الخميس، 11 ديسمبر 2014

صفقة بريطانيا الخضراء

نشرت التلغراف البريطانيه بتاريخ 7 ديسمبر مقالا لمحررة قسم الطاقه املي غوسدن تحت عنوان " 5600 جنيه استرليني لاصحاب المنازل لصيانتها"  ان الحكومه البريطانيه اعتمدت الدفعه الثانيه من الهبات الماليه والتي تقدر ب 30 مليون جنيه حيث تم اعتماد 120 مليون جنيه كدفعة اولى في الصيف الماضي وذلك لاصلاح المنازل لزيادة كفاءة توفير الطاقه .
فبعد اقرار مجلس العموم البريطاني للصفقة الخضراء (GREEN DEAL) فكر المشرع كيف يمكن توفير الميزانية اللازمه لمشروع ضخم يشمل المحافظه على البيئه وتقليل الانبعاث الكربوني وتوفير الطاقه ، وتوصلوا الى فكرة توزيع الفائض من الضرائب بعد دفع التزامات الدولة منها ، كهبات على الافراد المالكين للمنازل فقاموا بوضع آليه لبدء العمل :
  • تم تأهيل 25 شركة مختلفه في عموم بريطانيا لتقوم بفحص احتياجات كل منزل والتكلفه التقديريه
  • يقوم كل مالك بتعبئة نموذج مرفقا معه نتائج فحص تلك الشركه
  • تقوم الشركات بدور الحكومه باثبات ملكية الشخص للمنزل
  • من الممكن صرف مبلغ اضافي وقدره 100 جنيه كلفة تشخيص الشركه
هذا كل ما في الامر، علما ان الحكومه قد وعدت بدفعه ثالثه وقدرها 70 مليون جنيه استرليني لاستكمال المشروع وحتى تقف المطالبات، والسؤال لماذا نظام الدفعات؟ 
يستخدم الانجليز نظام التجربة والديل والنتيجه وهو الاسلوب العلمي لاليتهم ، فهم يقيمون التجربة وبالدليل يخرجون بالنتيجه ويتم تغيير الاليه ويدرسونها ثم يعيدون تطبيقها باسلوب الجديد ويراقبون الخطة الثانيه وهكذا فهي عملية غير منتهيه والتطوير لا يتوقف.   
فما أثر هذه التجربه او القرار المباشر والغير مباشر على البلد؟
رغم تحقق الهدف الاساس من التشريع وهو تقليل الانبعاث الكربوني وتوفير الطاقه عن طريق وضع العوازل واستعمال النوافد ثنائية الزجاج وهو الهدف المباشر من التشريع الا ان الاثاره تكمن بالاثار الغير مباشرة. فالمواطن الذي كانت تمنعه الماده من القيام باعمال توفير الطاقه ويدخر لها او يفكر بقرض شخصي  اصبح الان يملك منزلا فيه كفاءة توفير الطاقه مما سيخفض فواتير الكهرباء والغاز وسيبقى المبلغ الذي وفره  بحوزته فينفقه في السوق رافعا مؤشر الاستهلاك الشخصي وهو ما يعطي حيوية للسوق بدل ضخ السيوله المباشره في البنوك كما تجري العاده في الدول الكبرى ، ورغم تسجيل الشركات هذه ومن يتعامل معها للارباح الا انهم يدفعون الضرائب مما سيعيد جزءا من الارباح للحكومه ، ووهكذا تستمر الدوره .
هذا النوع من الابداع الفكري مرتكز على باحثين اقتصاديين لهم استراتيجيه ومنهج في العلم ،هو بالضبط ما نفتقده، فمتى سيكون لنا متخصصون استراتيجيون ينظرون للحكومه والقطاع الخاص والمواطن دون تفضيل، محددين اهدافهم بوضوح، ومتى ستكون لنا صفقة خضراء !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق