الاثنين، 24 يناير 2022

فشل جديد للدبلوماسية الكويتية

 كنت قد كتبت مقالا في اكتوبر الماضي عن تراجع الدبلوماسية الكويتية الى الصفر استعرضت فيه فشل الدبلوماسية الكويتية المعهودة لحل الصراعات العربيه-العربية وكيف نأت بنفسها خاصة عن الصراع الجزائري المغربي وحرب اليمن وغيرها وهو ابتعاد كبير عن الخط الذي رسمه مؤسس الدبلوماسية الكويتية الشيخ صباح الاحمد رحمه الله. ليعود تارة أخرى وزير الخارجية الشيخ احمد ناصر الصباح ليغرس رمحا جديدا في قلب الدبلوماسية الكويتية برحلته الاخيرة الى لبنان عندما قدم ورقة الى الحكومة اللبنانية تمثل افكارا كما قال لاعادة الثقة بين لبنان والخليج، وتمثلت كلماته ب 3 مواضيع

1 - التضامن مع الشعب اللبناني

2 - وقف الاعتداءات اللفظية والفعلية على دول الخليج

3 - الامتثال للشرعية الدولية

لا أعرف كيف تضامن وزيرنا مع الشعب اللبناني الذي يعاني في كل أموره المعيشية ولن ألتفت لهذه النقطة لانها لم تمثل شيئا يذكر على أرض الواقع ولا تعدو كلاما انشائيا لا يخفف من معاناة اللبنانيين اليومية سوى انها تعني اننا نراقب الوضع ولن نفعل شيئا حتى ترضخ لبنان للافكار المقدمة وهو أمر غير معهود بتاتا من الدبلوماسية الكويتية التي عادة تقدم حلولا قبل الاقدام على المبادرات السياسية فلذا كنت أتمنى من وزيرنا الشاب الا ينطق بتلك العبارة لانها تسيء لأي جهد دبلوماسي.

النقطة الثانية كانت مستغربة اكثر من الاولى حيث اني كمتابع للأخبار والمقابلات التلفزيونية والتغريدات اللبنانية لم أسمع أحدا منهم يقول كلمة سوء بحق الكويت وشعبها بل على العكس تماما فان اللبنانيين يكنون كل الاحترام والتقدير للكويت قيادة وشعبا ، فاذا كان اللبنانيون قد أساؤا لدولة خليجية ما، كان الاجدر بتلك الدولة ان تحمل الرسالة وليست الكويت وهذا أيضا أمر يبين الانحراف الكبير بالدبلوماسية عن المسار الذي عهدناه !!! لقد ارتضى الوزير الشاب ان تكون الكويت بوزا للمدفع في أمر ليس للكويت فيها ناقة ولا جمل ووضعنا في خانة لا نريد ان نكون فيها وهي خانة المواجهة مع اللبنانيين!!! فاللبنانيون أنفسهم قد تباحثوا بينهم لسنين حول الجدل ما بين الاساءة لدول عربية وحرية التعبير ولم يتوصلوا الى حل وسط بينهم ، ثم يأتي وزيرنا من الخارج ليفرض عليهم هذا الشرط؟؟؟ أقل ما يقال عن تصرف الوزير أنه إما لا يعرف بخبايا السياسة اللبنانية ولا يعرف تلك القواعد الداخلية التي تنضم العلاقات والتصريحات بين الاحزاب المختلفة، وإما كان يعرف جزءا بسيطا عنه فهو مرة أخرى انحراف عن مسار السياسة الخارجية لدولة الكويت كما عهدناها وهو أمر يجب ان يتناوله نواب مجلس الامة بمسائلته عن الانحراف بسياسات الدولة الخارجية وان يكون النواب على قدر المسؤولية لتصويب هذا الانحراف وإعادة الدور الكويتي القومي لسابق عهده. 

اما النقطة الثالثة فقد كانت الاغرب!! فقد دعا لبنان الى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وهو يقصد بوضوح تام القرارين الاممين 1559 و 1701 ولعل الوزير الشاب لا يعرف تلك القرارت جيدا ولا يعرف ان طائرات العدو الصهيوني تنتهك الاجواء اللبنانية كل يوم وان الصهاينة لولا معرفتهم بصمود الشعب اللبناني لغزا لبنان منذ أمد. وما لا يعرفه الوزير او تجاهله عن عمد هو القرارات الدولية التي تجاهلها العدو الصهيوني بحق لبنان العربي وهي :  

 القرار 279 لسنة 1970 والقرار 285 لسنة 1970 والقرار 313 لسنة 1972 والقرار 316 لسنة 1972 والقرار 332 لسنة 1973 والقرار 374 لسنة 1974  وكل هذه القرارات تطالب بالانسحاب الفوري للقوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية والتوقف الفوري عن أي عمليات عسكرية ضد لبنان وإدانة انتهاك إسرائيل لوحدة وسيادة الأراضي اللبنانية، لكن إسرائيل لم تذعن لأي منها. فالوزير لم يكن فظا فحسب ولكنه لم يكن منصفا كذلك وعرض مستقبل العلاقات الكويتية - اللبنانية الى فجوة لا يريدها الشعب الكويتي الذي اعتاد على حكمة سمو الامير الراحل الشيخ صباح الاحمد والى التقارب مع كل العرب دون استثناء كما أنه نسي المطالبات الكويتية المتكررة لاذعان كيان العدو الصهيوني في المحافل الدولية لقرارات مجلس الامن المتعلقة بكل الاراضي العربية السليبة فكان الاجدر به مطالبة العدو الصهيوني بالالتزام بتلك القرارات بدل لبنان.

ان رحلة وزير الخارجية محكوم عليها بالفشل الحتمي فهو لم يعالج الامور بحكمة وبصمت كما اعتدنا ولكنه فرض شروطا تعجيزية لن يقبلها كل اللبنانيين فكانت رحلته فيها من الضرر ما يفوق كثيرا فوائدها والمستغرب انه يتوقع اجابة ايجابية من لبنان في نهاية الشهر الجاري ويكون بذلك قد أعطى مهلة 10 أيام للبنانيين للأتيان باجابات عجزوا عن حلها بأنفسهم لسنين. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق