الاثنين، 13 أبريل 2020

ما سر فشل قانون ال20 مليار دينار؟؟

أحالت الحكومة الى مجلس الامه بتاريخ 1 أبريل مشروع قانون بصفة استعجال للدين العام بمبلغ وقدره 20 مليار دينار لأجل 10 سنوات ، وكما جاء في جريدة الراي بتاريخ 5/4/2020 وذلك لسد فجوة العجز الواسعة بدلا من الاعتماد فقط على السحب من صندوق الاحتياط العام لتمويل العجزوأكملت الصحيفة قائلة "أن المشروع المقدم يندرج ضمن التحركات الإنقاذية، السريعة والحزمة التحفيزية التي تقودها الحكومة لتقليل ضغوط السيولة.

في نفس البوم يظهرخبر من كونا وفيه تصريح لوزير المالية براك الشيتان قائلا " ان القانون لا علاقة له اطلاقا بالحزمة الاقنصادية او تداعيات أزمة كورونا وانما 8 مليارات لتمويل عجز الميزانيه و12 مليار مشروطة للمشاريع الراسماليه المسجلة في الميزانية فقط.
الى هنا اعتقدت ان الجريدة اضافت بعض البهارات على الخبر فادخلت قصة الحزمة الاقتصاديه التحفيزية، ولكن طالعتنا السياسه بتاريخ 5 ابريل وهو يوم حافل بالتصريحات، وفيه أقوال لنواب الامه، هذه بعضها:
المطيري: استغلال أزمة كورونا لتمرير المشروع أمر مرفوض إذ يعطي صورة تشاؤمية

عبدالله الكندري: يخلو من تحديد أوجه الصرف وبلا خطة لكيفية إدارة الدين وسداده

العتيبي: المشروع يستهدف تنفيع من لا يستحق وإعطاء الفتات للشعب

السبيعي: بدلاً من إسقاط قروض المواطنين جاءتنا الحكومة بالاقتراض الملياري!

الحجرف: عندما كانت الديون على المواطنين وضعت العراقيل

السويط: لن نسمح باستغفالنا في الأزمة القائمة لتمرير القانون وسنقف في وجه العبث

العدساني: لن نسمح للحكومة بتمرير مشروعها الملياري وسنتصدى له بكل الأدوات

عاشور: الدولة أكبر الخاسرين في أزمة كورونا وحل مشكلة التجار ليس مسؤولية الحكومة

عبد الكريم الكندري: من لم يحاسب فاسداً أو مقصراً لن يستطيع إدارة أموال الدين العام

الهاشم: هناك خطة إنقاذ كاملة… وتشكيل اللجنة العليا للحزمة الاقتصادية قرار حكيم

نحن كمواطنين نقف حائرين أمام هذا الكم الهائل من التصريحات المتناقضه في فهم القانون، ونتسائل ما هي نية الحكومة وما يدور في خلد النواب ، واذا كانت الحكومة بينها وبين النواب هذا البون الشاسع  وهم يلتقيان تحت قبة البرلمان فكيف بنا ونحن بعيدون الا  عن تصريحات الجميع ولا ندري من نصدق ، فما الذي يجري؟؟؟؟

ان سر نجاح الحكومة في احتواء وباء الكورونا هو ذاته سبب فشلها في تمرير قانون الدين العام ، فحين قررت الحكومة مكافحة الوباء كان سر نجاحها ثلاثة أشياء:
1 - الخطة الواضحه والمعلنه وتوزيع المسؤوليات 
2 - القرارات الحاسمة والحكيمة
3 - المتحدث الرسمي لوزارة الصحه مطلعا المواطنين على خطر الوباء والفقرة القادمة لمكافحة الوباء

اما فيما يتعلق بمشروع قانون الدين فكانت تنقصه العناصر كلها ، فلا وجود لخطة لاقناع النواب، ولا متحدث يسوق لاهمية القانون ويشرح كيفية تنفيذ الخطة، ولا قرار حاسم وحكيم تفرض من خلاله ضغطها على النواب بدل رميه دون تقديم شرح مقنع ووافي.

فرسالتي الى وزير المالية المحترم، نحن اليوم نمر بظروف استثنائيه ويتطلب منك عملا استثنائيا ، فأنت وزير اقتصاد وماليه في آن واحد الى ان الله يهدي الحكومه وتنشأ وزارة اقتصاد فعليك ان تطلع الجميع عما سنتوقعه للفترة القادمه وبناء على هذه المعطيات لهذا التوقع تفند الحاجة لهذه المبالغ الطائلة مع تبيان استحالة تنفيذ حلول بديلة فأنت مجبور ان توضح للجميع ان كل الخيارات قد طرحت وتمت مناقشتها وانها غير مجدية خاصة انك تضع الدولة امام تسديد للديون لمدة عشرة سنوات الواضح انها سنوات عجاف، فعليك توضيح كيف ستتم الاستدامه في الاستقطاعات وما أثرها على مستقبل الكويت والمواطن.
كما ان عليك ان توضح للجميع لماذا سحبت الحكومة مشروع القانون في نهاية يناير الماضي بعد بيان البنك المركزي مع صندوق النقد الدولي بشكل سريع دون التطرق لتوصيات ذلك البيان وهي 1- ضرورة التسعير العادل للخدمات الحكومية عند مستويات استرداد التكاليف، 2-وترشيد عمليات التحويلات إلى المؤسسات المختلفة من خلال الضبط والتنفيذ الجاد، 3-وزيادة الاستثمارات العامة المعززة للنمو وتحسين كفاءتها 4- ومن شأن فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة %5 توسيع القاعدة الضريبية، وتحقيق إيرادات ثابتة للموازنة العامة،5- والمساعدة في رفع مستوى القدرة على إدارة الضرائب، وتوسيع تغطية ضريبة الدخل وفرض الضرائب على السلع الكمالية. (القبس 27يناير 2020)

اذا تحب الكويت خلك بالبيت وحارب تجار الاقامات وكل المفسدين.







هناك تعليق واحد: