السبت، 14 فبراير 2015

كيف يعمل الامريكان من مذكرات هيلاري

أزمة سياسيه تجري الان على الساحه الامريكيه بسبب دعوة رئيس مجلس النواب الامريكي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني لالقاء خطاب يتعلق بالسياسة الخارجية الامريكيه وتحديدا بالموضوع الايراني مما أثار استهجان الديمقراطيين وعلى رأسهم الرئيس اوباما لتدخله الغير مقبول بالشأن الداخلي الامريكي. وراودتني مجموعة من الاسئله لعل أهمها ، هل انتهاك السياده الامريكيه بهذا الشكل أمر مقبول للسياسي الامريكي؟ الواضح نعم اذا كان من اسرائيل ، فالدعم الجمهوري (هم الاغلبيه الان في الكونجرس) الغير محدود  يعني أنه رغم عدم موافقة اوباما الا ان الدعوه مستمره وننتظر يوم 3 مارس موعد الخطاب.
فذهبت أبحث عن كتاب يفيدني بطريقة عمل الامريكان في السياسة ، محظوراتهم وما يسمحون به وأساليب التنفيذ مع وقائع حصلت فعلا فلم اجد افضل من كتاب " الخيارات الصعبه " وهو مذكرات هيلاري كلنتون تبين فيها الاحداث ورسم الخطط وأساليب عملهم مع الحلفاء والاعداءخاصة ان الكتاب مبوب حسب الدول والاحداث مما يسهل البحث والقراءه. وقد اخترت الموضوع الايراني لارتباطه بالسبب الاساس للموضوع  وانتقيت من الفصل 18 ما يفيد الموضوع ابتداء من صفحه 438.

تقول هيلاري ، استغرقت في الاجتماع مع نتنياهو عدة ساعات شارحة له استراتيجيتنا في التعامل مع ايران وهي تتكون من شقين الجانب العسكري حيث ذكرته ان اوباما قال سابقا ان كل الخيارات متاحة على الطاوله ، وجانب الحصار الاقتصادي وهو خيارنا فحاولت جاهدة أقناعه  أن الامر قد ينجح. وبينت له ان اوباما لن يقبل ان تحصل ايران على قنبلة ذريه كما انه لن يقبل سياسة الاحتواء التي نجحت مع الاتحاد السوفيتي سابقا ولكنها لن تنجح مع ايران لعلاقة ايران بالمنظمات الارهابيه والاحداث المتذبذبه في المنطقه.
بعدها تابعت العمل مع حلفاءنا في مجلس التعاون وقمنا بمناورات مشتركه لتكون قواتنا قريبة منهم ، كما اقنعت تركيا بوضع رادارات على اراضيهم ووضع منظومة صواريخ لحماية حلفائنا الاوربيين من الهجمات الصاروخيه الايرانيه.

وتتابع كلنتون صفحه 440 قائلة ، كنا نشطين جدا في انغولا ونيجيريا والخليج حيث شجعنا منافسي ايران ان ينتجوا ويبيعوا المزيد من نفطهم مع المحافظه توازن السوق ومنع اسعار عاليه للنفط كي لا تستفيد ايران . وعندما بدأ نفطنا المحلي بالانتاج الغزير قل استيرادنا للنفط كثيرا مما مكن الدول المستورده الحصول على اي مقدار يريدون من الدول المنتجه مقللين ضغط الطلب على السوق العالمي وسهل ذلك عزل ايران.
الخطوه التاليه هي الدول التي تستورد النفط الايراني وهم الصين والهند واليابان وكوريا وقد اتخذوا قرارهم بالحظر الا الهند التي قالت علانية انها لن تنصاع للغرب بتخفيض اعتمادها على النفط الايراني، فتطور اقتصادهم يجعلهم لا يغامرون بايقاف تدفق النفط اليهم ، ورغم تذكيرنا لهم ان 6 ملايين هندي يعملون في الخليج وان اي خلل في السياسه او الاقتصاد في الخليج  سيجعل وضعهم سيئا، ولكن كلما رفعنا صوتنا اصر الهنود أكثر. فقمت بزيارة الى نيودلهي في مايو 2012 لكي أوصل الرساله شخصيا وهي أن جبهة دولية موحده هي أفضل الطرق لجعل ايران تعود الى طاولة المفاوضات ، وأوضحت لهم فوائد تنويع مصادر النفط كما اوضحت لهم المصادر.واخيرا قلت لهم اذا اتخذتم خطوات ايجابيه سنعلن بوضوح ان القرار كان قراركم. بعدها ذهبت الى المؤتمر الصحفي بمعية وزير الخارجيه السيد كريشنا وكنا نعلم ان الصحافه ستسألنا عن الوضع النفطي مع ايران، وما ان جاء السؤال حتى حولته على الوزير الهندي الذي قال " نظرا لزيادة الطلب على الطاقه فانه من الطبيعي ان ننوع مصادر النفط والغاز لضمان استمراريتها" كانت هذه الاجابة كافية لي.

اكتفي بهذا القدر من الاقتباس لانه أجاب عن تساؤلاتي ، فبعد ان اتفق السياسين الامريكان في البيت الابيض على الخطوات التي سيتبعونها ضد ايران، اتجهوا فورا الى تل أبيب ، والكلمة التي تحتها خط اقناع والجهد كي يقبل الاستراتيجيه الامريكيه كما تم ارضاءه بكل الكلمات التي يريد سماعها وهي ان كل الخيارات متاحه وكذلك عدم اتباع سياسة الاحتواء، وما أن وافق رئيس وزراء الكيان الصهيوني حتى انتقلت الى الخليج وهنا كلمة شجعنا كانت كافية لاداء الغرض واقناع تركيا بسرعه ودون جهد ، ولكن في كل الاحوال لم تناقش استراتيجبة الامريكان الا مع الصهاينه. اما الهنود فقد اوضحوا لهم وذكروهم  وهي لغة تهديد واضحه والا فما معنى الحديث عن الملايين الهنود ال6  العاملين في الخليج واثرهم الاقتصادي، وسياسة الترغيب والترهيب من خلال الكلمات " اذا اتخذتم خطوات ايجابيه"
فلكل من يريد تحليل السياسه الامريكيه له ان يراقب زيارة السياسين الامريكان لتل أبيب والزيارات المكوكيه التي يقومون بها بعد ذلك تعلم أن طبخة ما تنضى على نار هادئه وما سيعقبها هو سلسلة من القرارات بحق احدى الدول. فلا عجب ان تتم دعوة نتنياهو لمجلس النواب الامريكي لالقاء خطابه عن السياسه الخارجيه الامريكيه وان رفض واستنكر اوباما وحزبه ، ففي هذا الامر لم تناقش الاستراتيجية الجديدة لللامريكان مع نتنياهو ولم يوافق عليها مسبقا كما جرت العاده ، فجاء الى عقر دارهم ليقول ويملي عليهم ما يريد.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق