الجمعة، 18 أغسطس 2017

التطبيع والطلقة الاخيره

ذكرت في مقالي السابق خطورة التطبيع وان المطبع سيكون جزءا من المشروع الاستعماري الذي بدأته بريطانيا وتبناه الغرب ويقوده الكيان الغاصب في فلسطين وان خطورة التطبيع ازادت بعد ان فتحت لها بعض الفضائيات برامجا خاصة كما وأنها تجري بسرعة البرق في وسائل التواصل الاجتماعي الذي بات يدخل كل هاتف فنرى الخبر شئنا ام أبينا. والحقيقه أن الجانب الاقتصادي هو احدى الجوانب الفاعله في قضية التطبيع ولعله من الافضل اطلاع القارىء على خطورة التطبيع من الجانب الاقتصادي وتبيان عواقبه.
خلال العشرة سنوات الماضيه نما الناتج المحلي للكيان الى ما يقارب من الضعف حتى وصل الى 319 مليار دولار بنمو بلغ 2.8% عن العام الذي سبقه كما تظهر الصورة


ولكن ما لا تظهره الصوره هو الدين العام والذي بلغ 62.1 % من الناتج المحلي للعام 2016 اي حوالي 198 مليار دولار وتقوم بتسديد فاتورته السنويه للديون بما يعادل 9 مليار دولار وهو مايؤثر على ميزانيتها العامه ولكن بما انها في نمو فانها تستطيع تسديد ديونها مقارنة بغيرها ، وكما تظهر الصوره بالاسفل  في الجانب الايمن فان الكيان استطاع ان يخفض نسبة الدين الى الناتج الاجمالي بمقدار 11% خلال العشر سنوات الماضيه مع ملاحظة ان حسابه بدأ من عام 2007 اي بعد حرب 2006 بعام كامل استوعب خلالها ان كلفة الحرب عاليه مما جعله اليوم يعتمد على من يحارب عنه بالوكاله بكلفة أقل، فالكيان لم يستطيع تنظيم تسديد ديونه ابان الحرب وما قبلها.


هذه الديون المتراكمه تمنع الوكالات الدوليه مثل فيتش ومودي من تصحيح التصنيف الاقتصادي الائتماني للكيان من درجة  
A- الى درجة AA-  وهي درجة افضل ولها مميزات افضل لانها تزيد الثقه بالاقتصاد امام العالم فيصبح بمقدورها طلب الدين بتكاليف اقل وحتى يتمكن الاقتصاد للكيان الصهيوني من فعل ذلك عليه ان يجعل الفارق 45% ما بينه وبين الدول التي فوقه بالقائمه بمعنى ان تصبح النسبه -22% وتبقى سلوفاكيا على وضعها ب 23% كنسبة دين من الناتج الاجمالي .ولكنه امر ليس باليسير بل بالغ الصعوبه، فان يستمرالكيان برفع ناتجه المحلي عاما بعد عام وتسديد ديونه  في وقتها هي مهمة شبه مستحيله، فالاقتصاد كالسفينة التي تتأثر برياح الحروب وأمواج الانهيارات في الدول الاخرى وأسعار العملة وغيرها.
 ويبقى السؤال ما هو العائق الرئيسي للنمو الاقتصادي المستمر للكيان الصهيوني؟؟؟؟؟؟؟ 

رغم ان الصناعه تشكل  32 % من الناتج المحلي وتشمل الاسلحه وتقطيع الالماس والتكنلوجيا وغيرها وقطاع السياحه يشكل 7% ويدخل مبالغ كبيره من العمله الصعبه كل عام الا ان مشكلتهم في العجزالتجاري أي أنهم يستوردون أكثر مما يصدرون وبشكل سريع تظهر هذه الصوره مدى العجز التجاري 




تظهر الارقام بوضوح انها بالسالب والحقيقه اني عدت حتى العام 1969 وكانت الارقام دائما سالبه عدى شهرين في العام 2009،وقد بلغ العجزالتجاري ما مقداره 2.2 مليار دولار الشهر الماضي فقط . ويعتبرالشريك الاول لاستيراد بضاعة الكيان هي الولايات المتحده حيث تستورد  28% ثم هونغ كونغ ب 8% من مجموع الصادرات ولكن لبعد المسافه وزياده كلفة النقل تصبح بضاعتهم غير تنافسيه في تلك الاسواق لذا ينظر الكيان الصهيوني الى الاسواق العربية القريبة منه بحسرة كبيرة.

بعد ان سردت بعض المفاهيم الاقنصاديه وارقام اقتصاد الكيان الصهيوني ودينه الكبير نستطيع الان ان نتصور حجم المصيبة في حال تطبيع الدول العربيه ، وقد لخصتها بالنقاط التاليه

1)    تخفيف العبء الأمني والعسكري على الاقتصاد الصهيوني، مما يتيح إعادة توجيه الموارد نحو رفع مستوى المعيشة، وأن تضيف نحو التوسع الاستيطاني

2)    زيادة صادرات الكيان إلى دول كانت مغلقة سابقاً، ومنها عشرات الدول العربية والاسلاميه

3)    انخفاض كلفة الاقتراض من المؤسسات الاقتصادية والبنوك الدولية، مع انخفاض مستوى المخاطرة المترافق مع انخفاض خطر الحرب الشاملة مع الدول العربية

4)    تدفق الاستثمارات العربيه والتي تعمل داخل الدول الأجنبية تحت مسمى الصناديق السياديه

5)    زيادة الدخل السياحي

التطبيع الاقتصادي يعتبرالخطوة الاولى وهو ما يراه الصهاينة سابقا لاي تقدم في ملف السلام وهو ما أكد عليه ترمب أيضا ولكن غلفه بالحرب على الارهاب الذي يتطلب التعاون والشراكه من وجهة نظره ، وبهذا الخصوص ها هو سيبعث بصهره ومستشاره جيرد كوشنر الى المنطقه لوضع اللبنة الاولى في مجال التعاون الاقتصادي، فحكومة تل أبيب لن تنظر لأي اتفاق مع الفلسطينين قبل اتمام الاتفاق الاقتصادي والتطبيع  الكامل ،واذا سلمنا بما عرضته سابقا وهو ارقام رسميه من البنك الدولي فان الدين العام لحكومة العدو سيهبط وسيزداد ناتجهم السنوي وستقل البطاله وترتفع عملتهم وتتوسع صناعاتهم التكنلوجية والعسكريه، وبالمقابل على ماذا سيحصل العرب المطبعين؟؟؟؟؟ هل سيحصلون على السلام العادل والشامل ؟؟ انه امر مضحك بمجرد التفكير ان المطبعين يهتمون بالوضع الفلسطيني او ان الصهاينه يهتمون للسلام، ولكن حقيقه الامر هي كما قالها ترمب انها فرصة نادرة للشراكة والتعاون وتطبيع شامل وتشكيل تحالف جديد من خلال اتفاقات وعقود ستلزم العرب المطبعين بتنفيذ بنودها واولها سيكون أمن الكيان دون أدنى شك مما  سيمهد لما يراه المتصهينين من ترسيخ للتواجد البغيض للعدو على ارض فلسطين العربيه وتناسي لدماء الشهداء والمشروع الصهيوني الكبير الذي سيجر الالام على المطبع قبل غيره وهو بمثابة الطلقة الاخيره على الجسد العربي.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق