الجمعة، 14 يناير 2022

الحرب الاعلامية... سلب لمنطق العقول

 لا يختلف اثنان من المتابعين للمشهد الاقليمي والدولي ان حلقة الصراعات في أوجها وكأنه مخاض عسيرلما سيلحق وما ستسفر عنه هذه الصراعات وماذا سيتشكل بعد كل هذا العناء والمعاناة التي يعيشها العالم بدأ من اليمن فالعراق وسوريا والارض المحتلة والاتفاق النووي ووووو..... كما لا يختلف اثنان ان المحركات الاعلامية تعمل بشكل دؤوب لتبث الانتصارات وهو أمر مفهوم، ولكن الغير مفهوم هو عندما تتواجد الهزائم على الارض مصحوبة بالصور والافلام يبقى أكثر الناس رهينة وأسرى لتلك المادة الاعلامية الكاذبة!!!فماذا تأمل من عملها الغير مهني هذا؟ وعلى ماذا راهنت هذه الوسائل الاعلامية رغم الفضاء المفتوح لللانترنت الذي نادرا ما يستطيع حجب كل شيء؟ 

هذه المحركات الاعلامية لها من التمويل ما لها تقدر بالمليارات مسخرة لفريق اعداد يعمل ضمن اطار محدود لا يتجاوزه يهدف من خلال عمله وأحيانا يأمل الى أن يصل الى النتائج التالية:

1 - الهيمنة على الرأي العام

2 - ترسيخ بعض الصور في الذاكرة وذلك بتكرارها كل يوم

3 - ترسيخ مفاهيم جديدة وذلك بتكرارها

4 - استخدام مصطلحات معروفة ومتواترة ثم يفرغها من معناها ليسبغ عليها مفهوما جديدا

يتم كل هذا بعدة وسائل  منها:

1 - التعبئة والتوجيه لبعض الاعلاميين والمحللين المغمورين الذين لا يستخدمون الحجة والمنطق وفتح كل القنوات لهم

2 - الاعتماد على الذاكرة القصيرة للناس

3 - عدم تغطية الاحداث التي تناقض تصريحاتهم والتعتيم عليها 

4- قلب الحقائق ان كشف المستور عن تعتيمهم

5 - الاستهزاء بتصريحات خصومهم دون تحليل تلك التصريحات ثم ان صحت يتم تحويلها من نسقها الى نسق جديد بعيد كل البعد عن هدفها الاصلي

6 - الانقلاب 180 درجة على المبادىء دون خجل واعادة توجيه الاعلاميين على النمط الجديد.

7 - اثارة النعرات العصبية لمكونات البلد الواحد

  رغم وضوح معظم هذه النقاط للمتابع البسيط الا ان الملايين من العرب يقعون فريسة هذه القنوات الاخبارية ووسائل التواصل المسمومة وهو امر غير مستغرب فهذه القنوات ووسائل التواصل تعتمد على

1 -  العصبيات القبلية والعرقية والطائفية والمذهبية ، فتلك القنوات تردد ما يود سماعه البعض فتدس سمومها بين ثنيات خبر ما وتكون بذلك قد حققت عددا من أهدافها الذي من أهمها أبعاد متابعيها من الولوج الى قنوات الخصم والاستماع لها وتكريس التباعد العصبي بين مكونات البلد الواحد

2 - عدم تحقق المتلقي للخبر اما لضيق الوقت والاعتماد على النشرات المعلبة واما لحهله واستسلامه لكل ما ينقل له على تلك القنوات

في هذا المقال لا نريد من المواطن العربي ان يكون محللا سياسيا او خبيرا في الشؤون الاستراتيجية ولكن فقط ان يغلب صوت العقل والمنطق الذي تم سلبه من قبل هذه القنوات وان يكون مطلعا ومنفنحا للاستماع الى الطرف الاخر وفي مرحلة اخرى ربما الحوار معه ولكن بعقل منفتح يتقبل الحقائق كما هي قبل ان تبدي رايك بتغريدة تكون بها عونا للمضلل الذي يريد بامتنا الهزيمة والتخلف.كما لا بد الى الالتفات للسموم التي تدس في الحوارات فحسن الخبر لا يعني حسن ناشره لانه يعد العدة لكي يصطحب عقلك الى كل ما هو يضعف العزائم ويجدد الروح في عزة أمتنا، فتلقى الخبر بعقل منفتح يحلل تلك الكلمات والعبارات وتمعن في هدفه الذي يريد ان يصل اليه والحقيقة ان لا عناء في ذلك لان كلما اراد المتحدث قول الحقيقة سيقاطعه المقدم ولن يسمح له بالاستمرار لاكمال الفكرة لان هناك من يهمس في اذن المقدم يذكره بالاطار الذي يجب الا يخرج منه.

ان ما اثارني لكتابة هذا المقال هو خطرالتطبيع على أمتنا الذي يفوق كل وصف وهو أكبر مما يتصور البعض حيث تعمد هذه المحركات الاعلامية لاظهاره بثوب الحمل الوديع الذي سيضفى على مجتمعاتنا الرخاء والتقدم والسلام معتمين بذلك على كنه هذا المشروع الاستعماري البغيض وعنصريته البالغة ومحولين مصطلح العزة الى الاستسلام والكرامة بقبول الامر الواقع بل انهم ذهبوا الى أبعد من ذلك يتحويل مفاهيم دينية مسلم بها الى مفاهيم دين ابراهيمي جديد وسيدنا ابراهيم عليه السلام منه يراء، يكتبون فيه ما يشاؤون ويسطرون فيه ما يريدون من أهداف خبيثة. انهم يريدون سلبنا عزتنا وكرامتنا وعقولنا لنكون روبوتات يفعلون بنا ما يخدم أسيادهم.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق