الخميس، 11 فبراير 2021

في زمن التحالفات، هل تكون الكويت هي سويسرا الشرق !! جزء 2

 إستعرضنا في الجزء الاول أهمية التحالف لبعض الدول وتطرقنا الى بوادر قيام تحالفين في الشرق الاوسط لن تكون الكويت جزءا منهما كما ذكرنا وأن الكويت تمتلك موقعا مميزا في وسطهما تماما كسويسرا إبان الحربين العالميتين الاولى والثانية والتي تمكنت بفضل حياديتها أن تخرج سالمة، فكيف وصلت سويسرا الى هذه الحالة الفريدة؟؟ في البداية نستذكر سويا تاريخ سويسرا باختصار لتتكون الفكرة ونرى كيف تدرج التاريخ لتكون سويسرا دولة محايدة، وكما يقول ونستون تشرشل "من لا يدرس ويتعلم من التاريخ محكوم عليه بإعادة أخطاءه".بدأت سويسرا بمجموعة من الكيانات المتفرقة التي تحكم نفسها حتى توحدت عام 1291 فشعر السويسريون بقوتهم فخاضوا حربا مع النمسا اتنصروا فيها بمعركة مورغارتن عام 1315، ولكن في في عام 1515 استطاعت القوات الفرنسية هزيمتهم في معركة ماغانانو ولم يشعروا بالحربة حتى عام 1648 في مؤتمر وسيت فيليا للسلام الذي انتزع فيه السويسريون اعترافا اوروبيا بكيانهم وحينها اصروا على الاوروبيين ان سويسرا ستكون محايدة فوافقت اوروبا على ذلك. ولكن نابليون لم يعترف بهذه الاتفاقية فغزا سويسرا عام 1798 ولم يتخلص السويسريون من حكم الفرنسيين حتى عام 1815حين شكلوا الاتحاد السويسري، وهم منذ ذاك الحين لم يدخلوا حربا مطلقا وحافظوا على مبدأئهم الحيادي الذي يحترمه العالم أجمع.

تقوم مبادىء الحيادية السويسرية على أنها لن تدخل حربا ولكنها ستدافع عن نفسها بقوة، وأن تحرص على التبادل التجاري مع كل الدول بالتساوي وأخيرا انها لن تسمح للقوى المتحالفة او المتقاتلة ان تستعمل أراضيها مطلقا وهذه النقطة الاخيرة استعملتها سويسرا أثناء الحرب العالمية الثانية حين أسقطت العديد من الطائرات النازية ولدول التحالف على حد سواء. كل ما سبق يأتي بقناعة شعبية بهذه المبادىء بل أنهم في سبيل الدفاع عن وطنهم رغم إعتراف العالم يحياديتهم يؤدون الخدمة العسكرية الالزاميه فلهم جيش متطور يعد من أفضل جيوش العالم، وتزامنا مع قدرتهم الدفاعية يهتم السويسريون جدا بالجانب الدبلوماسي وتقريب وجهات النظر للدول المتصارعه كالوساطة ما بين المانيا والاتحاد السوفيتي في الحرب الثانية  ولديهم الاستعداد لتمثيل دولة في دول متصارعة معها كممثلية الولايات المتحده في ايران وغيرها.

هذا بالضبط ما يجب على الكويت القيام به ، فالعالم بعد كورونا لن يكون كسابقه فعلى الكويت ان تستبق الاحداث وتقرأ المتغيرات جيدا، فالجامعه العربيه ومجلس التعاون الخليجي لن يتعديا كونهما بروتوكولا لالقاء الخطابات والاحاديث الودية أما الواقع فسيكون مخالفا لذلك. لذا يجب على الكويت ان تشهر للتحالفات بالمنطقة انها دولة محايدة وانها ستبذل كل جهودها كما عهدها العالم لرأب الصدع بين القوى الاقليمية وأن تلتفت لجيشها وهذه نقطة هامة وتسعى لتطويره الى أقصى مدى وتدرب جميع القادرين على حمل السلاح ليكونوا على استعداد لدعم القوات المسلحة ان دعت الحاجة.

ما كتبت يعد استرشرافا للمستقبل القريب ليس فيه مبالغة مطلقا فكما ذكرت في الجزء الاول ان البوادر اصبحت جلية حيث أصبحت بعض الدول العربية لا تستنكف عن العمل جنبا الى جنب مع كيان العدو الصهيوني كحليف استراتيجي وفي المقابل دول عربية أخرى تقاوم هذا التوجه اصبحت تتوجس وتستعد للتواجد الصهيوني في الخليج رغم حروبها القائمة ضد الارهاب ، لذا علينا ان نعمل منذ الان لتوضيح موقفنا المحايد للجميع لحظة إنشاء  هذه التحالفات وان ننبذ المهاترات ما بين المجلس والحكومة فقد بدأ العمل الجاد لصيانة والذود عن الكويت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق