الاثنين، 16 يناير 2023

الصلاة في القدس... مسألة وقت!

 خرج الالاف من المحتجبن في كيان العدو لمطالبة حكومتهم بالتراجع عن قرارها بخصوص التغييرات الجذرية التي ستطال النظام القضائي هناك، وعلل المحتجون رفضهم للقرار المقترح أنه سيطمس الديمقراطية ويمنع حرية الرأي التي تمتعوا بها منذ قيام كيانهم الغاصب. ينص القرار المقترح على ان الحكومة هي من ستعين القضاة بمن فيهم أعضاء المحكمة العليا مما سيمنعهم من الغاء اي قرار تشريعي قد يخرج من الكنيست بأغلبية 61 صوتا، علما ان كيان العدو لا يملك دستورا ولكن القضاة اما يعتمدون على حالات سابقة او من تكون حجته أقوى من خلال القوانين المتاحة.

هذه الحالة تستحق الدراسة خاصة اذا ما علمنا ان معظم القضاة في المحكمة العليا الصهيونية هم من العلمانيين وهو أمر لا يسير جنبا الى جنب مع المتشددين الذين جمعهم نتنياهو في حكومته، فلما اذن  يقدم نتنياهو على استفزاز الطرف الاخر وهو يقود حكومة هشة قد تدفعه بهذا الزخم من المتظاهرين الى انتخابات مبكرة خاصة اذا علمنا ان بعض نواب الليكود قد أبدوا امتعاضهم من هذا القرار مما قد يسب خسارة حتمبة للقرار وقت التصويت؟ هل نتنياهو واثق من نجاح التصويت ام انها ظاهرة صوتية لزيادة التفاف المتشددين حوله أم انه لا يملك خيارا؟

الجميع يعلم مدى الانقسام الاجتماعي الذي يعشه كيان العدو، فلو أخرجنا 20% ممن يحملون جنسية الكيان وهم فلسطينين 48 يكون الباقي منقسما طولا وعرضا فناهيك عن الانقسام بين اليهود الاوروبيين ويدعون بالاشكناز وبين اليهود الشرق وشمال افريقيا والذين يدعون مزراحي، بل الامر يتعدى الانقسام ليصل الى العنصرية ضد اليهود الشرقيين ولمن يريد الاطلاع أكثر على حجم الانقسام بالارقام بامكانه الذهاب الى هذا الرابط https://www.timesofisrael.com/inequality-between-mizrahi-ashkenazi-jews-to-be-measured-with-new-statistics/ ، هذا من جانب ومن جانب آخر هناك انقسام ما بين العلمانيين والذين يشكلون الاغلبيه وما بين المتدينين ، كما ان المتدينين ينقسمون الى حريديم وهم المتشددين جدا وما بين مجموعة داتي وكذلك المحافظين الذين يطلق عليهم  ماسورتي . من الواضح ان مجتمعا كهذا يتطلب اما شرارة صغيرة ليشتعل او يعيد الانتخابات ليهدأ الجميع.

منذ ان استلم نتنياهورئاسة الوزراء وهو يعمد الى مجموعة من القرارات الجدلية كاعلانه في نهاية ديسمبر الماضي انه سيعتمد بناء المستوطنات في النقب والجولان وهو القرار الذي هدم جسري التطبيع والمتأملين بالمبادرة العربية مع العالم أجمع وليس مع العرب فقط، فهو يهدم الجسور محليا وعالميا ليعيد الكيان الغاصب الى حقيقته. قد يقول القارىء انه كمن يطلق النار على قدمه وهذا صحيح والسبب يعود الى انه لم يعد يملك الخيارات التي كانت متاحة سابقا فهو يرى بأم عينيه:

1 - مجتمعا منقسما لا يثق بسياسيه ولا دليل أصدق على هذا هو تشكيل 5 حكومات في 3 سنين

2 - تعاظم قوى المقاومة فمع قرب انتهاء الازمة في سوريا ستتعاظم هذه القوة اكثر واكثربل ان الصهيوني يعلم ان المقاومة في المرحلة القادمة ستكون هي المبادرة وهو تحول عن دور المتلقي وهذا امريقلق الصهاينة فمحاولاتهم المتكررة للاستفزاز في سوريا لم تسفرعن ردود افعال وهو امر يقراءه الصهيوني على ان المقاومة لن تجر الى عمليات محدودة وانها تحضر للمعركة الشاملة. 

3 - هجرات اليهود الى الخارج وهذا ما تطرقت له جريدة معاريف حيث ذكرت عن مجموعة تسمي نفسها   " لنغادرالبلاد معا" يقودها التاشط الصهيوني يانيف جورليك ورجل الاعمال الامريكي الصهيوني موردخاي كاهانا والتي تسعى لنقل 10 الاف من حملة جنسية الكيان الى الولايات المتحده حيث بلغ عدد المهاجرين اليهود الذين لا يملكون نية لهم بالعودة الى 720 الفا وهو امر ليس بالجديد فالكاتب الصهيوني ماير مارجليت قد ذكر تاريخيا ان 485 يهوديا قدموا طلبات للحصول على الجواز النمساوي عام 1947 وفي نفس العام تقدم 14,500 يهودي بطلب للسفارة البولندية للهجرة او الحصول على الجواز البولندي علما ان بولندا كانت السيطرة السوفيتية حيث فضلوا العيش هناك على البقاء في فلسطين. وللاطلاع على المزيد هنا رابط مقال الاستاذ جوزيف مسعد.   https://www.middleeasteye.net/opinion/jews-leaving-israel-disillusion-long-time

فقدان الهوية والاحساس بعدم الانتماء هي السمة الواضحه على مجتمع الكيان  بل واليقين ان هذا الكيان اصبح يعاني من مسألة وجودية ونتيجة لذلك يحاول قادة العدو افتعال الازمات تارة بالتلويح بمعركة جوية ضد ايران وتارة بإشغال شعبهم في امور استفزازيه فقط لالهائم عن حقيقة مرة وهي ان هذا الكيان اصبح ضمن العد التنازلي لبقاءه. نعم لقد باتت خياراتهم محدودة خاصة انهم ينظرون الى الدعم الامريكي الخجول لاوكرانيا ويفكرون مليا ان هذا ما سينطبق عليهم اذا ما قامت حرب في المنطقة وان ايران حيث يركزون سخطهم وغضبهم، ليست دولة صغيرة او انها لا تملك ما يكفيها من السلاح لتطال به تل أبيب وتشعلها، فلو كانوا يشعرون ان بامكانهم الكر والفر لفعلوها منذ زمن. هذا من جانب ومن جانب اخر فالمقاومة الفلسطينيه أصبحت تشكل قلقا وخوفا لهم من خلال العمليات النوعية في عام 2022، بل انهم يتحاشون التحرش بغزة فقد جربوها مرتين في العامين المنصرمين وكانت النتيجة سلبية عليهم. فالصهاينة يعلمون ان المقاومة الفلسطينية قد تحررت من التسلط العربي الذي كان يقمعها ويديرها لصالح الكيان وان محورالمقاومة أصبح يدعمها وبقوة بالسلاح والاعلام وكل ما يلزم لاكمال المسيرة النضالية ضد كيان العدو الصهيوني.   

ان الصلاة في القدس لم تعد مزحة او تهكما بل أصبحت واقعا قريبا وقريبا جدا ان شاء الله تعالى.   

هناك تعليق واحد:

  1. مقال رائع 👏🏻 الله يعطيك العافية

    ردحذف