الخميس، 2 يونيو 2022

خطر التطبيع والمواجهة المحتملة بين العرب لمصلحة الكيان !

 تتزايد المسيرة التطبيعية وتنمو يوما بعد يوم بأشكال ووجوه مختلفة ولكن ما حصل مؤخرا ما بين الامارات وكيان العدو الصهيوني فاق كل التوقعات وخرج عن المنطق ضاربا بعرض الحائط كل القيم الانسانية والدينية والقومية، فلقد وقعوا على ما يسمى بالاتفاقية التجارية الشاملة مع كيان العدو، هذا الاتفاق الذي رأسماله النقود الاماراتيه من جانب والدم والمعاناة الفلسطينية من جانب اخر، نعم لقد وقع الصهيوني بحبر من الدماء الفلسطينية التي سالت منذ 74 عاما بل وكل الشهداء الذين ارتقوا من أجل القضية المركزية والكرامة والعزة. ولالقاء الضوء اكثر على التعامل التجاري بين الامارات والكيان الصهيوني سأنقل لكم بتصرف ما كتبه دوف ليبر مراسل الوول ستريت جورنال في الارض المحتلة بتاريخ 31/5 الماضي تحت عنوان الامارات توقع اتفاقا للتجارة الحرة مع اسرائيل  كتب فيه: " انها اتفاقية فريدة من نوعها بين دولة عربيه واسرائيل  انها توطد التجارة بينهما، فالاتفاقية ستغطي 96% من التبادل التجاري الذي سيصل الى مليار دولار ومن المرجح ان يزيد هذا الرقم الى 10 مليار دولار في الخمس سنوات القادمة. ولقد وقعت الامارات هذا الاتفاق في خضم وقت عصيب بين  اسرائيل  والفلسطينين ولكن هذا الامر لم يثني الطرفين من التوقيع وذلك بسبب العلاقة الوثيقة بينهما.

في عام 2021 لم تتجاوز التجاره بين الاردن  واسرائيل  358 مليون دولار وبين مصر  واسرائيل  189 مليون دولار بينما تجاوزت التجارة مع الامارات من سبتمير 2020 وحتى مارس 2022 مبلغا قدره 2.5 مليار دولار وهي لا تشمل التجارة النفطية، بل ان التجارة بين الطرفين في الاشهر الثلاث الاولى من هذا العام بلغت 1.06 مليار دولار وهو 5 أضعاف الرقم في نفس الوقت من عام 2021. يقول جون ميدفد مدير شركة أوركراود وهي شركة تسهيلات ائتمانية ومالية  اسرائيلية "ان هناك آمال كبيرة لشركات اسرائيلية لتأسيس مصانع في الامارات لتخدم اسواق اسيا وافريقيا وهو ما كانت تعانيه سابقا، ولهذا الغرض قامت مجموعة من هذه الشركات بالاستثمار بمكاتب جديدة في كل من دبي وأبوظبي"، وأضاف "بل اني مهتم بالاستثمار المباشر في شركات اماراتية، ان هذه الاتفاقية ستفتح افاقا جديدة ستتجاوز التبادل التجاري في الالماس والنفط" 

السيولة المالية تدفقت أيضا من الامارات لاسرائيل فقد قامت شركة مبادلة للاستثمار ومركزها ابوظبي بضخ 100 مليون دولار في قطاع التكنلوجيا كما قامت شركة مبادلة بتروليوم وهي الجناح النفطي والغازي لمبادلة بالاستثمار بما قيمته 1.1 مليار دولار في أكبر شركة اسرائيلية للتنقيب عن الغاز في البحر. ( انتهى النقل)

3 أمور ملفته في هذا المقال:

الامر الاول هو سرعة انجاز الاتفاقية، فالاحرف الاولى كتبت في نوفمبر الماضي اي ان الاتفاق تم في 6 أشهر فقط علما ان هكذا اتفاقيات تأخذ في بعض الاحيان سنوات للانجاز فهي تضم مبالغ هائلة وتتجاوز التعريفات الجمركية ولها اثار اقتصادية واجتماعية. السرعة بالاتفاق من جانب كيان العدو مبرر فهو لم يحلم بهكذا اتفاقية تفتح له اسواق افريقيا واسيا وتضخ في اقتصاده مليارات الدولارات في فترة وجيزة، اما الجانب الاماراتي فتسرعه غير مفهوم ولا أستطيع سوى أن أتكهن به، فمن الجانب الاقتصادي ربما يعود ربما للسيطرة على تجارة الالماس المصنع بعد ان سيطر على انتاج السودان من الذهب وبدأ ببيعه الى روسيا وغيرها، فيكون بذلك مركزا للذهب والالماس. ومن الجانب السياسي، فهو يدفع بقوة باقي الدول العربيه للتطبيع عن طريق السير على خطاه وإيهامهم ان بامكانهم ان يكونوا مثله حين اصبح مركزا ماليا وتجاريا مهما في الشرق الاوسط وكي يكونوا وقودا لتنفيذ دوره بما تبقى من صفقة القرن المشؤومه واتفاقية ابراهام وشروطها الخيانية.

الامر الثاني هو استثمار الكيان في الشركات الاماراتية مما يعني ان المنتجات الاماراتية من اليوم فصاعدا اصبحت مختلطة تماما مثل مال الشبهة المخلوط ما بين الحلال والحرام مما يستدعي المقاطعة وكذلك عدم المشاركة في اسهم الشركات الاماراتية او الاستثمار فيها بطريقة مباشرة او غير مباشرة، فحجم الاختلاط المالي هائل بينهما ولا مناص من المقاطعة لتلك السلع الاماراتية المنشأ.  

الامر الثالث وهو خطير جدا، الا وهو الاستثمار المالي الضخم بأكبر شركة تنقيب تابعة لكيان العدو عن الغاز في البحر المتوسط، فلا أعرف ما الذي استدعى الاماراتيين لهكذا فعل رغم علمهم بالنزاع اللبناني مع الكيان في ترسيم الحدود البحرية والمخاطر العالية لهذا النوع من الاستثمارات والتي أحجمت عنها العديد من الدول الغربية !!!! فالاماراتي اصبح طرفا قي الترسيم البحري ولكنه في الجانب الخطأ من المعادلة وهنا يكمن خطر التطبيع مع الكيان فهو بالاضافة لكل ما ذكر في مقالات متعددة وتحليلات الا ان أحدا لم يتطرق ان التطبيع قد يجرك الى مواجهة مع دولة عربية أخرى لمصلحة كيان العدو الصهيوني، ومن يدري أية صفة قد تأخذ هكذا مواجهة فربما تأخذ صفة قطع العلاقات السياسية او الاقتصادية بحجة انهم يدافعون عن استثماراتهم الضخمة. في كل الاحوال سيكون الكيان الصهيوني سعيدا بأي مواجهة كانت بين دول عربية تكون احداها تدافع عن مصالحه في المنطقة.

ان الغرق العربي في بحر التطبيع سيجر المنطقة كلها الى قعره وسيسحب بعضهم بعضا املا في النجاة ولكن الوقت يكون قد مضى ولا امل بالنجاة الا اذا تراجع الجميع عن ذلك وهو مستبعد ليبقوا ذرة من كرامة هنا او هناك.    

 

هناك تعليقان (2):

  1. اضاءة مهمة وواقعية تسلم ايدك

    ردحذف
  2. (الأَعرابُ أَشَّدُّ كُفراً ونِفاقا)

    ردحذف