الخميس، 7 مايو 2015

الوطنية المفقودة من الحكومة والمجلس

الوطنيه كلمة كبيرة ولها معاني عميقة في نفوس مواطنيها ويختلف تعريفها من مجموعة لآخرى ولكن مهما اختلفت التعريفات بين الافراد والفئات الا انها تتلاقى في نقاط لا بد من وجودها. وبعد أن حاولت البحث عن التعريف الامثل وصلت لهذا التعريف:
'الوطنيه عموما تعرف بأنها الحب والولاء للوطن ومبادئه ، والولاء لمصالح الدوله وتشير ايضا الى روح الوحدة بين مواطنيها.'
اكتفي بهذا القدر من التعريف بما أريد أن أتطرق أليه في هذا المقال وهي 3 نقاط مهمة ،
أولا الولاء لمبادىء الوطن بمعنى دستوره وكلمة ولاء تعني الطاعة والدفاع عنه؛ فالدفاع عن الدستور جزء اساسي من الوطنيه ولعلنا قبل أن ندافع عنه ينبغي لنا أن تقرأه ونفهمه ونقيس ما يتداول من تصاريح السياسين به حينها فقط نستطيع ان نحدد بدل ان يحدد لنا ما يريد السياسيين تأويله بما يناسبهم ويتفق مع آراءهم . والدفاع عن الدستور لا يكون بالكلمات الانشائيه ولكن بالممارسه الحقيقيه للوقوف سدا منيعا ضد من يحاول التقليل من أهميته وسلوك طرق مخالفه له.
ثانيا: الولاء لمصالح الدوله محلية كانت ام دوليه، فالدفاع عن مصالح الدولة قد تكون بمحاربة الفساد وعدم السماح بمساس مقدراتها والعمل على ما هو أفضل لها ولأبناءها ومستقبلها
ثالثا:روح الوحده بين مواطنيها ، فمن يدافع عن الوحدة الوطنيه وعن جميع الافراد بغض النظر عن اصولهم ولونهم ومذهبهم يكون قد أرسى قواعد اهم عمل وطني .
ان الوطنيه هي صيانة البنود الثلاثة مجتمعه وليس تطبيق احداها دون الاخرى وهي اعلى وسام وارفع شرف للمواطن عندما يتحلى بها وهي كما تنطبق على الافراد فانها تنطبق أيضا على التجمعات والكتل السياسيه وكذلك مجلس الامه والحكومه. فان تكاملت هذه الحلقات بوطنيتها من الفرد الى المجلس والحكومه ، يحظى الوطن بمستقبل باهر ويتخطى الازمات بسهولة بالغة فالجميع يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصيه الفئويه او القبليه.

 بعد هذه المقدمة والتعاريف المختلفه لمعنى الوطنية ، فهل لدينا حكومة وطنيه؟
لا بد من تطبيق التعريف السابق تماما كالرياضيات فعلم الرياضيات نابع من المنطق وعليه بالحساب والمنطق ودون ادخال للعواطف بالموضوع يجب الاجابة على هذه الاسئلة:
هل ترعى الحكومه مصالح الدولة المحلية والخارجية؟ إذا كان الشباب وهم عماد المستقبل هدف أي حكومة ترعى مصالح الدولة بدأ من التعليم الى وظائف العمل فهل نجحت حكومتنا؟ بالطبع لا ، فكل عمل يجب ان يكون ضمن خطة مدروسة اضمان المستقبل فإن كنت لا تملك خطة ولا اسلوب التنفيذ ومراقبة الاداء تكون قد فشلت تماما. فهل قامت الحكومه برعاية مصالح الدولة ماليا؟ بالطبع لا ، فالمناقصات التي ترسي على شخص او اثنين وتجاوز الميزانية التقدريه لكافة المشاريع يظهر بوضوح مدى الاهمال الحكومي وعدم رعاية مصالح الدوله. ودون الخوض في المزيد من مآسي الحكومه وأفعالها الغير مسؤوله نستيطيع وبقلب ثابت أن نقول أن حكومتنا غير وطنية .

هل يرعى مجلس الامه مصالح الدولة المحلية والخارجيه؟ في الوقت الذي تأكدنا فيه من وجود حكومة غير وطنية كان لا بد للمجلس أن يعمل بجهد مضاعف للحد من الاهمال والمحسوبيات عن طريق المراقبة ، ولكن للأسف الشديد ، فعند النظر الى الاستجوابات الصورية تراها لأسباب شخصية ولمصلحة بعض الاقطاب وعند نقاش خطة التنمية يصرح النواب انها انشائية وغير قابلة للتطبيق ولكن بالنتيجة يصوت المجلس بالاغلبيه ، وعندما يغلق رئيس المجلس الميكرفون عن بعض النواب مما أدى الى استقالات جماعية دون الالتفات الى أهمية ذلك وكأن شيئا لم يكن . لا يمكن الاستنتاج ان هذا المجلس يولي اهتماما لمستقبل حرية الكلمة وتطور الديمقراطيه بل تمرر المناقصات من أمام أنفه كما حدث بنقاش المطار لنعود الى نقطة البداية. ان هذا المجلس وبكل ثقة نستطيع أن نقول أنه مجلس الأمهغير وطني.

إنني هنا لست بمعرض توزيع صكوك الوطنية وإنما كما في الرياضيات والمنطق نأخذ القانون ونعوض عنه بالحقائق لنصل الى النتائج بإسلوب علمي بحت ولم ألجأ الى النقاط الباقية لعدم الاطالة ، وللأسف كانت النتائج سيئة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق