السبت، 5 فبراير 2022

هل نحن مع عرب المقاومة او المساومة او الموائمة؟؟؟

 راقبت مؤخرا ولفترة لا بأس بها التغريدات المحلية بل وغرف كلب هاوس وتويتر فخرجت بنتيجة ان أحدا لا يعنيه ما يحصل في الخليج او الاقليم أو حتى العالم وتركزت المناقشات على الاشخاص وكل همهم ماذا فعل عبيد والبراك وفيصل اكثر من القوانين والتنمية بل بلغت حدا اسمع فيه تكرارا لما سمعته في الغرفة الاخرى او تغريدات عدة متشابهة. غياب النقاشات عما يحصل في المنطقة والدور الكويتي فيها هو أمر مرعب لاننا وان كنا لا نناقش الاوضاع السياسية والاستراتيجية والتحالفات في المنطقة الان، فسيأتي الوقت الذي يجب ان نكون فيه مستعدين لنقرر في أي جانب نحن من هذه التحالفات أو نفرض أنفسنا في خانة الحياد، وما هو موقفنا تجاه هذه القضية أو تلك والتي تعم المنطقة كلها. إنه مصير وليس ترف فلذا انا من هذا المقال أحفز الاخوة المعنين بهذه الدراسات والمناقشات ان يفتحوا وسائل تواصلهم لعلاج هذه الافة وهي غياب الوعي والثقافة في العلوم السياسية والاستراتيجية.

حروب المنطقة تعنينا جدا ان كانت في سوريا او اليمن او العراق أو فلسطين المحتلة وكذلك الاوضاع في السودان وتونس ولبنان كما يعنينا بروز الاقطاب الجديدة في كل من روسيا والصين وأمور عدة كملف النووي ومستقبل المنطقة وغيرها ، فكل هذه الامور سيتمخض عنها شيء في النهاية وسنتأثر بها شئنا أم أبينا. لأعطي مثالا مبسطا جدا كي تتضح الصورة ، سنوات الصراع الماضية تمخض عنها محور أسمه محور المقاومة ويضم سوريا وجزء من اليمن وجزء من العراق وجزء من لبنان، هذا المحور يملك قوة عسكرية استطاع بها ان يفرض كلمته على المنطقة تحت شعارين وهما تحرير فلسطين وإيقاف الهيمنة الامريكية في منطقتنا، يقابله محور اسمه محور المساومة الذي مد يده لكيان العدو الصهيوني وشكل معه محورا اقتصاديا وعسكريا يواجه به محورالمقاومة بالتعاون مع الامريكي. مع هذا التبسيط الشديد ، أين نجد الكويت علما ان هذين المحورين هما على أرض الواقع وليسا قيد التأسيس؟؟؟

لا يمكن للكويت ان تكون جزءا من محور المساومة لان لها مبادىء راسخة ضد التطبيع وتؤمن بالحق الفلسطيني وعدم التدخل في شؤون الاخرين  وهذه العناصرهي شروط أساسيية للعضوية في هذا المحور، ومن جانب اخر فالكويت يصعب عليها أن تكون من محور المقاومة وذلك لعلاقاتها الوثيقة مع الجميع، ولتأثرها الكبير بالرأي العام لدول مجلس التعاون. هذا يضعنا امام خيار أخير وهو محور الموائمة أو الحياد فالموائمة باللغة تعني الموافقة اوعدم الاختلاف، فالكويت تجمعها علاقات متميزة مع الجميع ودون ان نكون مع محور ضد الاخر كما أنها فرصتنا الكبيرة لاستعادة أمجاد الدبلوماسية التي أسسها الشيخ صباح الاحمد رحمه الله والتي بدأنا نفقدها مؤخرا  ويتمركز هدفها في إيجاد الحلول ونزع فتيل اية مشكلة قد تظهر على السطح بين الفريقين.

فإذا بنينا على أن الكويت من عرب الموائمة والحياد عندها نستطيع ان نبني استراتيجيتنا الخارجية ونحدد أهدافنا القائمة على عدم التطبيع والايمان بالحق الفلسطيني وعدم التدخل في شؤون الاخرين مع المساهمة الفعالة لانهاء اي نزاع في المنطقة عن طريق تقريب وجهات النظر كما بالامكان اضافة أركان أخرى نستطيع ان نضمها للأهداف الاستراتيجبة. ولعل أفضل عمل يتماشى مع هذه الاستراتيجبة هو إنهاء حرب اليمن التي احرقت الاخضر واليابس ونالت من الدم العربي ما نالته وهي في تفاقم وتوسع، وهنا لا أقصد الهدنة وانما ايقاف للحرب يبدأ بالهدنة وينتهي بالتفاوض العميق مع جميع الاطراف المتنازعة ولا تنتهي المفاوضات الا بالاتفاق وبغض النظر عن تغير الاحداث. الكويت لها من الاحترام والمحبة بين أشقاءها العرب ما يؤهلها للقيام بهذا الامر ولا بأس بل من الجيد ان نجد دول عربية اخرى لها نفس الاهداف الاستراتيجية الخارجية كالجزائر مثلا والتي تقارب في سياساتها الخارجية الكويت وتقاربها في المبادىء الثابتة والاهداف الاستراتيجبة.

ان فتح نقاش كهذا وإنشاء مراكز للبحوث الجيوسياسية لا يساعد الحكومة في اتخاذ قراراتها بناء على دراسات معمقة فحسب وانما سينمي الوعي والراي العام في البلد وسيخرجنا من البصم على تحليلات سياسية تنشر على مواقع الانترنت او القنوات الفضائية الاخبارية.  فكل ما ذكرت من وسائل تواصل وغيرها قد يبعدنا عن الحقيقة ، فلما لا تكون استراتيجيتنا في الشؤون الخارجية معلنة بوضوح ولما لا يكون لنا متحدث في وزارة الخارجية بخبرنا عن التوجه الحقيقي للدولة تجاه كل القضايا التي تعصف بهذا الوطن العربي والشؤون الاقليمية والعالمية كما أنها وسيلة للتخاطب مع العالم عن طريق ابراز هويتنا الوطنية التي تعبرعن ما يشعر به المواطنون ويؤمنون فهي كالروح التي تسري في جسد كل الشعب فتضامننا مع الشعوب او تخاصمنا يعكس هويتنا الوطنية وما تمثله سياساتنا مع الخارج ذا أهمية عظيمة لانها تقول للعالم من نحن وما هويتنا.


   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق