قبل أن ندخل في موضوع المقال يجب ان نفهم معنى كلمة "مهلهلة" فعند العرب اذا قيل عن الدروع مهلهلة كانت أردؤها نسجا واذا قيل عن الثوب مهلهلا بمعنى رق حتى كاد يبلى وهلهل العنكبوت هو نسيج خيوطه. إجمالًا المعنى يشير الى الضعف والوهن ، فهل حقاً أصبحت أمتنا بالية نتيجة نسجنا لكيانها بطريقة نسج العنكبوت الاكثر وهناً بين طرق النسيج ؟؟؟ وان كان كذلك ، لما وصلنا لهذا الطريق المنحدر؟
قبل البدء باجابة هذه التساؤلات ينبغي ان اعطي بايجازفكرة عن النسيج لكي تتضح لنا المقارنة. النسيج هو طريقة صف الخيوط بطريقة عامودية وافقية واحيانا مائلة لتخدم الغرض منها، هذه الخيوط مكونة من ألاف الالياف المبرومة مع بعض لتشكل خيطا، اذن قطعة القماش المنسوجة مكونة من ملايين الالياف والوف الخيوط محبوكة مع بعضها بحسب تصميم النساج الذي اختار نوع الالياف وطريقة النسج لانه يعرف الغرض منها ويعرف شكلها النهائي. اخر هذه الصناعة هو الحائك الذي ينفذ التصميم فكلما كان الحائك مهاريا نظر بعين الخبيرالى كيفية التنفيذ وكيف سيكون المنتج النهائي.
اذن الامة تسير على تصميم النساج وهي العقيدة التي تستعملها لاخراج المنتج النهائي فلما كانت الامة تسير على العقيدة الصحيحة كانت عظيمة،،، ولكن ما عقيدة امتنا اليوم؟؟ انها العولمة والحداثة التي اختارها الغرب لنا فأصبحنا ننصر الظالم على المظلوم وننادي بالتحررمن العقيدة الصحيحة حسب التصميم الغربي الذي صمم الخيوط بطريقة غير منسجمة مع بعضها ومتباعدة فيما بينها لكي يسهل قطعها من الاستعمال الخفيف وان تتمزق مع الوقت وتبلى. وحين وصل التصميم للحاكة وهم يمثلون الانظمة العربية لم يتساءلوا لما الخيوط هكذا متباعدة ومتفرقة ونسيجها يتم باضعف الخيوط !!! هم فعل هذا لانهم ليسوا مهاريين ولا يملكوا فن التحليل والاستنتاج فقد وظفهم المصمم لانه يعلم تماما ان هؤلاء الحاكة سينفذون دون أسئلة وستكون النتيجة قطعة منسوجة تحتاج فقط لقطع بسيط كالفتن التي ينشرها الغرب حتى تنسل خيوطها وتتلف القطعة ليعود الحاكة وينفذوا قطعا مهلهلة اخرى.
اما الحائك المهاري فانه سيمتنع عن العمل ليعود للتصاميم الاصيلة ثم يستخدم افضل الخيوط وهي مجتمعاتنا ويربطها ببعض ربطا محكما يشد بعضه بعضا في حالة القطع وتوالي الزمن كي لا يبلى فكل الالياف وهي الافراد صالحة وتعمل بجد وتؤازر بعضها بعضا من الطفل وحتى الشيخ لتخرج لنا مجتمعات قائمة على الاصالة والقيم.
وهكذا نرى مجتمع المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن قد تصدوا ببسالة للفتن وللزمن ومهما حاول العدو ان يمزقهم تراهم صامدين لان لهم حاكة ماهرين نسجوا من الالياف القوية خيوطا متراصة ونسجوا الخيوط مع بعضها البعض بطريقة ماهرة ليشكلوا قطعة ذهبية لا تبلى ولا تقطع.
اذن امتنا بحاجة لمجموعة من الحاكة المهاريين الذيم يستخدمون التصاميم الاصيلة ليكونوا مجتمات وافراد قادرين على المواجهة وفي نفس الوقت متناغمين مع بعضهم ويؤازرون بعضهم بعضا رحماء بينهم وأشداء على الكفار.