الخميس، 28 نوفمبر 2024

الاقتصاد العالمي والخليج والطوفان

 الاحداث المتسارعة في منطقتنا العربيه تركت االمحللين في حيرة من امرهم في تحليل المستقبل القريب وليس البعيد فمعركة طوفان الاقصى قد تركت بصمتها ولن تكون الاوضاع ما بعد الطوفان تشبه ما قبلها. هذه الاوضاع لا يمكن اختزالها في منطقتنا فحسب وانما العالم كله تحت تأثير الحروب والصراعات له عواقب وارهاصات تجعل الدول في حالة مشوشة لما سيؤول اليه الوضع . ولعل الاقتصاد العالمي له الاهمية الاولى فالدول في العالم ككل تعمل لمصالحها ولكنها في نفس الوقت لاتستطيع الاستغناء عن الاخرين في دورة الاقتصاد المحلي وربطه بالعالم.

عالميا كما الاستقرار السياسي لا يبشر بالخير كذلك هو الوضع اقتصاديا بل ربما الاقتصاد أسوأ فمظاهر الانكماش الاقتصادي العالمي قد ظهرت بوادره...... ولكننا كعرب، كيف لنا ان نواحه التحديات القادمة؟؟؟؟؟؟؟ فلنستعرض الوضع الاقتصادي العالمي أولا.....


  هنا اقتبس ما كتبه ديزموند لاكمان كبير محللي المعهد الامريكي للمشاريع والاعمال بتاريخ 19/11/2024 ان المشاكل الاقتصادية التي سيواجهها العالم كبيرة جدا فالولايات المتحدة مقبلة على ميزانية عامه والتي ستعاني من عجز بما يعادل اكثر من 6%  قياسا بالناتج الاجمالي وذلك لسنوات طويلة ناهيك عن الديون التي بلغت 113% من الناتج الاجمالي والتي قد تصل الى 120% في 2030 بناء على المعطيات القادمة المتوقعة، كما انه يتوقع ازمة كبيرة ستجتاح السوق العقاري. أما الصين فهي في أزمة حقيقية فأرقام النمو الاقتصادي تتضاءل وأسعار العقار في هبوط والكثير من شركات بناء العقار قد اعلنت افلاسها، ومما سيزيد الطين بلة هو قرارات ترمب القادمة فور وصوله للبيت الابيض برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينيه بما يعادل 60% وما يعادل 10% على الاخرين. أما في اوروبا فالوضع أسوأ فألمانيا في حال ركود اقتصادي وفرنسا وايطاليا قد وصل دينهما لما يعادل الازمة الاوروبية في الاعوام ما بين 2010-2012   وذلك بسبب سياساتهما المالية الفاشلة . وهنا امر مهم ، لاتغركم ارقام البورصات فهي ليست المرة الاولى التي لا يرى فيها المستثمرون الخطر الاقتصادي المحيط بهم كما ان نشاط البورصات لا تعكس حقيقة الوضع الاقتصادي.(انتهى الاقتباس)

المقال لم يذكر نقطة مهمة وهو تأثير دول البريكس المتعاظم في عالم الاقتصاد فالمراحل القادمة تشمل كل الانشطة الاقتصادية بين هذه الدول وهو ما سيؤثر سلبا على العالم الغربي. الحقيقة ان مظاهر هذا الانكماش الاقتصادي العالمي قد لاحت بوادره منذ اغسطس حيث لم يتخطى سعر برميل النفط ال 80$ كما ان الغاز المسال هبط سعره من 30$ في ديسمبر 2022 الى 13$ الان ، فالاقبال ضعيف واذا صدق ترمب في انهاء الحرب الروسية الاوكرانية ورفع الحصار الاقتصادي عن الروس فسيكون الانتاج والتصدير الروسي مذهلا لانه يريد التعويض عن خسارته طوال هذه السنين ناهيك عن محاولته في استرجاع الاسواق التي خسرها طوال سنوات الحصار مما سيدفعه لتقديم تخفيضات مؤثرة رغم كونه جزءا من اوبك+ كما انه لن يعتمد كليا على الصين كما في سنوات الحصار لانها الان هي تعاني اقتصاديا.

هذه بمجملها الوصفة الاسوأ لدول الخليج التي تعتمد بما يفوق 90% من مدخولها على النفط لموازناتها!! ولا يقف الامر عند هذا الحد فمع قرار وقف اطلاق بين كيان العدو وكل من لبنان وغزة سترى دول الخليج استحقاق اعادة الاعمار لما دمره كيان العدو أمرا واقعا وربما سيكون ذلك جزءا من الحل الدولي للفترة القادمة .... فكيف الحل؟؟؟؟

اليوم يجب علينا في الخليج طوي صفحة الماضي والبناء لمستقبل قائم على الشراكات التجارية الحقيقية بين بلدان غرب اسيا، اليوم يجب علينا ان نتوقف عن الاعتماد الكلي على الغرب وان نتوقف عن مجرد تقديم الصندوق المالي للحكومات ونكون قد ابرينا الذمة دون مشاركة فعاله، وان نبني مع الاشقاء العرب خطوطا لا توقفها الحدود ولا السياسات الخارجية وان يكون الاعمار القادم جزءا من الشراكة والتي تعني كمفهوم وتعريف انها  "عقد أو اتفاق بين طرفين أو أكثر قائم على التعاون فيما بينها في مجال بعينه على أساس ثابت ودائم وملكية مشتركة، ينتج عنه تقاسم الأطراف المنافع والعوائد المحققة منه طبقاً لمدى مساهمة كل منهما دون التدخل في الشؤون الداخلية او فرض شروط سياسية مسبقة على الطرف المتلقي وأن يكون التشغيل مشتركا ضمن خطط واضحة. هذه الشراكة التجارية مع الوقت ستتطور الى ابعاد صناعية وبنى تحتية وثقافية وغيرها لبناء الدول والانسان والفكر، وأن نخرج من صندوق مجلس التعاون الى رحاب أوسع يبدأ من بحر العرب وينتهي بالبحر الابيض المتوسط  .......... لقد حان الوقت للاعتماد على أنفسنا وبناء مستقبلنا الغير مرهون بمشيئئة الغرب وسياساته الماليه الفاشله كما هم يقولون ...... لنجعل من طوفان الاقصى نقطة تحول وثورة تاريخية للعرب ويكون للعرب اخيرا مشروعا من بناءهم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق