الخميس، 8 أكتوبر 2015

الروس والاتراك وحرب الحسابات

عكف الاعلام الامريكي ومعه الفرنسي لاظهار عدم جدية الروس في مكافحة داعش وهي خطة موجهه تماما للداخل الامريكي والاوروبي وقد نجحت نوعا ما في قلب الرأي العام الداخلي لبلدانهم حيث كان في البدايه مؤيدا للضربة الروسيه خاصة انها موجهة لداعش وهذا في الحقيقه ما يهم الجميع متناسين دور القاعدة المتمثله بجبهة النصره وغيرها ممن انشقوا من القاعده. ولكن لماذا لم يماشي الروس الاعلام الغربي ويركز على داعش ليكسب تعاطفهم وتأييدهم وان لا يعطي للاعلام فرصة للتدخل؟
الروس تختلف استراتيجتهم بالكامل عن الامريكان ولعل الخريطة توضح بشكل أكبر هدف الروس الذي بات واضحا رغم المحاولات الاعلاميه الغربيه، وللأسف انقاد الاعلام العربي ورائهم دون ان يحلل حقيقة الاشتباكات




الخريطة تظهر بوضوح مراكز تجمع القوات الروسيه ولضمان تأمين هذه القواعد بدأت بضرب المناطق القريبة منها بغض النظر من يسيطر عليها وفي هذه الحالة كانت جبهة النصرة والجيش الحر اللذان تلقيا الضربات الاولى رغم ان الضربات نالت من داعش في الرقه الا انها لم تكن بنفس التركيز، كما ان تركيز الضربات للمناطق القريبة من قواعدهم ينذر بأن انزال القوات البريه بات وشيكا ولعل أفضل مصداق لذلك هو وصول مجموعه من المروحيات المقاتله وناقلة الجند الى سوريا في اليوميين الماضيين كما اوضحت قناة روسيا اليوم.
فما الفارق بين استراتيجية الامريكان والروس في سوريه والحرب على الارهاب ككل؟

- في الوقت الذي يؤكد فيه الروس التواجد البري لتحرير المناطق من المسلحين يرى الامريكان ان الضربات الجويه كفيلة بذلك رغم فشلها في السنوات الماضيه في العراق وعدم جديتها وانما استغلالها فحين تدعوا الحاجه السياسيه للامريكان فانهم يتوقفون عن الضربات سامحين بذلك للمسلحين بالتنقل وهوأمر ما كان ليحدث لو ان لهم قوات بريه

- في الوقت الذي يرفض فيه الامريكان التنسيق مع الدول على الضربات كان ذلك في سوريا او العراق فان الروس لا يتقدمون دون التنسيق مع الدول التي تجري على أرضها المعركة لضمان عدم حدوث الاخطاء كغلطة الامريكان في ضرب المستشفى المدني في افغانستان والذي اعترف فيه الامريكان بخطأهم وكل السبب يعود لانهم لا ينسقون مع الدول التي يعملون بها وانما يعتمدون على تقاريرهم الاستخباراتيه

- تمييز الامريكان بين المجموعات المسلحه كمعتدله واخرى خطره لا يعتمدها الروس في استراتيجتهم فكل من هم خارج الدوله السوريه يعتبرون خطرالا اذا تم تحييدهم بمعنى أن يلقوا السلاح ويكونوا جزءا من الحل السياسي، وهذا ما قاله لافروف للامريكان عن الجيش الحر " من تقولون عنهم انهم معتدلون وما يسمى بالجيش الحر ليسوا سوى سراب فان كانت لديكم معلومات وهنا اوجه خطابي لكيري اعطني ما تملك من معلومات انهم وطنيون سوريون ولا وجود لمسلحين اجانب معهم ونحن على استعداد للتنسيق معهم" وهنا يظهر الروس اهمية التنسيق على الارض مرة أخرى، ولكن من الواضح انهم سيطلبون تحييد الجيش الحر عسكريا وليس سياسيا وذلك لاتمام التواجد البري الروسي خلف خطوط الجيش الحر.

- هناك ما يقارب من 2700 روسي مع المجموعات المسلحه وقد أشار لذلك رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيدف حين قال " لا أفضل من قتال هؤلاء الارهابيين خارج الارض الروسيه وتصفيتهم لمنعهم من العودة الى روسيا." وهذا امر لا يراه الامريكان مهما اما الروس فهذا جزء مهم من استراتيجيتهم في القتال مع المجموعات المسلحه.

- تحييد الدول المجاورة وخاصة تلك التي ساهمت فعليا بدخول وتدريب المسلحين وهنا أعني بالخصوص تركيا، وهي استراتيجية روسيه مهمه بدت واضحة من دخول طائراتها الى المجال التركي مرتين في يوم واحد حيث علق الناتو على هذا التدخل "بانه أمر غير مقبول اضافة انه لا يمكن الاقتناع بان الروس اخطاؤا" وأضم صوتي للناتو ان الروس لم يخطؤا بالدخول الى المجال الجوي التركي وانما اشارة واضحه للاتراك بأن حدودكم وما بعدها تحت نظرنا رغم انهم عضو في الناتو وحليف امريكي مهم قد فتح له مطاره في قاعدة انجيرليك الجويه ومؤخرا سمح للامريكان بالهبوط في مطارديار بكر جنوب تركيا متاخم للحدود السوريه. فالروس يعون تماما الدور التركي الذي امتد للسنوات الخمس الماضيه وطلبه اللحوح مؤخرا بمنطقة آمنه داخل الاراضي السوريه ، ترى لماذا أصر عليها الاتراك وماذا فعلوا؟
حكومة اردوغان منذ البداية لعبت دورا أكبر من حجمها وارادت الاستفاده من الدور الذي سيعقب سقوط الاسد ولكنها دفعت الثمن هذا العام فقط عندما أدركت بعد الانتخابات ان الشعب التركي لم يعد متحمسا للدور التركي في سوريا ولا يريد من حزب اردوغان ان يحصل على الاغلبيه لكي يعدل الدستور طبقا لذلك ،فهوى حزبه الى درجة انه لم يعد قادرا على تشكيل حكومه ائتلاف تضم فيها الاحزاب الوطنية والكرديه ، وبداية الشهر القادم ستجرى الانتخابات مرة أخرى وأعتقد ان النتيجة ستكون أسؤا من سابقتها لحزب اردوغان خاصة مع التدخل الروسي الجديد وزيادة المخاطر.ولم يكن الرد العسكري العنيف للقوات التركيه ضد المسلحين الاكراد والتي حاول بها استدرار عطف الوطنيين وضمان أصواتهم القادمه سوى دليل اخر على درجة الاحباط التي يعيشها اردوغان.
وعندما بدأ اردوغان يرى البساط يسحب من تحت قدميه عاد باصرارلفكرة المنطقة الامنه بحجة وضع اللاجئين السوريين فيها وزاد اصرار اردوغان على الادارة الامريكيه والاوروبيين على هذا الموضوع ولما لم يجد تجاوبا من الاثنين، فتح حدوده والتي كانت تحت اجراءات أمنيه مشدده، فتحها على مصراعيها لللاجئين السوريين للتنقل الى اوروبا عبر مهربين تعلم السلطات التركيه بهم ولم تحرك ساكنا وانما في رأيي شجعتهم على نقل الللاجئيين الى اوروبا ليخلق أزمة سكانيه وأمنيه هناك ولكي يقول لهم أني حذرتكم ، والحقيقة ان التفكير التركي هذا بدأ يلقى ترحيبا من الاوروبيين رويدا رويدا. فلماذا أصر اردوغان ولماذا لم يوافقه الاوربيون والامريكان؟

- حكومة اردوغان ارادت قمع الحركات الكرديه في العراق وسوريه في المنطقة الامنه ولذلك قوبل طلبه بالرفض فالاكراد شركاء الامريكان في الحرب ضد داعش وهي من تمولهم مع اسرائيل وهم قوة من الممكن الاعتماد عليها كحليف في سوريا ما بعد الاسد.

- حكومة اردوغان تعلم في قرارة نفسها ان تقسيم سوريا أمر وارد فهي أرادت لنفسها جزءا من الكعكه بعد التقسيم ولكن الامريكان يعلمون ان ذلك سيعقد الامور في مرحلة المصالحه.

- حكومة اردوغان ارادت للمسلحين منطقة امنه يتدربون بها بعيدا عن الارض التركيه لكي ترضي ناخبيها الناقمين عليها بسبب وجود هؤلاء المسلحين على أراضيها

- وأخيرا وجودها على السواحل السوريه شمالا يقربها من الحقول النفطيه الواعده حيث وجد النفط والغاز بكميات كبيرة في 2013
وهو من استراتيجيات الروس ايضا وهذه الصورة تبين الحقول النفطيه الواعده ،وقد قدر انتاج الحقول 9 ،10،13و14 ب 1.6 مليون برميل يومي، اما الحقول 1 و2 وهما الاكبر فاشتراكهما مع قبرص، وسافرد حلقه قادمه بالتفصيل عن هذا الموضوع.



هناك تعليق واحد:

  1. كل الدول تعمل من اجل مصالحها وهذا من حقها وايضا الروس عندهم من المصالح والنفوذ في منطقة الشرق الاوسط حيث يمثل سقوط بشار الاسد والتحاق سوريا بالمشروع الامريكي الصهيوني الذي يتمثل بالسيطرة على كل موارد الطاقة وخاصة الغاز فعندما يتمكن الامريكان من ذلك سوف تجهز اوربا من الغاز القطري والاسرائيلي والعراقي تكون هذه الخطوط كحائط اقتصادي بوجه الروس والايرانيين اضافة الى ذلك ان الامريكان وحلفائهم سوف يستخدمون الجهاديين في تدمير كل بلد يخالف سياستهم ومنها روسيا وايران لانهم اثبتوا انهم القوة المسيرة التدميرية بيد امريكا وحلفائهاوهذه من اخطر الاوراق التي تلعب بها السعودية وامريكا ومن غير المعقول ان يسلم الروس بلدهم الى هذه العصابات وهم لا يحركون ساكنا في الدفاع عن انفسهم اما من ناحية ان الامريكان يحاربون داعش فهذا فيه شك كثير ونحن في العراق نعلم ان الطائرات الامريكية الصنع ولا نعرف من يقودها قد قدمت الدعم العسكري المباشر لداعش وامريكا تعرف ذلك وراضية عليه من هذا يتبين ان العرب دخلوا في لعبة ليس لهم بها ناقة ولا جمل الا من اجل خدمة الدول الكبرى

    ردحذف