الاثنين، 2 يوليو 2018

المجتمع المدني ومكافحة الفساد

انتشرت في الاونة لاخيره موظة فضح الفساد في تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي، فلا يكاد يمضي يوم دون ان يهدد فلان اخرين انه سيفضحهم او يفضح فساد احد الاشخاص ويأتي بذكر أسماء أشخاص وأحداث قضية الفساد بالتفصيل، وينطيق هذا الكلام على النواب وكأنهم يعيدين عن معرفة أصول التبليغ عن هكذا فضائح ماليه او غيرها. ولعلهم لا يلا مون لانهم يرون السرقات وظواهر الفساد ولا يستطيعون شيئا سوى التغريد وشعورهم هذا لخوفهم على بلدهم وغيرتهم عليها في خضم هذا الفساد الكبير ولكن في نفس الوقت قد يعرضهم الى مساءلة قانونيه لعدم وعيهم بالطريقة الصحيحة للتبليغ

قلت في مقالتي السابقه ان الحكومه غير جديه بالموضوع تماما فلذلك سيكون من الصعب الوصول الى المبتغى وهو ثقافة وآلية مكافحة الفساد فهي ثقافة مستمرة يجب فيها ان يكون للمجتمع المدني دور، وسآتي لذكره في نهاية المقال، ولكن عموما آلية مكافحة الفساد لها أدوات 4 لا يمكن العمل الصحيح دونهم

1 - قضاء مستقل ومدعين عامين مستقلين استقلالا كاملا
2 - تدريب المدعين العامين بما يخص مكافحة الفساد مع منحهم كل الموارد المطلوبه
3 -  اعلام حر لا يمكن شراؤه او ان يكون بيد بعض الفاسدين
4 - موظفي الدوله يبلغون عن الفساد دون تعرضهم لاي خطر كان بما فيه العزل عن العمل

ورغم ان الاعلام الثقافي هو مطلب في وثيقة الامم المتحده لمكافحة الفساد كما هو مطلوب بالاعلام المحلي كجزء من مرسوم انشاء الهيئة الا ان هذا الجانب ليس له وجود ولا تأبه له الحكومه. فهذا الاعلام مطلوب منه
1 - توعية الناس باهمية التبليغ والتي هي واجب وطني
2 - فضح الفاسدين على رؤوس الاشهاد
3 - توعية المواطنين بمواد قانون المكافحه لكي يطمئنوا على حقوقهم
كل هذه الامور وغيرها موجوده ضمن المرسوم والتي يجب على الحكومه الالتزام ببنودها ، ولكن الظاهر ان الحكومه هي التي بحاجه الى تثقيف بموضوع مكافحة الفساد فالثقافه تنور طريق المواطن كي يعرف ما هو تعريف الفساد مثلا وهو"أداء العمل أو عدم أداء العمل خلافا للقانون من قبل الفرد (البشري أو الكيان القانوني) المخول القيام بمهام الدولة على نحو يهدف بصورةغير قانونية إلى منحه شخصيا أو منح طرف ثالث أي أفضلية أو فائدة أو نفوذ أو ميزة مادية أو غير مادية". فالفساد لا يقتصر على الفساد المالي فحسب وانما يتعداه الى العداله الاجتماعيه والاقتصاد. فلا يمكن ان تجد اقتصادا ناجحا ينقصه جهدا جماعيا لمكافحة الفساد ، ولاعطيكم مثالا بسيطا جدا.
تخيلوا ان ترتيب الكويت في مدركات الفساد العالمي تبلغ الرتبة ال70 وتخيلوا ان الحكومه لم تحيل احدا الى القضاء بتهمة الفساد او احالته ولم تقاضيه ولكن في المقابل سعت 10 دول الى تحسين ترتيبها عن طريق التوعية والتبليغ والاحاله ثم التقاضي ، فما يحصل تلقائيا ان نرتيب الكويت في العام الذي يليه يصبح 80 في مدركات الفساد وهذا له تأثير فوري على رؤوس الاموال الاجنبيه التي بمجرد تهاوي الترتيب ينسحب نماما من الاستثمار لان هبوط الترتيب في مكافحة الفساد لحقه هيوط في ترتيب اقامة عمل (doing business) لذا فان عصب الاقتصاد هو مكافحة الفساد .

لذا اذا اردنا صدقا حكومة وشعبا اتخاذ الخطوة الاولى، فيجب ان نبدأ من محموعات الضغط المدنيه عن طريق التأثير على الحكومه لتقوم بواجبها كما هو مدرج في المرسوم يحيث يكون الاعلام هو نقطة التحرك لتثقيف الناس بعواقب الفساد، وأنواعه وطرق التبليغ وحقوق المبلغ وغيرها على ان تتخذ الحكومه كل الخطوات وتعقد العزم والا فلا فائدة تترجى.

وفي النهايه لا بد لنا من تفعيل دور المجتمع المدني ، فحسب الاتفاقيه الامميه يجب على الحكومه:

1 – تعزيز الشفافيه وتسهيل حصول الافراد على المعلومات

2- تعزيز المشاركه الشعبيه

فعلى المجتمع المدني ان:

- يبني توليفه من المنظمات المختلفه تسعى للمساءلة ضد الفساد

- ان تكون عضوا في UNCAC وهوائتلاف المجتمعات المدنيه لدعم اتفاقية الامم المتحده لمكافحة الفساد ومن خلال تسجيل العضويه تقوم الامم المتحده بارسال خطط التدريب والحالات المشابهه في الدول الاخرى وفي الصوره اعلان منهم

لقد آن الاوان ان تنفذ الحكومه بنود المرسوم والاتفاقية الامميه المصادق عليها وان تشجع المجتمع المدني لاداء واجباته



الثلاثاء، 19 يونيو 2018

ما سيعقب صفقة القرن؟؟؟

لا يكاد يمضي يوم دون سماع ما يقال عن صفقة القرن او كما يحلوا لبعض العرب تسميتها بخطة السلام الامريكيه، وقد تسرب الكثير منها للاعلام ولوسائل التواصل،الا ان هناك من يقول انه مبالغ فيها بل لا وجود لها ، ولكن الاحداث كلها بنوعيتها وتسارعها وجولات كوشنر وبومبيو المكوكيتين تؤكد ان خطة جهنمية تحاك في الخفاء لفرض الطرف الصهيوني على العرب رضوا ام أبوا.

انا لست هنا في وضع الحديث عن بنود هذا الاتفاق والذي تسرب منه للاعلام ويقضي بصنع دولة فلسطينية جديده ما بين رفح والعريش في سيناء، واقتطاع جزء من الضفة الغربيه والقدس وربما غزة أيضا وأخيرا إلغاء بند حق العوده من أي اتفاق سلام مقبل، بالمجمل هذا ما تتحدث عنه صفقة القرن وتم الحديث كثيرا عن الموضوع،،، ولكنني لم اسمع من ناقش كيف سيتم ذلك؟ اولا من هي القياده الفلسطينية الجديده التي ستقبل أمرا كهذا؟ ثانيا كيف ستخرج بعض الفلسطينين من الضفه وغزه عندما تضم مساحات جديدة للاستيطان؟ كيف سيتعامل العرب مع الموضوع؟

أمرا كهذا يبدو غاية في التعقيد ولعله اقرب الى الخيال ولكن لنجاحه يتطلب امورا
1 - تمويلا هائلا لبناء الصحراء بل وترغيب الفلسطينين عن طريق وعود ودعم مادي
2 - اعادة تأهيل مطار العريش وبناء ميناء بحري سيزيد من كلفة البند الاول
3 - تهجير قسري للفلسطينين في المناطق الواقعه ضمن المخطط
4 -  دعم اعلامي كامل وترويج غير مسبوق
5 - قيام حكم دكتاتوري في دولة فلسطين الفتيه وذلك للزخم الفلسطيني المناهض للمؤامره
6 - تحجيم بالقوة لفتح وحماس والجهاد الاسلامي والجبهه الشعبيه وغيرها من الفصائل المسلحه
7 - تحجيم عسكري لمحور المقاومه المتمثل بايران والعراق وسوريا وحزب الله واليمن

كيف سينجح الصهيوني والامريكي والمتخاذلين العرب بتحقيق هذه الامور مجتمعه؟ وكيف سيتم تحييد الروس؟ يبدو الامر مستحيلا لابسط الناس ولكن الامريكان استطاعوا ان يقنعوا بعض العرب بجدواها وقد كلفتهم مبالغ هائله، ويبقى السؤال كيف استطاع الصهيوني اقناعهم وما هي الفائده العائده عليهم اذا ما تمت؟

أسئلة يصعب الاجابة عليها لان امرا كهذا لا يمكن حصوله  

1 - الا اذا أشغلت امريكا وحلفاؤها المقاومه في حرب كبيره تستنزفهم وهذه تتطلب تدخلا مباشرا من الامريكان وحلفاؤهم الذين لم يستطيعوا اي انجاز في ما مضى  
2 - الا اذا أقنعت امريكا الروس بان يغادروا المنطقه
3 - الا اذا اخرست امريكا الصين وباقي دول العالم
4 - الا اذا بقي ترمب في الحكم واصبح لا يكترث بمنابع الطاقه لان حربا كهذه ستحرق الاخضر واليابس

كل هذه الامور مجتمعه بالنسبة لي ليست سوى أسطوره ونظرية مستحيلة الحدوث والتنفيذ ولكن لا يزل من العرب من يصدقها ويهرول باتجاهها !!!!!

فإن لم تكن الصفقة بهذا الشكل والمضمون، فكيف عساها ان تكون؟

الغرب كان دوما يتخذ سياسة النفس الطويل، فهو دائما يخطط للبعيد، فلربما سيأخذها تدريجيا حيث يراقب ومن ثم يعدل تماما كما حصل حين نقل ترمب سفارة الولايات المتحده للقدس والتي تعد الخطوة التمهيدية لكل ذلك، فالامريكان سمعوا الكثير من الصراخ فقيموا الوضع ولم يحسوا بضرورة التراجع فتقدموا، فالخطة حتما ستقتضي البدء يقيادة فلسطينية جديده ولعلها جاهزة لتسلم زمام الامر منذ الان، بل لوقت مضى، تحرك خيوط اللعبة بالداخل  لتكون دمية بيد المتخاذلين العرب والصهاينة حيث ستتخذ أبشع الوسائل لتنفيذ الخطة . وهذا ليس بمستبعد، فان شاهدتم كيف يضرب فلسطينيي الضفة على يد الامن الفلسطيني فقط لانهم تظاهروا من اجل اخوتهم في غزه تعرف كيف سيكون الوضع لاحقا. اذن فالامر مربوط تماما بالقيادة الفلسطينية المرتقبه والتي ستتخذ من شرعيتها الدوليه وسيلة لضرب جميع الفصائل المسلحة بالقوة ولن تتورع من أن تطلب العون حتى من الغرب ليبقى الغربي قابعا في ديارنا المقدسه لتنفيذ المخطط

ما يجعل الوضع سهلا للصهيوني هي حالة التشرذم بين القوى الفلسطينيه فلو كانت كل الفصائل موحده لما تمكن الصهيوني من اختراق جبهتهم الداخليه هذه اولا وثانيا الاحاطه الجغرافيه بالفلسطينيين من كل جانب وتنفيذ عقوبات اقتصاديه على محور المقاومه بل والتشديد عليها في هذا الوقت لكي لا يتسنى للمقاومه تقديم الدعم المادي او بالسلاح للمقاومة الفلسطينيه، بل وتهديدها بالحرب بين الفينة والاخرى وما محاولة تطويع كورياالشماليه الا في هذا المضمار لما هو معروف عن الكوريين من تقديم دعم عسكري للمقاومه بالاسلحة الصاروخية وغيرها. بل تعدى الموضوع ذلك حين فرض ترمب عقوبات اضافية على روسيا وباشر حلفاءه الاوربيين برسوم تجاريه اضافيه ولم تستثنى الصين من ذلك ، فالمشهد الدولي يراقب خطوات قد تبدو مجنونة من جانب الادارة الامريكيه الا انها في رأيي الخاص محسوبة لتضييق الخناق على العالم كي تظهر بالشكل القوي ومن ثم يكون التراجع مقابل ثمن، فنظام ترمب الجديد لا يريد حلفاء ولكن مأجورين ينفذون ما يؤمرون والا!!!!! ، ومن هتا قد نتعرف كيف ستقوم الادارة الامريكيه بتنفيذ البنود السبعه الذين وضعتهم في بداية المقال، هي امبراطوريه ولكن بشكل جديد.   

أقول في نهاية حديثي ان الفلسطيني هو الوحيد القادران يواجه هذا المخطط ، فما ان يسمع عن تغيير جذري للسلطة الفلسطينيه يجب ان يعرف انها الخطوة الاولى وعليه مواجهتها ومنعها فهي العصا الغليظة التي سيستخدمها الغرب والصهاينة، ومتى ما تمت هذه الخطوة ستتبعها خطوات من الامريكان لتحقيق نظام ترمب العالمي الجديد.  










الجمعة، 8 يونيو 2018

لا يوجد شيء اسمه اسرائيل

اليوم انظر بعين الحسره الى ما وصل اليه المواطن العربي من ضعف في المعلومات والثقافه حتى بات العدو الصهيوني في نظرهم له الحق في الاحتفاظ بفلسطين وان اليهود لهم الحق بالاحتفاظ بالقدس من باب انها مقدسة لهم فاخذوا تاريخهم واسقطوا تاريخنا ودافعوا عن حقوقهم ونسوا حقوقنا ولا بد لنا من وقفة في وجه هؤلاء مدعين العروبه.
كتبت الكثير من المقالات بخصوص التطبيع، خطره واثاره حيث زادت وتيرة الاعلام الداعم للتطبيع الذي بدأ يميز بين أنواع التطبيع فشملها بنوع اقتصادي واخر اجتماعي وغيره من الكلام الفارغ الذي يصب في بوتقة اعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني. فعلى الباحث الا ينظر الى الظروف الراهنه ليبني عليها رأيه لانها عادة لا تنصف الموضوع لذا لا بد من نظرة تاريخيه واخرى سياسيه لكي يكتمل البحث وان نثبت لهم ان تاريخ فلسطين ثابت رغم ادعاءاتهم.

يفضل الصهاينه التاريخ الروماني الذي استخدم كلمة فلسطين رسميا بعد طرد اليهود عنها بسبب ثورة بار كوشبا والتي فشلت فشلا ذريعا ولكن الحقيقه ان اسم فلسطين يعود لابعد من ذلك بكثيروهذه مجموعه  مجموعة من التوثيقات
1 - عام 1150ق.م وأثناء المملكه 20 لملوك مصر جاء اسم فلسطو او فيلسطو أثناء حكم رمسيس الثالث
2 - عام 800 ق.م ذكر الاشوريون الاسم فلسطو أثناء حكم أداد نيراي الثالث
ورغم ان الاثنين لم يذكروا الحدود الطبيعه لارض الفلاسطو الى ان جاء
3 - هيروديتوس في القرن الخامس قبل الميلاد وهو المؤرخ اليوناني الشهير وذكر الاسم فيلسطينا هي ارض ما بين سوريا ومصر
4 - وثق الرومان الاسم سوريا-فلسطينا عام 134 واصبح اسما رسميا لتلك الارض بناء على الاسم التاريخي لتلك الارض

هذه المعلومات التي يتجاهلها الاعلام العربي ليظهر من يشكك بتاريخ الارض والشعب الفلسطيني لحساب الصهاينة الاعداء، فمن يسكن مصر مثلا يسمى مصري ومن يسكن فلسطينا يسمى فلسطيني وهذا دليل لا يقبل التغيير لا من جانب الهدلق الذي خرج على تلفزيون الراي وهو ينكر اسم فلسطين ولا من غيره

من الجانب السياسي ينبغي ان نسال من اقام الكيان؟ ومن سانده ؟ ولما؟ التاريخ الذي نتحدث عنه قريب جدا فالمستعمر البريطاني هو الذي اوجد الصهاينه وساندهم بل وادخلهم الى فلسطين بالزي العسكري البريطاني ومنهم بن غوريون والبريطانيون لا يخفون خوفهم من 3 دول عربيه وهي العراق سوريا ومصر وهكذا كان، ففي سايكس - بيكو وضعوا سوريا تحت الاحتلال الفرنسي والعراق تحت الاحتلال البريطاني فعزلهما بمستعمرين مختلفين وعزل الاثنين عن مصر بفلسطين حيث قال رئيس وزراء بريطانيا حينها انه يجب ان نزرع جسما غريبا فهؤلاء يملكون كل مقومات الدوله القويه وهنا يقصد العرب ابان سقوط الامبراطوريه العثمانيه.

اذن الغرض من الكيان الصهيوني هو استمرار للدور الاستعماري الغربي ومن يعتقد ان الاستعمار قد انتهى بالاستقلال للدول فهو واهم فقط انظر من حولك وحاول ان تفهم بعمق بحقيقة ما يجري بالمنطقه ترى ان المستعمر ما زال يعمل وبقوة.وهنا اقول لمن لا ينشد التطبيع ولكن يعتقد ان اذا ما قام الصهاينه بتنازلات فلا باس من القيام بالتطبيع مع الصهاينه، اقول ان التطبيع مهما بلغ بالكيان من تنازلات هو عقد ما بين الطرف الصهيوني والطرف الثاني هو العربي الذي ما ان يوقع يكون قد اعترف بالكيان الصهيوني كدولة .حتى وان كان لا يملك سفارة او قنصليه فحتى لو تنازل الصهيوني ولم يبقى له سوى عدة كيلومترات مربعه لن يحيد عن اهدافه التي رسمت له

في النهاية اقول للمواطن العربي ان "السلام العادل والشامل" هذه العبارة التي طالما استخدمناها تخص ذلك اللاجىء في لبنان او الاردن والذي ما زال معلقا مفتاح بيته في اريحا او يافا كي يعود وياخذ حقه كاملا وان السلام الشامل يعني القدس كل القدس وليس جانبها الشرقي فقط ، فهل تعتقد ان الصهاينه سيقبلون ولو بجزء من هذا؟؟؟؟؟

وأخيرا هذه خريطه للناشينال جيوغرافيك عام 1947 فيها " لا يوجد شيء اسمه اسرائيل"




الخميس، 7 يونيو 2018

مكافحة الفساد بين الحقيقة والخيال

من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ اجماع الجمهور الكويتي على تفشي الفساد والمطالبه المستمره بالحلول، وهذا لا يغيب عن نواب الامة كذلك وتصريحاتهم التي تجتمع على تفشي الفساد في الدوله رغم ان الكويت موقعه ومصادقه على المشروع الاممي لمكافحة الفساد عام 2012 وتم انشاء الهيئة ومن ثم اوقفت ثم ..... لا شيء.

لنطرح مجموعة من الاسئله لعلنا من خلالها نستطيع تسليط الضوء على هذا الوحش الكاسر الذي يفتك باقتصادنا ومستقبلنا
1 - هل الحكومه جاده في مكافحة الفساد؟
2 - هل يقوم النواب بالجهد الكافي لمكافحة الفساد؟
3 - هل هيكلة هيئة مكافحة الفساد والصلاحيات الممنوحة لها تؤهلها للوقوف سدا منيعا امامه؟

ان اجبنا على السؤال الاول ان الحكومة غير جاده ينبغي لنا ان نقدم الادلة على ذلك
أ- لم يزج أي مفسد في السجن تحت قانون المكافحه
ب - لا يوجد اعلان دوري من الهيئة لعدد الشكاوى وعدد التحقيقات
ج - عدوم وجود ضغط اعلامي يوضح العواقب كما هو منصوص في المرسوم
د - عدم الاعلان عن اي اموال مسترجعه
وغيرها الكثير من الادله التي تكفينا بأن نقول ان الحكومه غير جاده.
 اما عن السؤال الثاني فلا يوجد الكثير بيد النواب فعله ان كانت الحكومه غير جاده ذلك ان قانون الهيئه قد وضعها تحت وزارة العدل التي هي جزء من الاداة التنفيذيه ومع ذلك تصر الحكومه انها مؤسسه مستقله وهذا غير واضح . نعم هناك بعض النواب واعيد بعضهم من يتابع ويفضح الفساد ولو ان هؤلاء شكلوا كتلة نيابيه تبحث دون مصالح خاصة عمليات الفساد لوصلنا الى مكان لا بأس به
اما عن السؤال الثالث فكما اسلفنا وجود الهيئه تحت مضلة وزارة العدل لن يخدم المشروع مطلقا فلا بد من اسنادها الى الديوان الاميري تحت سلطة سموه حفظه الله والا ستببقى الهيئة مهلهلة وضعيفة.

نرى مما سبق انه بغض النظر عن حجم الصراخ وحجم الوثائق فان شيئا لن يحصل يجنب البلد هذه الافة الا اذا كانت الحكومة جادة ولم تستثني أحدا من العقاب وان تقوم كتل نيابيه بالتصدي للفساد واستخدام مواد القانون والمطالية بالتطبيق

(اضافة جديده مايو ٢٠١٩)

كل ما ذكرت حقائق ولكن لنطرح سؤلا جديدا، كم يكلفنا هذا الفساد؟؟؟؟  بمعنى ما حجم الهدر وماذا يشمل؟ وكيف نحسب مقدار الخسائر المالية نتيجة الفساد؟


لذا فان مكافحة الفساد هو ما بين الخيال والحلم !!!!!  

الأربعاء، 3 يناير 2018

لم يتبقى لنا سوى الصمود

اربعة أحداث وقرارات متسارعه حصلت في فترة وجيزة وكلها تتعلق بالقدس الشريف،
- قرار ترمب اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحده اليها
- قرار الكنيست الاخير وما سمي بقانون " القدس الموحده" والذي يحضرعلى اي حكومه صهيونيه التفاوض على أي جزء من القدس الا بعد موافقة ثلثي اعضاء الكنيسيت وجاء التصويت باغلبية 64 صوتا
- محاولة فاشله من المؤتمر البرلماني العربي بعدم ذكر الوصاية الهاشميه على المقدسات في القدس وتجاهلها تماما في البيان الختامي فيما أبدى رئيس البرلمان الاردني عاطف طراونه اعتراضه الشديد على ذلك . ما حصل يعتبر سابقه وذلك للبعد التاريخي والسياسي المعروف بين العائله الهاشميه الحاكمه في الاردن ومقدسات القدس الاسلاميه والمسيحيه.
- تغريدة ترمب بانه ما دامت السلطة الفلسطينيه غير معنيه بالسلام فلماذا ندفع لها المساعدات؟هذه  اشارة واضحه من ترمب بالتهديد لوقف المساعدات وان على السلطه الخضوع لمتطلبات السلام مهما كانت.

هل اجتمعت كل هذه الاحداث المتسلسله مصادفة؟ أم انها ممنهجه؟ لما كل هذا التركيز على القدس الشريف؟ لما هذا التوقيت ؟ ولما هذه السرعه في تسلسل الاحداث فبدلا من عرضها دفعة واحدة لما لم يتم عرضها على دفعات كي يتسنى للمواطن هضمها واحدة تلو الاخرى على الاقل هذه الاخيره هي الطريقة الاستعمارية البريطانيه في تنفيذ خططها ؟

الاحداث المتسلسه ممنهجه وبكل وضوح فكل واحدة من تلك الاحداث تعتمد على الاخرى وكأنه سيناريو لفيلم وضع السيناريو الصهيوني واخرجه الامريكي ومثله بعض الكومبارس العرب، وبعد نجاح المخرج بوضع اللبنة الاولى جاء الجزء الذي كان من الواجب تمثيله من العرب ولكن لقلة خبرة الكومبارس وتسرعهم احيانا وتخبطهم احيانا اخرى وعدم قدرتهم على حفظ الدور واستيعابه ،فشلوا بسبب الاصرار الاردني على ابقاء الوصايه الهاشميه على المقدسات في القدس مما يعني تاخير المخطط.

 فلو فرضنا ان الاردن وافق على رفع يده من الوصايه على المقدسات، فمن تعتقدون انه سيحل محلها؟ بالضبط!!  من يكمل تمثيل هذا الفيلم السقيم ، فالاردن رفضت دور الكومبارس بل رفضت ان يكون لها دور النجم في الفيلم،وهم يعلمون انه منذ عام 1924 كان الهاشميون هم من يقوم بالبناء والترميم والمحافظة على عربية الاقصى بل وجميع المساجد ودور العلم الفقهي هناك وكذلك على المقدسات المسيحية وهو ما اوقف الصهاينه لسنين من ضم القدس علانية خوفا من الجوانب القانونيه والسياسيه والمواقف الدوليه بما فيها الولايات المتحده التي تربطها علاقات وثيقه بالاردن ، ولكن جيىء بترمب نعم جيىء به وهو المعروف برعونته لينفذ ما تحاشاه من سبقوه.

العقدة الان تتلخص في امور ثلاث، اولا صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركه لاجل القدس والتي باتت تحرج الصهاينه امام العالم، الموقف الاردني الثابت من الوصايه على المقدسات والثالث الموقف الدولي الرافض لقرار ترمب ويرى فيما يراه فيلما هابطا من السيناريو والاخراج والتمثيل.

ان مسألة تهويد القدس ليست من نسج خيال بعض العرب الذين يخيفون بها العرب النائمين فهي عنوان الفيلم ونصه وهي حقيقة واقعه وما كل هذه الاحداث المتسارعه لتكون الا لوجود مخرج امريكي أرعن لم يكن موجودا شبيها له سابقا ، ومجموعة من الممثلين العرب الكومبارس الذين ارتضوا هم الاخرين دورا لم يكن لهم شبيها له سابقا، فكل الامور مواتيه لتنفيذ الفيلم فالعجل كل العجل من تغيير قد يحصل للمخرج او الكومبارس يعيق تنفيذ باقي الفيلم.
اما وقد عرفنا ما يدور من احداث للفيلم فانه يتطلب منا دعما قويا للانتفاضه ودعما قويا للموقف الرسمي الاردني فهاتان هما العقدتان اللتان يريد الصهيوني حلهما قبل ان يتابع احداث الفيلم وهما يتعرضان لهجمة اعلاميه وسياسيه قوية ، ونحن في خضم هذه الاحداث المتسارعه لم يتبقى لنا سوى الصمود



السبت، 2 ديسمبر 2017

ترمب اخو اوباما لوتعلمون!!!

كتب جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجيه والدوليه بواشنطن بتاريخ 27 نوفمبر 2017 الماضي مقالا بعنوان " الاهمال الحميد " جاء فيه :

في الاول من مارس عام 1970 كتبت نيويورك تايمز على صفحتها الاولى تصريحا لمستشار الرئيس نيكسون وقتها دانييل باترك موينيهان عن العنصريه في الولايات المتحده حيث قال " ان سنوات الاهمال الحميد لمشكلة العنصريه كانت أفضل من تركيز الولايات المتحده على ما هو حاصل الان فالتركيز الحالي قد فاقم الوضع العنصري"
ثم يكمل
في الوقت الذي شعرت به حكومات الخليج بالارتياح لمساندة الرئيس ترمب بعد 8 سنوات من برود العلاقه مع الرئيس أوباما ، الا انه يبدو ان استراتيجية ترمب لا تختلف كثيرا عن تلك لاوباما وفي الحقيقه انها لا تختلف عن مقاربة منهج موينيهان للعنصريه(الاهمال الحميد) . فبالرغم من فهم البعض مضاعفة العلاقه بين ترمب والخليج الا ان من الدقه رؤية استراتيجية ترمب في نزع العلاقات الحميمه قد صمدت مقابل منفعة الخليجيين ورغم النبرة المختلفه عن اوباما الا ان ادارة ترمب تمثل استمرارا لتباعدها عن الخليج وليس العكس.

في نظر العديد من الامريكان ان تلاشي علاقة الولايات المتحده بالشرق الاوسط تأتي ضمن استراتيجية " أمريكا أولا " والتي طال انتظارها. فالحرب مع العراق كلفتنا أكثر من ترليون دولار وتسببت بمقتل 4400 جندي امريكي وكل هذا دون الحصول على حل نهائي ومكتمل بل على العكس فقد أعطت الفرصة للمتطرفين كما أعطت ايران نفوذا أكبر في المنطقة وأخيرا حكومة عراقية ضعيفه ، ولا أبلغ من تمثيل ذلك من سفر المسؤولين الامريكان الى العراق بعد 15 عام دون الاعلان المسبق لدواعي أمنيه. وفي المقابل ما يحصل في سوريا ليس بأقل من ذلك فقد أدت هذه الاستراتيجيه الى دخول القوات الروسية والايرانيه لسوريا لمساندة الرئيس السوري. وفي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بعد 7 عقود ما زال الحل مفقودا والعديد من المحللين الامريكان لا يرون حلا للصراع ، وأخيرا ثورة 2011 في مصر لم تكن بمستوى ما تطمح اليه الادارة الامريكيه وهذا الاحباط ينطبق على لبنان كذلك.

ادارة اوباما حاولت بشدة دفع حكومات المنطقه الى القيام باصلاحات وكانت ثقة الادارة بنفسها كبيرة في الوقت الذي اعتبر الحكام العرب انها سذاجة من الجانب الامريكي وأحسوا ببرود العلاقه معهم شخصيا . حاول ترمب قلب هذه المشاعر وبعكس اوباما لجأ الى اقامة علاقة قوية مع القادة وكان ذلك ملاحظا اثناء زيارته للسعوديه مايو الماضي وتغريداته المسانده للقيادة السعودية وكانت بالنسبة للجميع هي اعادة العلاقه الى الفترة ما قبل اوباما. هذه القراءة لم تكن دقيقه على مستويات عده
 فأولا حرارة لقاء ترمب لا تعني اعادة حسابات الاستراتيجية الامريكية ولكنه من الواضح أنه يعيد لهم حفاوة الاستقبال وكمثال على ذلك العلاقه الحميمه بين ترمب والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي لم تمنع الحكومة الامريكيه في أغسطس الماضي من تقليص حجم الدعم الامريكي لمصر بأكثر من 95 مليون دولار وتقرر التحفظ على 195 مليون دولار اخرى الى ان تقوم الحكومة المصرية بالنظر الى سجل حقوق الانسان وتطبيق الديمقراطيه ،ونفس الشيء ينطبق على علاقة ترمب مع بنيامين نتنياهو، فترمب لم يفعل شيئا لتخندق ايران قبالة الحدود الشماليه لاسرائيل.
ثانيا : ادارة ترمب سحبت نفسها خارج نطاق ايجاد الحلول لصراعات مهمة في الشرق الاوسط وكمثال فما زال الامريكان ينأون بنفسهم من نقاشات حول مستقبل سوريا والقليل من التوسط لحل أزمة اليمن وعدم فاعلية حل الازمة القطرية مع جيرانها.

اذا ما جادلت الادارة الحاليه بأنها تركز على الوضع الايراني، ترى انه يجب عليك الاعتراف ان تمدد المصلحة الايرانيه ونفوذها قد جاء على حساب المصلحة الامريكية ونفوذها في المنطقه، او اذا جادلت ان الادارة الحالية تركز على الحل للصراع العربي الاسرائيلي فيجب ان تفكر بما عسى ان تكون عناصر الاتفاقية ، وهل الولايات المتحده تعتبر ضامنا لهكذا اتفاق ؟ وهل نجح الرئيس ترمب بتوقيت جهوده جيدا ؟ كخلاصة ، ترى إنه من الصعب رؤية أي عمل مشجع لأي من هذه التساؤلات والنقاط .

عمليات بيع السلاح تحصل وبقوة وعلى الاغلب انها ستستمر ولكن تجميع السلاح لصالح حكومات الخليج لن يوقف ايران عما تقوم به رغم ان معظم السلاح الايراني يعود لحقبة الشاه  ، هذا النموذج نراه جليا في اليمن ففي الوقت الذي يصرف العرب المليارات سنويا،  لا يتعدى الانفاق الايراني على السلاح 100 مليون دولار سنويا وفي نفس الوقت تشعر دول الخليج بالتهديد فيما تشعر ايران بالامان. السبب في ذلك ان الكثير من دول المنطقه تأخذ الوعود الامريكيه على محمل الالتزام والحقيقه أنها لا تمثل ذلك فحكومات المنطقه يشعرون ان لهم الحرية في التحركات العسكريه وان أمريكا ستساندهم كما جرت العاده ولكنها استراتيجية " أمريكا أولا " التي ساهمت في تخفيض التواجد العسكري الامريكي وزادت رغبتها بالانابة للمسؤوليات واطلاق الحريه واليدين لحلفاءها حتى وان كانت النتائج غير مرضية، فاذا ما ارادت امريكا القتال هناك فانها ستبيع المزيد من الاسلحة لهم .

مشاكل المنطقه لا تحل الا بالتفاوض وقد كانت معظم المفاوضات ناجحه عندما كانت الولايات المتحده جزءا منها، وهذا يتطلب من الولايات المتحده أمرين الاول الايمان الراسخ بأهمية المنطقه والثاني الالتزام الامريكي بالمفاوضات وعدم اطلاق الحريه واليدين لحلفاءها ولكن للأسف هذين الامرين غير محققين.  انتهى

في اللهجة الكويتيه عندما نقول فلان اخو فلان فذلك لا يعني الاخوة بالدم والنسب وانما ان الاثنين متماثلين وهذا ما قصدته في العنوان، واذا ما سلمنا بالتحليل المذكور فان السياسات الامريكيه تجاه العرب متماثلة ما بين اوباما وترمب وعليه يجب ان ننظر الى خلاصة الكاتب في النهايه ان المفاوضات هي الحل وان مزيدا من جمع السلاح والقتال لن يفضي الى شيء وانما الى المزيد من هدر المال والدم في الوقت الذي يتفرج علينا العالم دون حركه، قد حان الوقت لنأخذ مصيرنا بأيدينا وان يكون قرارنا مستقلا وان نعدم ثقتنا بالامريكان لنقول كفى لما يحدث في سوريا وليبيا والعراق واليمن.





الخميس، 30 نوفمبر 2017

الا في الفتنة سقطتم، يا عرب !!!

حروب كلاميه واخرى فعليه وثالثه اقتصاديه وتهديد ووعيد ، هذا باختصار الحال بين العرب اليوم فالشق اصبح عموديا وافقيا وحتى مائلا، وتصاعدت حدة الكراهيه ولم تترك وسيلة اعلاميه الا واستعملت ولم يترك سلاحا الا واستعمل. نعم لم تكن الامور في عصر العرب الحديث سهلة او هادئة يوما ، ولكن ما نراه اليوم من فرقة ليس مسبوقا في اي حقبة من تاريخ العرب الحديث وهي بحق حقبة سوداء في تاريخنا ، فما يمر به المواطن العربي من جوع وفقر وظلم وقتل على الهويه ونزوح بالملايين وخلايا ارهابية نائمه واخرى قائمه تقتل الابرياء بالاف لا يقل عن سلب العرب لمبادءهم واخلاقهم وفضائلهم المذكورة في كنب التاريخ. هذا المشهد السريالي القاتم مستمر ولا أرى له فرجا قريبا وهويترك اسئلة كبيره ، لما كل هذا ، وكيف بدأ ومتى سينتهي؟


لكي  نفهم ما يجري يجب ان نسرد احداث التسعينات لتبدأ قصتنا من البروفيسور برنارد لويس اليهودي البريطاني الذي ولد في عام 1916 وتدرج في المناصب من ادارة الاستخبارات البريطانيه أثناء الحرب الكبرى ثم عاد لينهي دراسة الدكتوراه في العلوم الاسلاميه ثم انتقل الى الولايات المتحده ليدرس في جامعة برينستون الشهيره العلوم الاسلاميه وتاريخ الشرق. كتب مقالا مثيرا في خريف 1992 بعنوان " اعادة التفكير بالشرق الاوسط" الذي في مقدمته يتحدث عن النمط الامبراطوري الروماني في ادارة شؤون الامبراطوريه وهي اعطاء مجموعات اثنيه اوطائفيه حق تقرير المصير او استقلال من نوع ما على شرط الا يكون ذلك الكيان قويا كي يتسنى للقوة العسكريه الرومانيه من الدخول واحكام السيطره اذا لزم واما فيما يخص السياسه فاعطهم لجاما طويلا ما داموا يدفعون لروما. هذا النمط هو اساس فكر لويس الذي غالبا ما كانت تستشيره الحكومة الامريكيه ناهيك عن اعضاء الكونغرس بشقيه الديمقراطي والجمهوري.

يقول لويس " بعد حرب حرب الكويت اصبح أمر انتهاء القومية العربيه جليا واصبح الفكر القومي العربي لا يعتد به كقوة فمعظم المتصارعين من العرب فيما بينهم والامر الثاني هو انتهاء صلاحية سلاح النفط وهذين الحدثين سقوط الفكر القومي وانتهاء سلاح النفط ينهي التهديد بقيام تنمية صناعيه وأي استقلال وطني حقيقي في الشرق الاوسط ولكن قد يسمح لهم على ان يكون تحت سيطرة الغرب تماما كالنموذج الروماني". ويضيف لويس" لدى الامريكان مصلحتان فقط في الشرق الاوسط هما النفط واسرائيل فالاخيره لها مع الولايات المتحده روابط قويه قائمة على الولاء وهو الشيء الذي لا تملكه امريكا من أي من دول المنطقه لذلك الولايات المتحده ليست ملزمة بمؤازرة أي من أنظمة الدول في حال فشلها وسقوط الشاه المدوي لعله اكبر مثال على ذلك.

في محور آخرتحدث عن توازن لويس-كيسينجرللقوة الاستراتيجيه والذي يحرم قيام " تجمع على المبادئ" والذي من الممكن ان يهييء لتحالف بين الدول قائم على أساس الالتزام بالتنمية الاقتصاديه فيما بينهم ، فعدم وجود تحالف كهذا يجعل هذه الدول في مهب الريح في حال هبوط الاقتصاد العالمي الامر الذي يضع هذه الدول تحت مضلة صندوق النقد الدولي الذي في حال امتناعه عن المساعده يخلق بالضرورة لقيام حروب وحالات من الشغب الاهلي.

وأخيرا اختتم لويس يقوله وكان هذا عام 1992" ان أفول القومية العربيه أعطى الفرصه للتطرف الاسلامي ان يكون بديلا ناجحا فرئيس أي نظام بامكانه الغاء الاحزاب والتجمعات ولكن لا يمكنه منع العباده من هنا تسنطيع المجموعات الاسلاميه من تشكيل شبكات خارج سيطرة الدوله فيقومون بتجهيز طابورهم الخامس في الكثير من الدول التي تعتبر اصلا دول حديثة التكوين نوعا ما وفي الوقت المناسب بامكان هذه المنظمات من خلق الفوضى والذعر وانشاء حرب المذاهب وعودة سيطرة القبائل والطوائف.

هذا المقال في مجلة فورين افيرز كان البذرة التي اعتمدت عليها ادارة بوش ممثلة بوزيرة خارجيتها كونداليزا رايس التي اعلنت عن الشرق الاوسط الجديد، والتي مازالت فصوله تجري في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وحتى مصر وتقريبا بشكل حرفي لما قاله لويس وما زال هناك من العرب من يقول انتم تؤمنون كثيرا بنظرية المؤامره رغم ان المؤامرة منشورة ومعلنه ولكن كيف عساه ان يبرر وقوفه مع المؤامره سوى نفي وجودها.  ففي عام 2002 ظهر لويس بمقال في وال ستريت جورنال عنوانه " لقد حان وقت قلب الطاوله" فقط أشهر قبل الدخول الامريكي للعراق حيث قال في مقاله " نعم تغيير النظام أمر خطير ولكن احيانا ان لا تتخذ قرارا يكون اخطر بكثير من اتخاذ قرار كهذا "،

خلاصة لكل ماسبق ينبغي لنا ان نعرف قوة اللوبي الصهيوني في صناعة القرار الامريكي وأن الولايات المتحده لا تلتفت لحلفاءها الا بمقدار طول اللجام الذي صنعته لهم وما تراه مناسبا لمخططاتها التي تتمحور حول أمن الكيان الصهيوني ، تدفق النفط والذي لم تعد تهتم به كسابق عهدها نظرا لانتاجها ما يقارب 9.65 مليون برميل الان، والاهم منع قيام كيان عربي بأي شكل من الاشكال لضمان استمرار الدول العربيه في كونها مستهلكا محضا بعيدين كل البعد عن صناعة القرار الاقتصادي العالمي، وعليه فعلى المواطن العربي أن يدرك حين يكثر نباح بعض القنوات التلفزيونية العربيه وتركيزها على أمر ما مثير للفتنة ان ذلك هو بداية لمخطط ما مرسوم له أهداف ينبغي دراستها والتعمق فيها. وكمثال على ذلك حمى التطبيع السائده في تلك القنوات يتبعها جيش من المغردين يردحون صباحا ومساء لصالح الكيان الصهيوني وأحقية الكيان الغاصب ، فلك أيها المواطن أن تقرر لنفسك مع المعطيات التي سردت ان تعلم وتحلل ما سيلي هذا النباح وأن لك تاريخا ودما ودينا وانسانية يمنعوك من السقوط في الفتنة!!!












ز