السبت، 20 مارس 2021

أيها المطبعون، أخجلوا وخبئوا أبواقكم !!

منذ التوقيع على اتفاقية ابراهيم للسلام المزعوم في ديسمبر الماضي بين الولايات المتحدة والامارات والبحرين وكيان العدو الصهيوني وأبواق التطبيع في وسائل التواصل تكاد لا تتوقف او تسكت، ومن المؤسف ان نشاهد على اليوتيوب شبابا عرب يمجدون كيان العدو ويشيدون بتقدمه في كافة المجالات. ورغم وقوعهم في الكثير من الاخطاء في المعلومات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية الا ان أكثر ما يستفز المشاهد والمستمع من غيره هو عبارة " أنهم متميزون في التعايش السلمي" وهو أمر مضحك مبكي في نفس الوقت، فلربما الكثير لا يعلمون بأمور التاريخ والاقتصاد ولكن مسألة "التعايش السلمي" عبارة باطلة فشاهدها ما نراه يوميا على التلفاز من انتهاكات صارخة ضد الانسانية ضد الشعب الفلسطيني الامر الذي لا يقبل التفسير أو التأويل.

لكل هؤلاء المطبعين ، هل تعلمون ان كيان العدو الصهيوني لا يملك دستورا !! ولماذا؟ للاجابة على هذا السؤال لا بد في البداية من ذكر أهمية الدساتير في كل دول العالم وهي:

1- من الناحية السياسية، إذ يقوم الدستور على تحديد طبيعة الدولة إن كانت ملكية أم جمهورية، وما هو نظام الحكم فيها سواء كان برلمانياً، أو رئاسي، أو شبه رئاسي، كما يقوم على تناول السلطات الثلاث من حيث اختصاصها، وتشكيلاتها، وطبيعة علاقتها مع الدستور، كما يقوم الدستور بتحديد شكل العمليات السياسية وتفاعلاتها الديمقراطية، ويقوم برسم الهيئة الإدارية للدولة، وفلسفة الحكم المحلي.

2- من الناحية الحقوقية، حيث ينص الدستور على حريات الأفراد الدينية، والسياسية، والمدنية، والفكرية، وينص على كافة حقوقهم.

3- من الناحية القانونية، يعد الدستور المرجعية الأساسية لكافة التشريعات والقوانين، ويجب ألاّ يأتي أي قانون يتناقض مع مبادئ الدستور، ويقع الدستور في قمة الهرم الخاص بقانون الدولة.

4- يقوم الدستور على توضيح الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للأفراد، وما هو دور الدولة في تنظيم النشاط الاقتصادي الذي يحقق التوازن بين مصلحة المجتمع والفرد، وتحقيق العدالة الاجتماعية. يقوم الدستور على توثيق الهوية والشخصية المتفردة للأمة، ويقوم على وضع الضمانات التي تقوم بحماية الأمة، واللغة، والقيم الأساسية، والمرجعية الروحية.

فهل امتنع الصهاينة عن وضع دستور يشمل هذه الحقوق الاساسية؟ ولتكون الاجابة دقيقة فكل ما يلي مأخوذ من مصدر واحد وهو مكتبة الكنيسيت الالكترونية. سعى الكيان حثيثا في البداية وتحديدا في 25-1-1949 لكتابة وصياغة الدستور حين أقر ان الدستور سيكتب في فصول بدل كتاب واحد وان يتم ذلك من خلال لجنة القانون والعدل في الكينيست، ولكن تم حل الكينيست قبل أوانه دون كتابة فصل واحد واستمر الوضع حتى عام 1958 حيث تم كتابة بعض القوانين وتسمى القوانين الاساسية. ثم جاءت المحكمة العليا في عام 1995 لتزيد من الغموض بمسألة صياغة الدستور حين حكمت ان بعض القوانين الاساسية والتي كانت تعتبر دستورية يمكن تغييرها بالاغلبية في الكينيست ما دامت لا تحتوي على نص يقول " لا يمكن تغيير هذا القانون بأغلبية أصوات الكينيست".

في 20/6/2004 و 29/11/2004 اجتمعت لجنة الدستور لمناقشة حقوق الاقليات وبالاخص العرب وواجهوا معضلة كبيرة وهي ان اعلان الاستقلال المزعوم منصوص فيه " ان الكيان سيحافظ على المساواة الاجتماعية والسياسية لكل مواطنيها بغض النظر عن العرق والدين والنوع" وكذلك حكم المحكمة العليا بواسطة القاضي أرون باراك الذي حكم باحترام حقوق العرب وحمايتها كمبدأ أساس . ثم يعلق المصدر نفسه من مكتبة الكنيست قائلا: ان العنصرية ضد العرب الحاملين لجنسية الكيان لهو أكبر تعدي على حقوقهم في المساواة والامثلة المتكررة للعنصرية تغطي كافة مظاهر الحياة كحقهم في الحصول على مدارس والعنصرية في سوق العمل وعدم وجود خدمات حكومية في مناطقهم كما ان سلطات تخطيط الاراضي في حكومة الكيان لا تنظر الى حاجات العرب رغم كونهم جزء من الشعب ناهيك عن عدم استخدام اللغة العربية كلغة ثانية في الدوائر الحكومية.

------------------------------------انتهى النقل من المصدر-------------------------------

ثم زاد كيان العدو في تعنتهه عام 2018 عندما صرح ان كيانه يهودي كقانون اساسي وبني عليه قوانين اساسية أخرى ومثال عليها  " الحق في ممارسة حرية الاردة والمصير هي خاصة للشعب اليهودي" هذا القانون الاساسي يتيح لليهودي التحكم بحياته الخاصة بينما العربي الذي يحمل جنسية الكيان كان مسلما ام مسيحيا لا يحق له التحكم بالتنقل وحيازة الاراضي كما لا يحق له التحاكم في المحكمة العليا او مقاضاة الكيان وجنوده وكل هذه من أبسط حقوق المواطن في العالم كله. فالكيان نفسه يقول ان قوانينه عنصرية وشاذة ضد العرب الذين يمثلون 21% من تعداد السكان ليأتي المطبع فيقول ان الكيان يتعايش سلميا مع العرب ناهيك عن الفلسطينين في الضفة وغزة والطريقة الوحشية التي يتعامل فيها معهم.

في ديسمبر 2016 علق جون كيري وزير خارجية امريكا ابان عهد اوباما قائلا: انكم( ويقصد الكيان) اما أن تكونوا ديمقراطيين او يهودا فلا يمكنكم الجمع بين الاثنين". والحقيقة انهم اختاروا ان يكون كيانهم يهوديا عنصريا لا يأبهون بحقوق شعبهم فهل يا ترى يأبهون بكم أيها المطبعون؟؟وبفضلكم أيها المطبعون لا يفكر الصهاينة الان بدستور قط لكي لا يدخلوا في متاهة القوانين الملزمة التي تدافع عن حقوق الافراد وخاصة العرب، فكفوا عن حديث السلام والتعايش وأخجلوا من أنفسكم وخبئوا أبواقكم!!!!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق