الاثنين، 5 أكتوبر 2015

أوبك والحصارايقضا الدب الروسي

منذ ان قررت اوبك عدم تخفيض انتاجها في نوفمبر الماضي والاسعار في تدهور مستمر، ففقد النفط تقريبا نصف سعره وبدأت الدول التي تعتمد على النفط اعتمادا تقريبا كليا كالكويت بالمعاناة وظهور عجز في ميزانياتها. من بين الدول التي تضررت باسعار النفط روسيا التي حاولت جاهدة مع أوبك لتعديل الاسعار الا ان اوبك في كل مرة ترد بجملتها الشهيره " نحن نحافظ بهذه الطريقه على حصتنا في السوق " ، فهل أوبك فعلا مقتنعه بهذا الكلام ؟ أم لاوبك حسابات أخرى لا علاقه لها مطلقا بالحسابات الاقتصاديه؟
من الافضل الحديث عن الجانب السياسي لان كل ما تفعله اوبك هو منافي لمبادئ الاقتصاد ، فمبدأ العرض والطلب اساسي في الاقتصاد ولكننا عندما نرى طريقة اوبك في اغراق السوق بالنفط والانتاج بأرقام قياسيه يعطينا كل ذلك الانطباع ان الهدف ليس اقتصاديا مطلقا، فعلى العكس فقد بدأت بعض الدول كالسعوديه استخدام صناديقها السياديه والاستثماريه في الخارج وسحب جزء من أرصدتها والذي بلغ بناء على تقارير جولدمان ساكس وغيرها من شركات ادارة الاستثمارات الى 71 مليار دولار، نعم لا ننسى ان السعوديه في حالة حرب في اليمن وقد مرت 6 أشهر منذ بدايتها وهي تستنزف الميزانية السعوديه بلا شك.

ومع ذلك استمر اصرار اوبك على نهجها رغم ان الانتاج الامريكي قد هبط 400 الف برميل منذ مايو الماضي وهو يعد تخفيضا في الانتاج وهبط عدد منصات الانتاج الى 600 الان من أصل 1450 في 2014 ففي الاسبوع الماضي فقط فقد الانتاج امريكي 26 منصة انتاج، وأما في ما يخص الاقتصاد الامريكي فارقام العماله لهذا الشهر كانت ضعيفه جدا مما يدل قرب نزول الاقتصاد وهو ما دفع الخزينه الامريكيه بعدم رفع سعر الفائده وهذا دليل اخر على ان هدف اوبك سياسي فعند نزول الاقتصاد يقل الطلب على النفط تماما كما يحدث في الصين الان ناهيك ان اوروبا تعاني منذ فترة من هبوط الاقتصاد.
ولكن ما يهمني في هذه المقاله هي روسيا التي عانت كثيرا من انخفاض اسعار النفط وصاحبها انخفاض في عملتها بلغ 40% في عام واحد فقط، فكيف تصرف الروس؟ اعتمد الروس على زيادة انتاج القمح والسلاح وارتفعت مبيعات الاثنين معا لتعوض خسائر النفط وزادت من انتاجها النفطي الى السعة القصوى كذلك، ولكنهم تحت حصار اقتصادي ومن حينها كان الروس يرسلون اشارات خلال العام عن ان هذا الوضع سيء ويجب الا يستمر ، حتى بدأت التقارير تظهر التواجد العسكري الروسي المتزايد في سوريا من قطع بحرية وطائرات مقاتله، فهل حصار اسعار النفط والحصار الاقتصادي هو ما دفع الروس لهذا الفعل؟

في رأي نعم ، فانت عندما تحاصر دولة عظمى كروسيا التي تملك من المقومات العسكريه ما يحسب الامريكان له حساب قبل غيرهم، تتوقع ان يخرج منهم هذا الفعل. فالروس ليسوا متيمين بالاسد ولكن ما يعنيهم هو مصلحتهم ، ولا مكان افضل من سوريا لقلب الموازيين في الحرب السوريه والتي دخلت عامها الخامس بل قلب موازيين الشرق الاوسط ككل، فماذا يريد الروس بالضبط؟

- الروس اصبحوا طرف ولن يتم أي قرار سياسي لحل القضية السوريه بعيدا عنهم، ولعل من شروطهم
1- أسعار النفط وتعديل سياسة اوبك السياسيه
2- اغلاق الملف الاوكراني والحصار الاقتصادي
3 - اغلاق الملف اليمني بالحل السياسي

- اعادة التوازن في الشرق الاوسط بعدما فقده الروس منذ سقوط الاتحاد السوفيتي لصالح الامريكان
- خلق حلف جديد يشمل سوريا والعراق وايران ولا دليل اكبر من غرفة العمليات التي أنشئوها في بغداد والتي تراقب خط سير المجموعات المسلحه من والى سوريا
- اعادة السيطره العسكريه على البحر الابيض المتوسط ولعل افضل مصداق على ذلك مناوراتها العسكريه البحريه وطلبها من قبرص تغيير مسار البواخر التجاريه بعيدا عن المناورات وهي خطوة كان الاتحاد السوفيتي يقوم بها قبل انهياره
- ربط البحر المتوسط بالخليج العربي من خلال التحالفات الاقليميه

الان ماذا كسبت أوبك بإيقضها الدب الروسي ان فرض شروطه؟؟؟؟؟؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق