الجمعة، 11 أغسطس 2017

فلسطين معيار عروبتكم

كمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي لفت نظري في الاونه الاخيره سيل الكتابات التي تتكلم عن اسرائيل وانها ليست كما نسمع ففيها التعايش والاستقرار الاقتصادي واننا كعرب فهمنا الموضوع خطأ بانعزالنا عنهم فبات الحديث من مدن عربيه رئيسيه مع التلفزيون العبري امرا غير مستهجن بل يشجع بعضهم على ذلك. هي باختصار رياح التطبيع الممنهجه التي تريد ان تمد يدها لاسرائيل ولكنها متخوفه نوعا ما من ردود الافعال لذا فهي وبكل هدوء تجس النبض وتحقن نغريداتها واخبارها ببعض الكلمات الطيبه عن الصهاينه في محاولة مدروسه لجعل المزيد من العرب يتقبلون هذه الفكره. وتقوم بعض التلفزيونات ببرامجها الحواريه الى طرح هذا الموضوع ولكن تكون العاطفة هي السمة الغالبه على الطرفين فتعلوا الاصوات وتبدأ الشتائم والمشاهد ليس بوسعه ان يقول سوى " نحن العرب لا نعرف ماذا نريد واذا عرفنا لا نعرف كيف نأخذ ما نريده".

أنا هنا بصدد طرح الموضوع بشكل علمي بعيدا عن كل التشنجات القوميه والعواطف الانسانيه وحتى يكون طرحي كذلك لا بد لي من سرد تاريخي بسيط ومنه نستتبع الاستنتاجات.

أبدأ السرد التاريخي من عكا عام 1799 فبعد شهر ونصف من الحصار فشل جيش نابليون بونابرت في فتح عكا في الوقت الذي تمكن فيه البريطانيين من مد العثمانيين بالاسلحه فما كان من نابليون الا ان يعلن في 22 مايو 1799 تصريحا غريبا هذا نصه " أني أدعوا يهود اسيا وافريقيا ليتوحدوا تحت رايتي لكي نعيد بناء القدس القديمه ". لم تفلح فكرته انذاك وخسر أمن الطريق البحري ما بين مصر وسوريا لصالح البريطانيين.
والسؤال : أكان نابليون يهتم لأمر اليهود؟ الحقيقة لا ولكنه كان بحاجة الى جنود ذوي عقيده يستطيع من خلالهم الوصول الى أهدافه الاستعماريه وأن يضمن تعاطفا من العالمين اليهودي والمسيحي وخاصة البريطاني ليتوقفوا عن مد العثماني بالسلاح.

في عام 1840 سطعت فكره في عقل السلطان محمد علي العثماني وهي توحيد سوريا ومصر لتكون ادارة واحده ،هذه الفكره قوبلت برفض بريطاني شديد لانهم عرفوا ان التكامل الجغرافي سيتطلب ان تكون فلسطين معهم وان ما يلي سيكون العراق فتكون ادارة واحدة كبيرة، ولكن العثمانيين حينها حسبوا للبريطانيين حسابا ابعدهم عن الفكره ولكنهم اي البريطانيين لم يكونوا لينسوا ذلك فكتب وزير الخارجيه الفيسكونت هنري بالميرستون للسفير البريطاني في اسطنبول قائلا" ان توجيهاتي لك بأن توصي الحكومه العثمانيه بتشجيع هجرة اليهود من اوروبا الى فلسطين" وأتبع هذه الرساله برسالة اخرى الى رئيس وزراء بريطانيا وقتها لورد جون راسل واصفا الامبراطوريه العثمانيه " بالجسم المريض الذي يحتضر" في اشارة منه لوجوب التحرك لاخذ زمام الامور منهم.

كل هذه التحضيرات البريطانيه سبقت المؤتمرالاول للصهاينه في بازل سويسرا عام 1897 بل ان بريطانيا كانت الداعم الاول والاخير ولولا بريطانيا لما استطاع الصهاينه فعل شيء.

في عام 1907 كتب رئيس وزراء بريطانيا هنري كيمبل بانرمان للجنة الخاصه باسرائيل " ان اسرائيل ضروره ، هناك العرب يسطيرون على اراض واسعه تختفي خلالها الكثير من الثروات وهم يسيطرون على أهم تقاطعات طرق التجاره ولديهم ايمان وتاريخ ولغة وآمال واحده لذا يجب ان نفكر جديا بزرع جسم غريب في قلب تلك الامه فننهكها بالحروب لكي تصبح المنطقة مكانا يستطيع الغرب من تحقيق أهدافه"

اذن الكيان الصهيوني كان دون لبس مشروعا استعماريا بامتياز... والسؤال : هل انتهى هذا المشروع؟؟؟؟؟؟؟
 بالطبع لا ، يكفي ان ننظر حولنا لنرى ماذا يحصل في عالمنا العربي ، فالمشروع مستمر وهوتارة بالمواجهة الفعليه وتارة بالفتنة الطائفيه وتارة من يعلم؟ فنتائج الحروب قد لاتكون مضمونة وكما يريدون، فتغيرت وجهتهم الى التقسيم وفتح بوابات التطبيع وما أن يكتمل ذلك حتى يخون العرب بعضهم بعضا ليأخذ الكيان الصهيوني جانب من معه من العرب ضد عربي اخر وهوما نرى بوادره اليوم ويكون الاستعمار قد دق مسمارا كبيرا في نعش العروبه المحتضره.
 انه مشروع مستمرلن بهدأ ما دامت اطماعهم موجودة، فيا أيها المطبع ان كانت دماء اخوانك الفلسطينين لا تهمك ولا اضطهادهم وتشريدهم فكر بنفسك فانت لست بمنأى من ذلك المشروع ، وليعلم كل العرب انهم لن تكون لهم قائمة ولن يكون للأمة حساب بين الامم دون فلسطين ، أيها المطبع انهم يريدون سلبك عروبتك وما هي العروبة التي بدأت تنقرض سوى كما قال بانرمان "ان للعرب آمال واحده"  فلا تدعهم يمحوا ما تبقى منها ، فالعالم يحترم القوي والقوة لن تأتي بالنفط ولكن بالعزة وصون الكرامه واعادة الحقوق
               فمع فلسطين فقط وهي المعيار يستطيع التاريخ ان يكتب " فنهض العرب وأعادوا امجادهم "



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق