مضى أكثر من اربعين عاما على تأسيس منظومة مجلس التعاون الخليجي وتحديدا في 25/5/1981 حيث جاء في مقدمة النظام الاساسي لها مجموعة من الاهداف الثانوية والرئيسية وهنا أنقل بتصرف تلك الاهداف " تحقيق التنسيق والتكامل والترابط ما بين الدول الاعضاء في جميع الميادين " وتضيف المقدمة " واستكمالا لما بدأته من جهود في مختلف المجالات الحيوية التي تهم شعوبها وتحقق طموحاتها وصولا الى وحدة دولها" هذه كانت الاهداف الثانوية للمنظمة اما الاهداف الرئيسية التي تاتي نتيجة لتحقق الاهداف الثانوية فهي " انما يخدم الاهداف السامية للأمة العربية" ثم تضيف" وتوجيها لجهودها الى ما فيه دعم وخدمة القضايا العربية". فهل نجحت منظومة مجلس التعاون في تحقيق أهدافها الثانوية او الرئيسية ؟ وان لم نحقق ذلك فهل غربلت هيكلها لتخرج بأهداف جديدة ومعاصرة للاوضاع الحالية؟
قبل الاجابة على تلك الاسئلة يحب ان نضع السياق التاريخي للمنظمة والتحديات التي مرت بها وكيف تعاملت مع تلك التحديات.أولى تلك التحديات كانت منذ اليوم الاول للتأسيس وذلك لان الحرب العراقية=الايرانيه كان قد مضى عليها 8 أشهر حيث بدأت الحرب في 22-9-1980 ولم تلتزم المنظومة الحياد بل وقفت بقوة خلف نظام صدام حسين وسخرت له أموالها ومرافئها وكل الدعم المعنوي من خلال الاعلام وغيره طوال السنوات الثمانية للحرب الضروس وما كادت المعارك تضع أوزارها حتى بدأ نظام صدام حسين يتوعد المنظومة حتى نفذ وعيده بغزو الكويت في 2-8-1990 وكان التحدي الثاني للمنظومة التي دخلت الحرب فعليا مسخرة لها كل قدراتها المالية والمعنوية حيث كان الخطر وجوديا بعد دخول القوات العراقية لمدينة الخفجي السعودية ودخلت حينها القوات الغربية لتنقذ الموقف وانتهت المعارك بهزيمة صدام هزيمة نكراء عاش بعدها العراق بسنوات من العزلة والعقوبات.
هذين التحديين في بداية حياة المنظومة خلفا هواجس لديها من بعض الدول العربية حتى كفر البعض بالعروبة ومفهوم العروبة فوجدت المنظومة نفسها لا تثق بمن حولها فنظام صدام حسين كان لا يزال في السلطة وقد بدأ التعاطف العربي معه ومع الشعب العراقي . كل هذه الامور ولدت عزلة لمنظومة مجلس التعاون بين أشقاءها العرب مما حدا بها لتوقيع اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة الامريكية.
بعد سقوط نظام صدام حسين والفوضى العارمة التي حصلت في العراق بعدها لم يشأ مجلس التعاون الخليجي في تحديه الثالث التدخل، وترك العراق في برك من الدماء والتي ساهم الامريكي في معظمها حيث ترك الحبل على الغارب ليصول ويجول من يشاء وبيده السلاح لينتقم ممن أراد دون رادع ، فعاش العراق فترة عصيبة فيها الكثير من الصراعات بل وتعدى الامر لحياة الناس فاستشرى الفقر ونقصت الخدمات ورغم كل ذلك أبى مجلس التعاون التدخل سياسيا او دبلوماسيا لحل الاوضاع الداخلية.
نقطة التحول جاءت في التحدي الرابع وهو اندلاع الربيع العربي ابتداءا من تونس في 17/12/2010 هذا الربيع الذي أضحى خريفا على الامة فسقطت أنظمة وحلت فوضى كما هو مبين في الصورة
التتدخل لبعض دول الخليج في ازمات الربيع العربي لبعض الدول كان ملفتا حيث دعمت ماديا ومعنويا واعلاميا بعض الفرقاء المختارين وأخذت تمارس دورا غير معهود بالتدخل في شؤون المنطقة وأصبحت هذه الدول في سباق مع التركي الذي يحلم باعادة السطوة العثمانية والايراني الذي شكل حلفا عريضا في سوريا والعراق.وجدت بعض هذه الدول الخليجية نفسها امام تخارج امريكي من المنطقة وامام عملاقين هما التركي والايراني فلجأت بعض تلك الدول الى كيان العدو الصهيوني لتخلق توازنا للقوى وبتشجبع من الامريكي الذي كان يرى كيان العدو يتهاوى اقتصاديا ويزداد عزلة امام عينيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق