسم مشروع نور 1 والذي تم انجاز المرحلة الاولى منه وهذا ما ساتناوله في حديثي ولكن ليس قبل ان اذكر باختصار عن الغاز الطبيعي الذي رغم وجوده بوفرة في الكويت الا اننا ما زلنا نستورده من الخارج بواقع 3 عقود ضخمة جدا حتى العام 2020 تقدر تكلفتها بحوالي 15 مليار دولار كما جاء على لسان السيد ناصر المضف من مؤسسة البترول بواقع 2.5 مليون طن من الغاز المسال سنويا.

سأتطرق لحجم الاستثمارات العالميه في الطاقه الشمسيه ومقدارزيادة الانتاج الكهربائي منها وتجربة المغرب الرائده وأخيرا أين نحن من كل ذلك في الاستثمار وأثر ذلك على النفط.

يقول الفيزيائي الالماني جيرهارت كنيس " بعد أن حسبت مقدار الطاقه الموجوده في الصحاري تبين لي ان بعض الساعات من هذه الطاقه تكفي احتياجات الانسانيه لمدة سنه " وهنا بالطبع كان يقصد الطاقة الشمسيه الا ان تكنلوجيا تجميعها وتوزيعها كانت مرتفعة الثمن ولكن بعد طفرة الاسعار ابتداء من 2010 بدأ الانفاق الاستثماري الهائل لتطوير هذه التكنلوجيا حتى بدأت تظهر ملامحها انها مجدية وهذا الرسم يبين انخفاض سعر الانتاج الكهربائي بواسطة الطاقة الشمسيه على مدى السنوات

فهذا الرسم يظهر بوضوح ان كلفة انتاج ميغوات واحد من الطاقة الشمسيه اقل من النفط وأعلى من الغاز الطبيعي في عام 2014، صور كهذه رفعت الاستثمار في 2014 في الطاقة الخضراء أو الصديقه ككل الى 310 مليارات دولار منها 149.6 مليار دولار للطاقه الشمسيه وكانت الصين هي الدولة الرائده في الاستثمار حيث بلغ استثمارها على الطاقه الخضراء 89.5 مليار دولار منها 31 مليار دولار على الطاقه الشمسيه و 38 مليار دولار على طاقة الرياح ، كل هذه الاستثمارات طورت البحوث بحيث أصبحت الطاقه مجدية اقتصاديا، بل أكثر من ئلك فقد حسبت الزياده في انتاج الكهرباء من الطاقه الشمسيه بواقع 54 جيجاوات زيادة عام 2015



وفي 2040 من المتوقع بسبب الاستثمار المستمر ستتجاوز الزياده في الانتاج الكهربائي السنوي من الطاقه الشمسيه عن النفط بمقدار 146 جيجاوات لتبلغ الزياده 206 جيجاوات

لهذه الاسباب مجتمعه قامت المملكه المغربيه باتخاذ خيار الطاقه الشمسيه وغيرها على أمل انه في 2020 تكون الطاقة الخضراء تنتج 42% من احتياج المغرب للطاقة الكهربائيه. أنهت المغرب الجزء الاول من المشروع تحت اسم نور 1 وهو على مساحة 5 كيلومتر مربع وينتج 168ميغاوات بتكلفة 656 مليون دولار وهو يسنخدم تكنلوجيا المرايا التي تتيح للبرنامج الانتاج مساء وهذا المشروع جزء من اربعه لانتاج كلي يبلغ 580 ميغاواط من الكهرباء تكفي مليون منزل مغربي. ما جعل المغرب تنتهج هذه الاستراتيجيه هو انها ليست دوله نفطيه بالاساس وثانيا ان هذه الطاقه متاحه وبغزارة وثالثا انها طاقة المستقبل وليس افضل من هذا الوقت للبدء بتجربتها على نطاق واسع ناهيك عن مصانع المرايا والقواعد الحديديه التي فتحت المجال للالاف من فرص العمل.

وكما هو موضح بالصورة في الاسفل فقد ارتفع الانتاج العالمي للكهرباء من الطاقه الشمسيه ليبلغ 103 جيجاوات في عام 2014

اذن أبن نحن من هذا كله؟ وماتأثير ذلك على النفط الذي يؤمن 94% من ايرادات الكويت؟
من الواضح ان النفط امامه مجموعة من التحديات المستقبليه:
اولا : أكبر مستوردي النفط هم الصين وامريكا واليابان هم ذاتهم أكبر المستثمرين في الطاقة الخضراء عام 2014 وهو دلالة على البدايات فقط خاصة ان هذه الدول عندما نستثمر فالحصة الكبرى تذهب للتكنلوجيا وكيفية جعل الطاقه ارخص خاصة اذا عرفنا ان الصين وامريكا لديها من الصحاري ومصادر المياه والرياح ما يكفيها

ثانيا في ظل انخفاض اسعار النفط قللت من الاستثمارات النفطيه حول العالم وهو مما سيكون له كبير الاثر مستقبلا مع ازدياد الحاجة للنفط ولكن نظرا لغياب الاستثمارات في التكنلوجيا وصيانة الابار سيعتمد العالم اكثر على الطاقة الشمسيه لتعويض النقص

ثالثا الدول التي لم تبني مصافي جديده كالكويت لانتاج المواد الكيميائيه التي لا يستغني عنها العالم ستعاني كثيرا  خلال العشرة سنوات القادمه حين يقل الطلب على النفط لانتاج الكهرباء ولكن سيرتفع الطلب على منتجاته

الخلاصة ان الكويت يجب
 اولا  الا تنظر للمجاباة السياسيه وغيرها وان تمضي في بناء المصافي داخل وخارج الكويت وان تعمل بكل جهد للزيادة من انتاج مشتقات النفط ضمن خطة محكمه وواضحه

ثانيا ان نضع خطة تشابه الخطة المغربيه خاصة اذا عرفنا ان صحراء الكويت هي الاكثر تواجدا للطاقة الشمسيه في العالم حيث تبلغ قدرتها انتاج 8000 وات ساعة لكل متر مربع اذا ما قرنا رقم المغرب وهو 7500 وات ساعه لكل متر مربع وذلك لتوفير الانتاج النفطي للتصدير والايراد

ثالثا ان تستخرج الغاز الطبيعي الذي هو تحت اقدامنا بينما نستورده من الخارج بسبب عقم الخطط المستقبليه في برامج التنميه وعدم الاحساس بالمسؤولية لذا يجب الاسراع بحل تشابك حقل الدرة الغازي مع كل من السعوديه وايران واتخاذ خطوات جريئه لحلحلة الازمه من اجل التقليل من الاستيراد وتزويد مراكز التوليد الكهربائي في الدوله الذي بات يحتاج الغاز كثيرا ناهيك عن حاجة المصافي لها

هذه الحكومه كانت قد اخفقت اخفاقا كبيرا خلال السنوات الماضيه في عدم بناء المصافي والعمل على الطاقة البديله وكل يوم نتأخر فيه تخرج تكنلوجيا جديده تخفض من سعر الانتاج بالطاقة الشمسيه فلذا أرجو من العلي القدير الا يستمر اخفاق هذه الحكومه كثيرا والا سنكون امام تحديات اكثر تعقيدا في المستقبل  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق