الأحد، 5 أبريل 2015

ماذا سبعقب حرب اليمن؟

الجميع ينظر الى حرب اليمن كمجريات يوميه قصف على المعسكرات والمطارات والدفاع الجوي ، فبعد 11 يوما من القصف ونحن بانتظار السياسيين ليقولوا لنا تصورهم لما بعد انتهاء القتال . من الواضح ان التحالف لا يريد انهاء هذه المعركه الا بعد سقوط كامل للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق، وفي حال حصول هذا فهل سيتم تفكيك الجيش اليمني الذي يدين الكثير من أفراده بالولاء للرئيس السابق على غرار ما حصل في العراق ؟ وهل نعي تبعات هذا الامر فيما اذا تم؟
ان العمليه السياسيه التي ستلي الحرب ستفقد العديد من مكونات الحوار الوطني والعوده اللا محموده لحزب الاصلاح التابع للاخوان المسلمين خاصة في ظل رئيس هزيل كعبد ربه هادي الذي هرب من صنعاء ثم هرب مرة اخرى من عدن حيث بات واضحا عدم قدرته على جمع الاطراف وفقدانه لكل مقومات السيطره على البلاد. فهو لايصلح حتى أن يكون رئيسا مؤقتا لفترة انتقالية يتم بعدها انتخابات جديده فهذه الفتره ستكون من أصعب الفترات في التاريخ اليمني فالجراح لم تندمل والسلاح موجود وبكثرة وظهور مجموعات ارهابية جديدة أمر غير مستبعد فمن كان يقاومهم حقا كان الحوثيون في ظل محاولات خجولة للدوله ، فهل يكون الفراغ مرتعا للقاعدة من جديد؟

كما نلاحظ أن الاسئلة كثيرة والمخاوف اكبر خاصة ان دول الخليج لم تدخل في حرب كهذه لكي تكون ملمة بما يتبعها وكيفية معالجتها. فالحوثيون وحلفاءهم سيطروا على اليمن بالكامل بل كان تقدهم من صنعاء الى عدن بسرعة منقطعة النظير تجعلنا لا نبخس من قدرتهم وتخطيطهم العسكري ، فتوزيع مقاتليهم الى الاماكن الحساسه كالمطارات والقصر الرئاسي والموانىء وباب المندب هو دلالة على ذلك بل وانسحابهم واعادة تمركزهم بسرعة سيشكل تحديا كبيرا لاي قوة ستدخل على الارض وهذا سيزيد من الامور تعقيدا للمرحلة القادمه. الان لا يمكن العوده فالحرب قد بدأت والكفة على الارض ما زالت بيد الحوثيين واذا ما عول التحالف على المقاومه الشعبيه وبارسال المعدات لهم جوا فان القتال بين اليمنيين سيتحول من قتال بين مجموعة ودولة الى قتال بين مجموعة واخرى لا تبدو فيها ملامح الدولة مطلقا ولعل هذا يجعل من هذه الحرب حالة فريده فحتى الحرب الاهلية اللبنانيه كانت الجكومه موجوده ربما دون فاعلية ولكنها موجوده وكان لها دور في اتفاق الطائف والمرحلة الانتقاليه خلاف ما يحصل في اليمن وهذا سيعقد الامور اكثر بعد الحرب اذ لابد من تشكيل حكومة وبسرعة بحيث تكون موالية بالكامل للقوات المنتصرة على الارض وتنفذ رغباتها ونكون بذلك قد عدنا الى المربع الاول ودخلنا الى مستنقع يصعب الخروج منه .

يجب أن ننظر الى أصل الخلاف وأن لا نضع ايران كشماعة حتى وان كان لايران يدا في الامر ولكنه ليس الامر كله فالتركيز على ايران فقط سيجعلنا نغض البصر عن أمور حقيقية وخلافات سياسيه وقبلية بين الاطراف المتنازعه منذ زمن فالتوازن بين القوى السياسيه في اليمن متى ما فقد فان اندلاع حرب أخرى أمر وارد فالتوازن مطلوب لاستدامة الاستقرار اليمن ولا يمكن كما هو واضح الان أي استقرار في حال غلبة احدى القوى على الاخرى سياسيا ونفوذا داخل الحكومه .

لعل الامل الان معقود على السلطان قابوس سلطان عمان في مساعيه الداعية الى السلام والتفاهم وان كانت ستأخذ وقتا فالسلطان له من القدرة السياسيه والدبلوماسيه ما يستوجبنا للتوقف والاستماع للحلول العمانيه لانها في ظل الوضع المبهم لما بعد الحرب هي الخيار الصائب والحل الامثل لليمن وكل دول التحالف والمنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق