الجمعة، 30 يناير 2015

حزب الله..بين القبول والرفض

كتب احدهم في تويتر " لم اعتقد يوما أني سأبارك لاسرائيل يوما بضرب أراضي عربيه " وقال آخر " أنا اليوم اسرائيلي" قالوا ذلك بعد ضربة الطيران الاسرائيلي لمجموعة من شباب حزب الله والتي سقط فيها ايضا احد الضباط الايرانيين.
يحتاج منا هذا الكلام لوقفه وتحليل لمعرفة سر الكثيرين من العرب الذين يقفون برأيهم ضد حزب الله اللبناني بل ويتمنون ازالته بدل ازالة الصهاينه. ولإحاطة هذا الموضوع نطرح مجموعة من التساؤلات :
·         هل كان البعض يكرهون حزب الله دوما؟
·         متى بدأت هذه الضغينه بالانتشار ؟
·         هل يعلم العرب كيف نشأ حزب الله؟ فإن كان الجواب نعم فماذا تغير؟ وان كان لا فلا بد من معرفة النشأة؟
·         هل ما زالت قضية فلسطين مركزيه أم للكيان الصهيوني كل الحق في العيش بسلام في حدود ما قبل 1967؟

في مابو سنة 2000 انسحبت القوات الاسرائيليه من لبنان وكان له تأثيره على كل العرب دون استثناء الا المتصهينين منهم بالفرحة والفخر ان هذا النوع من الانسحاب جاء بعد ضربات متلاحقه من المقاومه للجيش الاسرائيلي قرر بعدها الكيان الصهيوني ان الكلفة البشريه والماليه عاليه لا يستطيع معها البقاء في لبنان، وأدى ذلك بالضروره الى تفكيك وانتهاء جيش لحد العميل الى الابد. كان العرب جميعا يعيشون فرحة غامره بذلك الانسحاب وبدأ النظر الى حزب الله على انه قادر على المواجهة. لم تكن الحال نفسها في يوليو 2006 فبدل ان يقف العرب قاطبة خلف حزب الله وقف بعضهم ضده ومنهم اللبنانين أنفسهم ، والحجة ان الحزب يدفع لبنان الى دمار غير ضروري خاصة اذا علمنا ان الاسرائيليين ضربوا بيروت بكثافة !!! علامات التعجب هذه طبيعية اذا ما نظرنا للفترة السابقه منذ عام 1982 فهم لم يضربوا بيروت في ذلك العام فحسب انما اجتاحوها واحتلوها بدباباتهم ولم تتوقف الغارات على لبنان ابدا، فماذا تغير؟ فالبعض ممن وقف وهلل لمواقف حزب الله عام 2000 اتخذ موقفا عدائيا في 2006، اذن لم يكن العرب يكرهون الحزب دوما وهذا مهم للتاريخ حيث يسعى البعض ان يقول ان الكراهية كانت منذ البداية وهذا خطأ شائع

اذن نقطة التحول لا بد ان تكون قد نشأت في الفترة بين 2000 و 2006 ، ولعل اهم حدث في تلك الفترة هي احتلال العراق عام 2003، لنفحص هذه النقطة للحدث الاكبر في ذلك الوقت وما نشأ عنها.
نجح الامريكان وبتفوق من زرع فتنة يعرفون تماما الى ما ستقود، الا وهي الطائفيه البغيضة والتي قتلت من الانفس ما لم تقتله امريكا ذاتها وفي نفس الوقت تركت فراغا هائلا سمحت فيها للميليشيات المسلحه ان تصول وتجول دون حسيب ورقيب. فمن يقول ان الامريكان قد فشلوا في العراق يكون واهما فالامريكان لم يكن بخلدهم ابدا تخليص العراق من صدام حسين والا لفعلها في حرب تحريرالكويت وقد كانت الامور متاحة، ولكن الحقيقه كانت بداية الشرق الاوسط الجديد والافكار الهدامه التي ستحطم الشرق الاوسط باقتدار. واصبح العالم العربي ينظر الى كل صغيرة تجري في العراق وعمل الاعلام الغربي والجزيره على صب الزيت على النار فأصبحت الاوضاع تشير وبكل وضوح الى اقتتال أهلي مبني على الطائفية. فتابع البعثيون التفجيرات ولحقتهم القاعده وتدخلت ايران بوضوح فصار العراق مستباحا من جهات عدة ، ومع مرور الوقت ازاداد الشرخ تصدعا وبدأت بعض الدول الاقليميه التدخل ايضا لمعادلة الكفة الايرانيه بتوجيهات دوليه. فنجح المخطط الصهيواميركي نجاحا باهرا، حيث تم تم زرع فتيل الازمات القادمه وفي نفس الوقت تم تحطيم العراق من الداخل ،ولم يكن العرب ليعلموا ان ما يحاك لهم في الخفاء اعظم وادهى فبدؤا بتجهيز الاخوان المسلمين ومجموعة من الحركات التكفيرية سيظهر أثرها واضحا في المستقبل في كل من مصر وليبيا والعراق وسوريا.

الساحة اللبنانيه شهدت امورا كثيرة أيضا ، أوجز أهمها
·         قرار مجلس الامن 1559 عام 2004 والذي يقضي بسحب القوات الاجنبيه من لبنان في اشارة الى القوات السورية، وتفكيك المليشيات ونزع سلاحها في اشارة الى كل الاحزاب.
·         اغتيال الرئيس الرفيق الحريري في فبراير 2005
·         انسحاب كامل للقوات السوريه وهو ما اكده تقرير لارسن ابريل 2005
·         عودة الجنرال ميشال عون في مايو 2005 بعد غياب 14 عام عن لبنان
·         اعمال ارهابيه اغتالت سمير قصير وجورج حاوي في يونيو 2005 ومحاولة اغتيال المر وكان وقتها وزيرا للدفاع
·         تشكيل الحكومه اللبنانيه في يوليو 2005 بقيادة فؤاد السنيوره بعد انتخابات برلمانيه واشتراك وزير للطاقه من حزب الله لاول مره
·         قرار برلماني بالعفو عن سمير جعجع بعد قضاء 11 عام في السجن وعودته للحياة السياسيه

احداث كبيره وعديده ادت الى انقسام حاد بين تيار المستقبل ومعه الكتائب والاشتراكي من جهة وبين حزب الله وأمل والاصلاح والتغيير من جهة أخرى. هذا الانقسام كان له عظيم الاثر في حرب يوليو 2006 حيث وقف تجمع تيار المستقبل ورفاقه ضد الحرب وتأثيرها على لبنان وكما جرت العاده كان التدخل الاعلامي الغير منصف بقيادة الجزيره والعربيه يعمق الهوة بين الفرقاء اللبنانين في الوقت الذي كان يسقط فيه العديد من اخوانهم اللبنانيين من حزب الله في القتال شهداء وجرحى ولم يقف بقوة الى جانب حزب الله سوى تيار عون والذي أبلى بلاء حسنا في ايواء اللاجئين من الجنوب ومعالجتهم وتوزيع الغذاء والماء لهم.
الدمار الكبير الذي خلفته الحرب أعطى خصوم حزب الله الاستمرار الحجة في اظهار العداء مع تشجيع واضح وجلي من دول اقليميه اذكته من خلال الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي واستغلال مشايخ الدين، هذه الامور الثلاث مجتمعه حققت اهدافها بنشر الفرقه والكراهية الشديده لحزب الله وكانت شيئا مرسوما بحنكة وليس حدث طارىء ، مفاده ان حزب الله يتلقى الدعم المالي  والسلاح من ايران، وان ايران تفرد عضلاتها في لبنان كما فعلت في العراق، واستخرجوا مصطلحات جديده كالمد الصفوي والمجوس، كل هذا كي يتحقق التوازن !!!!!
استغربت كثيرا حين سمعت هذه الامور لاول مرة ، لان ببساطه حزب الله اعلن منذ اول يوم لتأسيسه عام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت انه على خط المقاومه  وولاية الفقيه وانه يتلقى دعمه المعنوي والمالي من ايران !!! فقام نفس الاشخاص الذين هللوا للحزب في التسعينيات وال 2000 ، بشتمه لاحقا !! أحقا لم يكونوا يعلموا؟ لا بل يعلمون علم اليقين ولكن ما غرزه الاعلام ومشايخ السلاطين في عقول العامه أنساهم الهدف الرئيسي والقضية المركزيه الا وهي طرد اسرائيل من الاراضي المحتله ، فوصل المخطط الى قمة انجازه حين حصلت المغالطة بإظهار ايران هي العدو وليست اسرائيل ، وتجلت المواقف العربيه حين قصف الكيان الصهيوني غزة ولم تجد غزة ناصرا سوى حزب الله بينما الكثير من العرب عتبوا على المقاومة الفلسطينيه جرأتها على ضرب المستوطنات ورغم قساوة الهجمة الا ان العرب شاحوا بوجوههم الا ما ندر. 

حقائق يجب مراجعتها:

  • على العرب أن يعلموا ان نسيان الكيان الصهيوني لا يعني بالضروره نسيان الكيان لهم، فلن يتوقف عن زرع الفتن والمؤامرات في قلب الوطن العربي بسيطرتهم على الاعلام  وما داعش الا مثال قريب لمستوى المؤامرات الصهيونيه 
  • الفتن الطائفية التي اعتمدها الصهاينه ستتعمق وتكبر اذا لم يجلس العرب والايرانيين على طاولة واحدة ويتفاوضوا على اسس التعامل بينهم ، واما ترك الحبل على الغارب لن نجني منه الا زيادة في الدمار.
  • حزب الله قالها مرارا أنه لن يترك سلاح المقاومه فيرد تيار المستقبل مرارا ان الحزب يجب عليه ترك سلاحه ، الى متى ستعيدون هذه العبارات ، وقد مضى 10 سنوات على قرار 1559 ولم يتغير شيء؟ يجب كسر الحاجز وعلى الفريقين ايجاد نقاط التلاقي بدل نقاط الخلاف ، ومثال على ئلك عدم اختيار رئيس للبلاد طوال هذه المده ،وهو فشل سياسي بامتياز على الجميع دون استثناء ، فالطريق المسدود هي عبارة يتداولها غير السياسي وأما السياسي فلا بد له من ايجاد حالة وسطى.

تعمدت ذكر هذه النقاط الثلاث لابين ان أزمة لبنان وأزمة بعض العرب  مرتبطة بخيوط اقليميه ، والاخيرة تخضع لمؤامرة واضحة المعالم ، وما لم نقر باننا فشلنا في توعية المواطنين فكانت نتيجته الرضوخ للفتن المصنوعة بالخارج لا بل كنا جزءا منها ، وكوننا لا نفكر كسياسيين حقيقيين نخاف على مستقبل أوطاننا نفاوض على يسعنا المفاوضة عليه فسنظل نقاسي ونعاني مما يفرض علينا.


لقد حان الوقت لان نكون احرارا ونجلس مع جميع الاطراف الاقليميه وعلى رأسها ايران وتركيا ونحل مشاكلنا معها وجها لوجه، مع اخراس الابواق التكفيرية والطائفيه، لقلب المعادلة الدوليه ، وان نقر بأن الكيان الصهيوني هي عدونا الوحيد ، نعم قد حان الوقت أن يحس أبناء غزه اننا معهم وابناء لبنان اننا معهم حينها فقط سيحسب العالم لكم حساب                                  .... فالعالم يحترم القوي فقط ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق