الجمعة، 12 أبريل 2019

هل يدوم غزل مسقط وتل ابيب؟؟؟؟

استغرب العديد من حديث وزير الخارجية العماني على هامش مشاركته في المندى الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالاردن حين قال " أعتقد علينا نحن العرب ان نسعى الى تبديد مخاوف اسرائيل بإجراءات واتفاقات حقيقيه " وأضاف " على الفلسطينين ان يساعدوا الاسرئلبيين على الخروج من هذا الخوف الذي يهددهم"
(حرصا على دقة التواريخ فلقد استعنت بتقرير مجلة فورين بوليسي بتاريخ 7/11/2018 وتقرير معهد الشرق الاوسط-- واشنطن بتاريخ 10/12/2018)
من يعرف العلاقه ما بين الكيان الصهيوني وسلطنة عمان لن يستغرب كثيرا، هذه العلاقة بدأت عام 1970 حين كان خطر الثوارفي ظفار حقيقيا ولولا دعم الايرانيين والمرتزقه البريطانيين لكان اندماج بقعة من عمان مع جمهورية اليمن الشعبيه أمرا واقعا خاصة ان الاتحاد السوفيتي كان يدعم الاثنين. أما الدور الصهيوني فاقتصر على الدعم الفني وتوريد السلاح، كانت هذه هي البدايه في كسر الجليد ما بين مسقط وتل أبيب ولم تتوقف العلاقة حتى يومنا هذا.وتواصلت هذه العلاقة في المرحلة الحرجة عند اتفاقية السلام الموقعه بين السادات والكيان الصهيوني عام 1978 والتي لم تحظى بدعم عربي الا من المغرب والسودان وطبعا سلطنة عمان، وليؤكد الصهاينة اهتمامهم بهذه العلاقة اوفدوا بانتظام عضو الموساد ناشك نافوت منذ مطلع الثمانينات وتركزت محادثاتهم على الاهتمامات المشتركه خاصة الدور السوفيتي في المنطقه والثورة الايرانيه وعملية السلام.
في فبراير 1994 اجتمع يوسي بيلين وكيل وزارة الخارجية في الكيان الصهيوني سرا مع المسؤولين العمانيين تتركز على توثيق العلاقات بينهما واستمرت هذه المشاورات حتى 27 ديسمبر 1994 حين التقى اسحاق رابين مع السلطان قابوس وتحديدا بعد شهرين من معاهدة وادي عربه او معاهدة السلام بين الراحل الملك حسين واسحاق رابين في خطوة اراد بها الصهاينه تعزيز اتفاقيات ومعاهدات السلام مع العرب.
استمر مسلسل اللقاءات بين الطرفين وهذه المرة بين رئيس الوزراء الصهيوني شمعون بيريز والسلطان قابوس  في ابريل عام 1996 والاخيرة اي اللقاء الثالث للسلطان قابوس مع رؤوساء وزراء العدو كان مع بنيامين نتنياهوفي اكتوبر عام 2018. فلما يركز العدو الصهيوني على علاقات متميزه مع سلطنة عمان يا ترى؟؟؟؟؟
سلطنة عمان تختلف عن سائر الدول العربيه في نهجها السياسي فهي عضو في مجلس التعاون وتخالف الكثير من قراراته ولا تؤيدها بل ونادرا ما يحضر السلطان الى القمم الخليجية، وهي أيضا تتمتع بعلاقات متميزه سياسية وتجارية مع ايران فالعمانيون لن ينسوا وقوف الايرانيين بحانبهم في حربهم الطويلة مع ثوار ظفار لذا ساهم العمانيون بدور الوساطه بقوة بين الايرانيين والامريكان في اتفاقية الملف النووي. واخيرا موقفهم من  سياسات اوبك خاصة عام 2014 عندما قررت اوبك اغراق الاسواق بالنفط لتحطيم الاسعار مما اعتبره العمانيون غباء وصرحوا بذلك دون اهتمام لردة فعل اي من دول اوبك العربية وغيرها، كما تتميز السلطنه بعلاقات متميزة ايضا مع بريطانيا والولايات المتحده، أضف الى ذلك موقعها الجغرافي. بالمجمل يرى الصهاينة في السياسة العمانيه مأربهم وبهذه العلاقه يكونون قد وصلوا الى عمق العالم العربي جنوبا وأصبحوا يطلون على مضيق هرمز وبحر العرب ,والمحيط الهندي . الكيان الصهيوني يرى في العمانيين ايضا وسيطا رائعا للتهدئه مع ايران في حال اشتدت الاوضاع بينهما، ولا ننسى مشروع تحلية المياه الضخم بينهما وفكرة سكة الحديد التي يفكرفيها الطرفان جديا مع بعض دول الخليج منذ مده بينهم.
الصورة توضح بجلاء ان لا شيء يمكن له ان يتم الا بمباركة سعوديه ورضا امريكي عارم والاخير هو ما عبر عنه وزير الخارجيه العماني بقوله " ان عمان لا تطرح حلا للسلام بنفسها ولكن بالاحرى تعتمد على الولايات المتحده وجهود الرئيس الامريكي لتطبيق صفقة القرن".فالهدف العماني هو تعزيز العلاقات مع الولايات المتحده الى حد كبير بحيث لا يتم اقتطاعهم خارج صفقة القرن وذلك عن طريق ارضاءهم بالعلاقة مع الصهاينه وهو يطابق ما صرح به وزير التخطيط المصري في عهد السادات الوزير اسماعيل صبري عبدالله  حين قال " اذا أردنا علاقات ممتازه مع واشنطن ينبغي علينا المبيت في تل أبيب".

الواضح مما مضى ان العدو الصهيوني هو المستفيد الاكبر من هذا الموضوع، فلو وضعنا الفائدة الاقتصادية جانبا وهي ضخمة جدا وركزنا على ما سيجنيه الكيان الغاصب لوجدنا التالي:
1 - الصهاينه اصبح لهم امتداد جبوسياسي من البحر الابيض الى الاحمر الى المحيط الهندي وهو فك كامل لعزلتهم
2 - وضع العرب في مشاريع مشتركه يقوي من وضعهم الدولي وخاصة الامم المتحده
3 - مضاعفة اعمالهم الاستيطانيه دون احتجاجات عربيه الا ما ندر
4 - وضع السلطة الفلسطينية في موقف قد يقبلون فيه ما يقدم لهم حيث لا نية للصهاينه للسلام او حتى للمهادنه
5 - ضغط العرب المطبعه على العرب الغير مطبعه وبذلك اصبح لهم محامين بالمجان
6 - التاثير الصهيوني المباشر على القرار العربي بل والقطري كذلك
7 - الامريكان لا يحتاجون قواعد عسكريه بعد اليوم فهناك من يدافع عن مصالحهم وسيمدوهم بأفضل ما لديهم من سلاح فهم لا يخشون من هجوم هؤلاء على العدو الصهيوني
8- بعد ان اصبح انتاج النفط الامريكي يتجاوز انتاج الكويت والعراق وايران مجتمعين وتجاوز الانتاج السعودي والروسي، هو ينوع من مصدر دخله بادخال الشركات الامريكيه لهذه المشاريع العملاقه

هذه وغيرها من الامور التي ستساهم في تصفية الحق العربي في فلسطين بل ستوسع رقعة النفوذ الصهيوني ، وهذا واضح لذا أصبح من الازم اكثر من اي وقت مضى ان تنطلق حناجر الاحرار واقلامهم لكيلا تقع هذه الكارثة العرببه. فهل سيدوم الغزل بين مسقط وتل أبيب ؟ نعم ....وعلى دماء الشهداء وعلى حق الارض والعوده ونعم سيعود الاستعمار بقوة ولكن هذا لن يمنعني والالاف من العرب ان يعلموا أبناءهم ان الصهيوني عدو فاتخذوه عدوا وان نعلمهم ان العزة والكرامة والحريه هي امل الشعوب وليست البنايات العملاقه والمحلات الفخمه والسياسات والافكارالغربيه الغريبة المستورده.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق